هذه محطات الخلاف بين القاهرة وحماس حول ملف تبادل الأسري ووقف إطلاق النار .. تعرف عليها
عاودت وسائل الإعلام المصرية المحسوبة علي النظام في القاهرة نبرة الهجوم ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس بعد فترة من توقف الحملات الإعلامية في هذه الوسائل ،بعد مرور ايام علي طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي وبدء الحملة الصهيونية المجرمة علي القطاع المحاصر،وهو ما تم كذلك بتعليمات رسمية لتجنب غضب الرأي العام المصري المؤيد للمقاومة الفلسطينية، والرافض للإجرام الصهيونى .
الهجوم تراوح بين تحميل الحركة مسئولية ما جري بعد السابع من أكتوبر وان الحركة لم ترتب أوضاعه أوضاعها بشكل جيد ولم تحسب ردة الفعل الصهيونية بدقة ،وكذلك التأكيد علي أن تدمير قطاع غزة وإعادة احتلاله ليس انتصارا علي الإطلاق ،وأن مغامرات حماس هي المسئولة عما حاق بالشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية .
واستمرت الانتقادات الموجهة لحماس والمقاومة الفلسطينية، من الإشارة إلي أنه إنه لا جدوي من الحديث عن صمود المقاومة في ظل سقوط مئات الشهداء يوميا، ناهيك عن استحضار اتهامات سابقة الفلسطينيين ببيع أراضيهم للصهاينة عام 1948،والوقوف وراء النكبة الاولي فيما تتحمل حماس مسئولية النكبة الثانية بعد هجوم السابع من أكتوبر،غير المحسوب بل أتخذ بإرادة منفردة من قيادات الحركة سواء السياسية أو العسكرية .
الاتهامات الموجهة لحركة المقاومة الإسلامية حماس من جانب عدد من الفضائيات المصرية شبه الرسمية لا تبدو بصمات النظام بعيدة عنه، في ظل ما يتردد عن وجود خلافات بين القاهرة والحركة، فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسري حيث أكدت مصادر دبلوماسية فلسطينية، أن القاهرة تمارس ضغوطا شديدة علي الحركة لتليين شروطها بخصوص الصفقات ،وتبني نهج إيجابي خلال المفاوضات الجارية في القاهرة بحضور رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن، ورئيس المخابرات الأمريكية وليم بيرنز ووفد امني اسرائيلي رفيع المستوي .
فيما لا تعرف حتي الان هوية وفد حماس في هذه المفاوضات بعد أن نقل عن مصادر مقربة من الحركة بأنها لا تشارك في الجولة الحالية، وإنه لا وفد لحماس حاليا في العاصمة المصرية في إشارة قوية لتباين وجهات النظر فيما يتعلق بالملفات الأساسية بين الأجهزة الأمنية المصرية وحماس حول سبل إبرام الصفقة .
ونقل عن المصادر ذاتها التأكيد علي ان مصر تضغط علي الحركة في ملف اصحاب المحكوميات العالية من أمثال مروان البرغوثي واحمد سعادات وعبدالله البرغوثي ،حيث لا تبدو القاهرة مرتاحة لتمسك حماس بمبدأ تبييض السجون ،بل تطالب بمراعاة مواقف حكومة الاحتلال وعدم التشدد فيما يتعلق بشروط الحركة الخاصة بانسحاب الجيش الصهيوني من كامل اراضي غزة وكذلك قبول هدن مدتها شهر ونصف بدلامن٤أشهر ،كماتطالب الحركة ،ناهيك عن رفع الحصارعن قطاع والسماح بدخول المساعدات بنفس معدل ما قبل السابع من اكتوبر.
بل إن القاهرة وبحسب مصادر أبلغت حماس ان عدم التخفيف من شروطها سيعرقل الوصول بصفقة تبادل الأسري ،بل وسيفتح الباب امام قيام الجيش الصهيون بعملية اجتياح بري في مدينة رفح الفلسطينية المحاذية للحدود المصرية ،وبل اعتبار الحركة مسئولة أو شريكا في المسئولية عن الكوارث الإنسانية المرجح وقوعها في المدينة.
الرسالة المصرية الموجهة للمقاومة الفلسطينية ، لم تقابل بارتياح من قبل الحركة التي كانت تراهن علي دعم الجانب المصري في المفاوضات ،ومنع الصهاينة من اجتياح مدينة رفح الفلسطينية ، وليس التحول لوسيط في المفاوضات الدائرة حاليا
: بل إن الكثير من المحسوبين علي الحركةعلي شبكات التواصل الاجتماعى غدوا يعتبرون نظام السيسي شريكا في الحرب علي غزة وفي حصار القطاع والتآمر عليه وبل يترقبون تواطؤا منه في عملية الهجوم علي رفح رغم كون هذا الهجوم المتوقع خلال أسبوعين تهديدا صريحا لأمن مصر القومي.
: ورغم موجات التشاؤم التي تسود الدوائر المحيطة المفاوضات صفقة تبادل الأسري بين حماس والكيان الصهيوني ،إلا ان مراقبين يعولون بشدة علي مشاركة رئيس الوزراء وزيرالخارجية القطرى محمد بن عبدالرحمن أل ثاني، ورئيس المخابرات الأمريكية وليم بيرنز للضغط علي الطرفين للوصول بصفقة تبادل الأسري والوصول لوقف إطلاق نار يؤشر لتهدئة طويلة الأمد بين الاحتلال والمقاومة.
ولعل الأيام القادمة ستشهد تكثيفا للجهود من جانب الوسطاء والرعاة من المصريين والقطريين والإدارة الأمريكية في ظل رهان الإدارة الأمريكية علي ضرورة الوقف المؤقت لإطلاق النار وبدء مراحل تبادل الأسري حيث تسعي واشنطن بشدة لإنقاذ نتنياهو والكيان الصهيوني من المأزق الشديدة التي تعاني منه وتعثر جيشه في قطاع غزة والضغوط من قبل ذوي الأسري وهي فرصة لن تضيعها حماس مهما كان حجم الضغوط عليها من قبل واشنطن أ حلفائها في المنطقة أيا كانت إسمائهم بل ستسعي للخروج من هذه الحرب بأقصي مكاسب ممكنة.