“نَقُولُ يَقُولُ”.. شعر: محمود مفلح

سَنَبْقَى هَكَذَا هَمْلًا رُكَامًا
إِذَا لَمْ نُشْهِرِ السَّيْفَ انْتِقَامًا
سَنَبْقَى جَائِعِينَ بلَا طَعَام
وَنَبْقَى لَا بيُوت وَلَا خِيَامًا
سَيَبْقَى الْخَائِنُونَ ذَوُي جِبَاهٍ
لَهَا يَحْنِي كِرَامُ النَّاسِ هَامًا !!
وَإِنْ غَصَّتْ مَسَاجِدُنَا الثَّكَالَى
وَإِنْ بحَّتْ حَنَاجِرُنَا الْيَتَامَى
وَإِنْ أَيْقَظْتَ فِي التَّسْبِيحِ لَيْلًا
وَرُحْتَ تَحُجُّ عَامًا ثُمَّ عَامًا
وَأَسْوَأُ مَنْ رَأَيْتَ فتى لَئِيمٌ
إِذَا سَالَمْتَهُ رَكَلَ السَّلَامَا
أرْقَعُ ثَوْبَهُ إِنْ كَانَ رَثًّا
وَأَسْتُرُ فِيهِ عَوْرَتَهُ احْتِشَامًا
وَيَهْتِكُ إِنْ رَأَى سِتْرًا جَمِيلًا
عَلَى جَسَدِي وَيَضْطَرِمُ اضْطِرَامًا
وَيَرْفَعُنِي عَلَى الْأَعْنَاقِ حَتَّى
إِذَا مَا قُلْتُ خُذْ بِيَدِي تَعَامَى!!
إِذَا أَقْبَلْتُ أَزْكَمَنِي بَخُورًا
وَإِنْ أَدْبَرْتُ أَمْطَرَنِي سِهَامًا !!
نَسِينَا أَنَّ رَبَّ الْبَيْتِ لِصٌّ
وَإنَّ صَلَّى امامكم وَصَامَا
يُدَغْدِغُ فِي بُطُونِ النَّاسِ جوعا
وَيشْبَعُهُمْ إِذَا صَرَخُوا كَلَامًا
يقُرْبٍ مَنْ يَشَاءُ بِلَا حِسَابٍ
وَيَقْصِي مَنْ يَشَاءُ وَلَا مَلَامًا
وَحِينَ نَقُولُ إِنَّ الْعَيْشَ مُرٌّ
يَقُولُ لَنَا عَلَى قَدْرٍ تَمَامًا !!
أَلَيْسَ اللهُ خَالِقَنَا جَمِيعًا
وَجَاعِلَنَا الرَّعِيَّةَ وَالْإِمَامَا؟
فَطَاعَةُ أُولِياء الْأَمْرِ حَقٌّ
وَإِنْ بَطَشُوا وَإِنْ سَحَقُوا الْعِظَامَا
وَإِنْ جَلَدُوا الظُّهُورَ فَلَا جَنَاح
وَإِنْ أَكَلُوا الْحَرَامَ فَلَا حَرَامًا
فَلَا تَرْفَعْ لِغَيْرِهِمْ لِوَاءً
وَلَا تَنْصبْ لِغَيْرِهِمْ خِيَامًا
نُحَاوِلُ أَنْ نَكُونَ كَمَا أَرَادُوا
دَجَاجًا أَوْ نعَاجًا أَوْ نَعَامًا
أَلَيْسَ اللهُ تَوَّجَهُمْ مُلُوكًا
وَأَنْتُمْ لَا جَنَابٍ وَلَا مقَامَا ؟!
فَدَعْ عَنْكَ الْوَسَاوِسَ إِنَّ فِيهَا
فُسُوقًا أَوْ عُقُوقًا أَوْ حَرَامًا
سَنَبْقَى فَوْقَ وَجْهِ الْأَرْضِ ذَرًّا
إِذَا لَمْ نُشْهِرِ السَّيْفَ انْتِقَامًا