نيويورك تايمز:خطة أمريكية لتدمير الأسلحة الكيماوية السورية حال العثور عليها
قالت صحيفة “نيويورك تايمز “إنه منذ أن دخل المعارضون المسلحون دمشق وأطاحوا بنظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر، ينتظر المسئولون في الحكومة الأمريكية لمعرفة ما إذا كانت أي بقايا من مخزونات النظام السابق من الأسلحة الكيميائية ستظهر.
واوضحت الصحيفة في تقرير لها ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية “حتى الآن، لم يُعرف عن ظهور أي منها وإذا تم العثور عليها، فإنه من غير الواضح ما الذي قد يحدث لها أو من سيكون مسئولاً عن التخلص منها.
لكن مهمة عسكرية أمريكية لتدمير الأسلحة الكيميائية السورية قبل عقد من الزمان قد توفر للبيت الأبيض بعض الخيارات الممكنة.
واوضحت الصحيفة الأمريكية أن اجتماعا في البنتاغون لمناقشة التهديد الكيميائي السوريبعد عام ونصف من اندلاع الحرب الأهلية السورية في عام 2011، وجد اللواء جاي جي سانتي نفسه في اجتماع في البنتاغون لمناقشة مشكلة افتراضية
في ذلك الوقت، كان يشغل منصب نائب مدير وكالة الحد من التهديدات الدفاعية، وهي مكتب عسكري يسعى لمنع الأعداء من مهاجمة الولايات المتحدة بأسلحة الدمار الشامل.
ولم تعلن سوريا رسمياً عن امتلاكها أي أسلحة كيميائية. لكن التقييمات الاستخباراتية الأمريكية أشارت إلى أن حكومة الأسد ربما تمتلك مخزوناً سرياً.
وبحسب الصحيفة الأمريكية فهناك عدد كبير من الأسلحة الكيميائية المحتمل وجودها في سوريا وهي علي الترتيب
السارين: عامل عصبي يتم امتصاصه بسهولة عبر الجلد ويعطل الجهاز العصبي المركزي للضحية مما يؤدي إلى تشنجات عضلية وشلل وفشل في الجهاز التنفسي.
الخردل: يسبب تقرحات شديدة على الجلد أو داخل رئتي الضحية إذا تم استنشاق بخاره.
الكلور: الذي استخدمه المتمردون في العراق ضد القوات الأمريكية في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. في الأماكن المغلقة، يمكن أن يؤدي الكلور إلى الاختناق.
من جانبه قال الجنرال سانتي في مقابلة: “كانوا يناقشون الحرب الأهلية في سوريا، وحقيقة أننا دخلنا العراق دون خطة جيدة لتدمير الذخائر الكيميائية التي وجدناها”. وأضاف: “ثم أصبح السؤال: ‘ماذا لو وجدنا أنفسنا فجأة في حيازة مخزون الأسلحة الكيميائية السورية؟ ما الذي سنفعله؟’”
من المهم الإشارة لوجود خطة جديدة لتدمير الأسلحة الكيميائية تم منحه ستة أشهر لوضع خطة لتصميم وبناء وربما نشر أجهزة يمكنها تدمير آلاف الأطنان من المواد الكيميائية القاتلة في أماكن قد لا يكون فيها دعم خارجي أو إمدادات متاحة.
بحلول يونيو 2013، طور فريق متخصص في قاعدة الجيش الرئيسية للخبرة في الأسلحة الكيميائية في أبردين، ماريلاند، نموذجاً أولياً يتم عبره التخلص من الأسلحة الكيميائية عبر التحلل المائي
ولعقود من الزمن، كانت الأسلحة الكيميائية تُدمَّر عادةً بحرقها، لكن الولايات المتحدة تخلت عن هذه الممارسة إلى حد كبير بسبب مخاوف السلامة. أصبح التحلل المائي الطريقة المفضلة، وهي عملية تفكيك الخصائص القاتلة للمواد الكيميائية السائلة بخلطها بالماء الساخن ومادة شبيهة بمنظف البالوعات التجاري.
وبعد هجوم كيميائي نفذه الأسد شمال غرب دمشق في أغسطس 2013 وأسفر عن مقتل أكثر من 1,400 شخص، أصبحت خطط الجنرال سانتي لسيناريو افتراضي واقعاً حقيقياً.
وتسارعت الجهود في أبردين، وبحلول يناير 2014، تم تزويد سفينة شحن تابعة للبحرية الأمريكية تُدعى “كيب راي” بمعدات التحلل المائي ونشرت في قاعدة عسكرية في روتا، إسبانيا.
وفي هذا السياق تم شراء شاحنات ثقيلة في لبنان لنقل المواد الكيميائية من سوريا إلى ميناء اللاذقية، حيث تم شحنها إلى إيطاليا ومن ثم إلى السفينة “كيب راي”. أمضت السفينة 42 يوماً في البحر تقوم بتحييد المواد الكيميائية قبل نقلها إلى ألمانيا للتخلص النهائي منها في محارق متخصصة.
وبعد سقوط دمشق هذا الشهر، كثفت الطائرات الحربية الإسرائيلية قصف مواقع مرتبطة ببرنامج الأسلحة الكيميائية التابع للأسد.
وإذا تم العثور على أي مواد كيميائية في حطام نظام الأسد، فقد يتصل الجيش الأمريكي بمركز الأسلحة الكيميائية والبيولوجية في أبردين، حيث تم تطوير أنظمة تحلل مائي جديدة وأكثر كفاءة.
من جانبه قال تيم بليدز، أحد المصممين: “حاولنا إقناع قادة البنتاغون بالحفاظ على دعم مشاريعنا لأنها قد تكون مطلوبة مرة أخرى يوماً ما”. وأضاف: “وإلا، في كل مرة يحدث فيها مثل هذا الوضع، ستبدأ من جديد”.