في ظل التصعيد العسكري المتواصل بين إسرائيل وإيران، ومع ازدياد المخاوف من تحوّل النزاع إلى حرب شاملة في الشرق الأوسط، بدأت عدة دول أجنبية في إغلاق سفاراتها داخل العاصمة الإيرانية طهران، وإجلاء طواقمها الدبلوماسية كإجراء احترازي أمام التدهور الأمني المتسارع.
سويسرا تغلق سفارتها وتُجلي طاقمها
أعلنت وزارة الخارجية السويسرية، اليوم الجمعة 20 يونيو 2025، عن إغلاق مؤقت لسفارتها في طهران، موضحة أن القرار جاء نتيجة “العمليات العسكرية المكثفة في المنطقة والوضع الميداني غير المستقر”.
وأكد البيان أن جميع الموظفين الأجانب غادروا إيران وهم بأمان، مشيرًا إلى أنهم سيعودون عندما تسمح الظروف الأمنية بذلك.
موجة إغلاقات تشمل أوروبا وأوقيانوسيا وأفريقيا
ولم تكن سويسرا وحدها في هذا التحرك؛ فقد أعلنت بلغاريا عن نقل بعثتها الدبلوماسية إلى أذربيجان، بينما أغلقت أستراليا سفارتها في طهران في 19 يونيو الجاري، مرجعة القرار إلى “الوضع الأمني المتدهور”، وهو الإجراء نفسه الذي اتخذته بريطانيا ونيوزيلندا.
كذلك أغلقت غانا سفارتها بسبب تصاعد التهديدات بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، فيما علّقت التشيك وسلوفاكيا أعمال بعثتيهما منتصف الشهر الجاري استجابة للمخاطر الأمنية.
أما فنلندا والبرتغال، فقد أعلنتا عن إغلاق مؤقت للبعثتين، حيث وصف وزير خارجية البرتغال باولو رانغيل الوضع في طهران بـ”الخطير”.
مخاوف متزايدة من توسع الحرب
ويأتي هذا الحراك الدبلوماسي في وقتٍ يتواصل فيه التصعيد الميداني غير المسبوق بين تل أبيب وطهران، لليوم الثامن على التوالي، ما يدفع الكثير من المراقبين إلى التحذير من انفجار الأوضاع على نطاق إقليمي واسع، قد يشمل استهداف منشآت حيوية بينها محطات نووية مثل مفاعل بوشهر، بحسب تحذيرات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، الذي أكد أن “الهجوم على مفاعل بوشهر قد يؤدي إلى كارثة نووية يصعب احتواؤها”.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بلاده “تطرح أفكارًا على الطرفين لكنها لا تسعى للوساطة حاليًا”، في إشارة إلى التعقيد السياسي والعسكري للنزاع.