نيويورك تايمز:هكذا تنظر دول الخليج لترامب في ولايته الثانية
وفقا لتقرير لصحيفة “نيويورك تايمز “تنظر منطقة الخليج إلى الإدارة الأميركية المقبلة للمساعدة في إنهاء الحرب في الشرق الأوسط والتعاون الوثيق بشأن المصالح الأمنية والاقتصادية.
وقالت الصحيفة الأمريكية :قبل نحو أسبوعين من الانتخابات الرئاسية الأميركية، جلس دونالد ج. ترامب لإجراء مقابلة مع قناة تلفزيونية عربية مملوكة للسعودية، حيث أشاد بولي العهد السعودي واصفًا إياه بـ«الرؤيوي» و«الصديق». ولم تمنح منافسته، نائبة الرئيس كامالا هاريس، أي مقابلات مع وسائل الإعلام الدولية الناطقة بالعربية خلال حملتها الانتخابية القصيرة
وقد أبرز هذا التباين مدى الارتياح في دول الخليج الغنية بالموارد لفكرة عودة ترامب إلى الرئاسة، وهو أمر لاحظه المراقبون قبيل الانتخابات التي ستجرى يوم الثلاثاء المقبل.
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، لشبكة “سي أن أن” في الأسبوع الماضي، «بالتأكيد، عملنا مع الرئيس ترامب من قبل، لذا نعرفه ويمكننا إيجاد طريقة للتعامل معه بشكل جيد.
في فترة رئاسته السابقة، بنى ترامب علاقات شخصية مع قادة الخليج وقدم دعمًا قويًا للدفاع عن دولهم بينما تجنب توجيه الانتقادات لسجلها في حقوق الإنسان.
ومن المحتمل أن تسعى دول الخليج في هذه المرة إلى مساعدة من إدارة ترامب الجديدة لإنهاء الحرب المدمرة في الشرق الأوسط، والحصول على ضمانات أمنية قوية، واستثمارات أميركية لتتنوع اقتصادات المنطقة بعيدًا عن الاعتماد الكلي على الطاقة.
وحول رؤية ترامب للعلاقات مع السعودية أظهر ترامب قوة الروابط التي بناها مع قادة الخليج على مر السنين، مشيرًا في حوار له مع قناة العربية إلى احترامه الكبير للأمير محمد بن سلمان. وقد وصفه بأنه «رؤيوي» يحقق «إنجازات عظيمة
كان ولي العهد السعودي من أوائل القادة الذين تحدثوا مع ترامب عقب فوزه الانتخابي، معربًا عن تطلعه «لتعميق العلاقات التاريخية والاستراتيجية» مع الولايات المتحدة.
واستدركت الصحيفة قائلا :ورغم العلاقات الأمنية والتجارية الوثيقة بين ترامب ودول الخليج، يفضل العديد من الشباب في المنطقة القيم الاجتماعية المحافظة التي تتبناها الحزب الجمهوري. على النقيض، ارتبط بايدن – الذي تعمل هاريس كنائب له – بتاريخ مليء بالتوترات مع القادة الخليجيين، إذ أثار استياء السعوديين عندما وصف المملكة بأنها «منبوذة» بسبب مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
بالإضافة إلى ذلك، أزعجت سياسات إدارة بايدن الداعمة بقوة لإسرائيل في الحرب الحالية في الشرق الأوسط دول الخليج، مما غذى المخاوف إزاء احتمال تولي هاريس الرئاسة.
خلال فترة رئاسته، تجنب ترامب انتقاد قضايا حقوق الإنسان في المنطقة، مما ساعد على تعزيز العلاقات الأميركية السعودية القائمة على دعم دفاعي قوي وموقف أميركي أكثر صرامة تجاه إيران، العدو الإقليمي القديم للمملكة.
إلى جانب بناء علاقات شخصية مع ولي العهد السعودي والأمير محمد بن زايد رئيس الإمارات العربية المتحدة، اختار ترامب العاصمة السعودية الرياض كوجهة لأول رحلة خارجية له في عام 2017، مما يعكس الأهمية التي يوليها للعلاقات مع المنطقة.
ومع اقتراب ولاية ترامب الأولى من نهايتها في عام 2020، نجحت إدارته في إبرام اتفاقيات إبراهيم التي فتحت باب العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودولتين خليجيتين، الإمارات والبحرين، من دون اشتراط إقامة دولة فلسطينية كما كان التقليد الخليجي.
وبعد تولي ترامب ولاية جديدة، قد يسعى لإعادة إحياء خطة لإقامة اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل مقابل شراكة دفاعية مع الولايات المتحدة ودعم أميركي لبرنامج نووي مدني سعودي، لكن اندلاع الحرب مع حماس في غزة في أكتوبر 2023 أوقف هذا التقدم وجعل المملكة تصر الآن على إقامة دولة فلسطينية كشرط.
وكما قلقت دول الخليج من تصاعد الحرب الإقليمية وتأثير ذلك على خططها الاقتصادية الطموحة للتنوع بعيدًا عن الاعتماد على الطاقة.
ووفقا لتقرير الصحيفة يُنظرفي الخليج إلى ترامب كشريك أعمال في المنطقة، خاصة وأن أفراد عائلته قد أبرموا صفقات عديدة في الخليج منذ مغادرته البيت الأبيض، مثل استثمارات صهره جاريد كوشنر في شركة خاصة بدعم من صندوق سعودي