خلط كمين بيت حانون المركب لذي اوقع 5قتلي من مقاتلي كتيبة “نتساح يهودا اليمينية المتطرفة ” جميع خيارات الاحتلال ونسفت سرديته للاحداث حول مجمل الأوضاع في قطاع غزة التي ضربت المقاومة فيه أروع صور الصمود طوال ما يقرب من 640يوما .
أولي الأكاذيب التي نسفها كمين بيت حانون أن المنطقة التي وقع فيها الكمين قد تم إعلانها من قبل الجيش الصهيونية في وقت سابق علي أنها خاضعة لـ”سيطرة عملياتية عالية ،بل أنه كان كان قد أعلن سابقاً أن المنطقة “تم تمشيطها” بالغارات الجوية، فكيف تم زرع العبوات.”
كما أعاد الكمين الاعتبار لقدرة المقاومة على تنفيذ كمين بهذا المستوى في منطقة قريبة من السياج الفاصل ،بشكل يؤكد امتلاكها قدرات متقدمة ،بما في ذلك السيطرة الجغرافية والاستطلاع المسبق، ولم تتعرض لضربات قاتلة كما روج الاحتلال.
كما شددت العملية علي قدرة المقاومة العملياتية العالية والاستخباراتية، خصوصا أن زرع العبوات في هذا المكان يتطلب جمع معلومات استخباراتية ومعرفة تفصيلية بتحركات الجيش، وهذا يعني أن تحركات الجيش باتت مكشوفة للمقاومة خلال الفترة الأخيرة ..

كما تشير التقديرات أن تفجير العبوات خلال كمين بيت حانون اللافت كان عن بعد، وهو ما يعني وجود أجهزة رؤية ليلية لدى المقاومة، وأدوات مراقبة متقدمة بشكل يؤكد نجاح المقاومة في زراعة حقل ألغام وتنفيذ هجوم من نقطة صفر، رغم الوجود العسكري المكثف، مما يُعد مؤشرًا على تطور استخباري وميداني كبير ينسف رواية الاحتلال بتآكل قدرات المقاومة. الفلسطينية
-كما كرس كمين بيت حانون اعتقاد بمعاناة جيش الاحتلال من “إنهاك وتآكل” داخل وحداته خاصة على مستويات القيادة بسبب استمرار القتال منذ نحو عامين وعجزها عن توفير مقاتلين قادرين علي مواجهة المقاومة الفلسطينية ..
كما قدم الكمين دليلا لا يقبل الشك علي تمتع مقاتلي المقاومة وخصوصا مقاتلي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بحالة جرأة كبيرة حيث ، يخرجون من الأنفاق ومن بين الأنقاض، يقاتلون، وينصبون كمائن ويطلقون النار منها، رغم علمهم أن ذلك يزيد من احتمال انكشافهم أمام قوات الاحتلال ..
بل أن كمين بيت حانون وعدد من الكمائن البارزة التي قتل فيها جنود مؤخرًا في غزة تميزت بأن المهاجمين لم يغادروا المكان بعد تنفيذ العملية، بل بقوا وواصلوا الاشتباك، حتى مع قوات الإجلاء، في محاولة منهم لزيادة الإنجاز من وجهة نظرهم. – التصوير هو جزء لا يتجزأ من ذلك، وهو دون شك يُعتبر جزءًا من الهدف المطلوب بالنسبة للمنفذين: إنتاج تصوير عالي الجودة، أحيانًا من زوايا متعددة، للحادثة، لكي تتمكن حماس من نشر التوثيق لأغراض الدعاية.
ومن المهم الإشارة إلي أن كمين بيت حانون لم يكن مفاجئا فقط في حجمه، بل في توقيته ومكانها أيضًا، حيث زعمت مصادر الاحتلال إن القوات كانت تفتش عن خلايا مقاومة داخل البيوت المهدمة، وانفجرت العبوة عندما تمركزوا، ثم استُهدفت قوة الإنقاذ أيضًا” في تأكيد علي ان الضربة نالت من قوة العدو الاستخبارتية والعملياتية .

كما أكد الكمين فشل الاحتلال في تأمين المنطقة رغم تفريغها من السكان وقصفها بشكل متكرر، بل أنها وضحت زيف ادعاءاته بتحقيق سيطرة ميدانية كاملة علي الميدان خصوصا أنها وقعت في أخطر نقطة تماس شمال شرق القطاع، في منطقة مكشوفة للعدو وقريبة من المستوطنات المحاذية للقطاع.
ولعل ابرز الرسائل التي اوصلها كمين بيت حانون أن المقاومة تمتلك أوراق قوة لا يمكن تجاهلها، وأن الاحتلال بعد أكثر من 21 شهرا من القتال لم يتمكن من حسم الميدان لصالحه، ولا تزال المقاومة قادرة على الضرب بعمق. –
كما أنه اوضح للاحتلال أن المقاومة لا تفاوض من موقع الضعف، بل تملك زمام المبادرة، ما يمنحها مساحة أوسع لفرض شروطها السياسية والإنسانية. –
ولا ينبغي أن نتجاهل في هذا السياق ، أن أي عملية نوعية تقوم بها المقاومة تقوّي الحاضنة الشعبية وتزيد من التفاف الجماهير خلف المقاومة ورفض التسويات القسرية، مما يُعزز ظهر المفاوض المقاوم في وجه الضغوط الدولية