في ظل الصراع المستمر في قطاع غزة، صرحت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في شرق المتوسط، بأن الوضع الإنساني في غزة بلغ مستويات كارثية، مشيرة إلى أن دار ضيافة منظمة الصحة العالمية في دير البلح تعرضت للقصف ثلاث مرات، ما أدى إلى تدميرها بالكامل وإخلاء الموظفين بالقوة، إضافة إلى احتجاز أحد العاملين، مطالبة بالإفراج الفوري عنه. وأكدت أن موظفي الأمم المتحدة يواصلون تقديم الخدمات الصحية رغم التعرض للصدمات والعنف ونقص الإمدادات.
منذ أكتوبر 2023، حذرت منظمة الصحة العالمية من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في غزة نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة، حيث يعمل أقل من نصف المستشفيات بشكل جزئي، مع نفاد 52% من الأدوية و68% من المستلزمات الطبية، وتسجيل مئات الإصابات بأمراض معدية مثل التهاب السحايا ومتلازمة غيلان باريه، بالإضافة إلى وفاة 227 شخصاً، بينهم 103 أطفال، بسبب سوء التغذية، وفق تقرير أممي صدر في 12 أغسطس 2025. كما يعاني 95% من السكان من نقص حاد في المياه، وتعمل المستشفيات بطاقة استيعابية تفوق 300% من قدرتها، بينما أكد الدكتور ريك بيبركورن، ممثل المنظمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن الجوع يفتك بالسكان مع وفاة 148 شخصاً حتى 5 أغسطس 2025.
في يوليو 2025، استهدفت ثلاث ضربات جوية إسرائيلية دار ضيافة منظمة الصحة العالمية في دير البلح، ما تسبب في دمار شامل للمبنى وإجلاء الموظفين وأسرهم، واحتجاز بعضهم تحت تهديد السلاح، إضافة إلى تدمير مستودع طبي رئيسي، مما أثر بشكل كبير على الخدمات الصحية المنقذة للحياة. وأدانت المنظمة هذا الهجوم، مؤكدة أن موظفيها تعرضوا لسوء المعاملة والاعتقال التعسفي، ولا يزال أحدهم محتجزاً حتى الآن.
من جانبها، قالت إسرائيل إن بعض المرافق المستهدفة تُستخدم لأغراض عسكرية من قبل حركة حماس، مشيرة إلى أن هجوماً في أبريل 2025 على دار ضيافة أممية جاء بسبب مزاعم إطلاق صواريخ منها، وهو ما نفته منظمة الصحة العالمية، مؤكدة أن إحداثيات المرافق الإنسانية تُشارك مع جميع الأطراف. وقد أثار الهجوم إدانات دولية واسعة، إذ وصفت السعودية والإمارات وقطر العمليات العسكرية بأنها “إبادة جماعية”، فيما حذرت ألمانيا من احتمال تعليق تصدير الأسلحة إلى إسرائيل.
لا يزال موظف من منظمة الصحة العالمية وأكثر من 160 عاملاً طبياً فلسطينياً رهن الاعتقال منذ فبراير 2025، وفق منظمات حقوقية مثل هيومن رايتس ووتش، التي أكدت تعرض بعضهم للتعذيب وسوء المعاملة. ودعت الأمم المتحدة إلى الإفراج الفوري عن المعتقلين دون محاكمة، محذرة من أن هذه الممارسات تعيق الاستجابة الإنسانية وتزيد من تفاقم الأزمة الصحية والإنسانية في قطاع غزة.