هكذا شكل سقوط بشار الأسد ضربة قاضية لنظام الملالي في طهران
بعد يومين فقط من سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، تناولت الصحف الحكومية الإيرانية هذا الحدث بشكل واسع.
لم يكن سقوط الأسد مجرد نهاية لنظام ديكتاتوري طويل الأمد في سوريا، بل يمثل تحولًا عميقًا في توازن القوى الإقليمي وضربة قاسية لسياسة النظام الإيراني الخارجية، الذي طالما وصف سوريا بأنها “عمقه الاستراتيجي” في الشرق الأوسط.
ويستعرض هذا التقرير التحليلات والآراء التي طرحتها الصحف الحكومية الإيرانية بشأن التكلفة السياسية والاقتصادية والإنسانية لدعم نظام الأسد، وتداعيات هذا الحدث على النظام الإيراني.
في البداية تساءلت صحيفة ابتكار: كيف غيرطوفان الأقصى الشرق الأوسط؟ حيث رأت الصحيفة أن سقوط الأسد يمثل نقطة انطلاق لتحولات جذرية في موازين القوى الإقليمية، واعتبرت أن عجز النظام السوري عن مواكبة التغيرات الاجتماعية والسياسية أدى إلى نهايته.
.وكذلك تناولت صحيفة جمهوري: أحداث سوريا ومستقبل المنطقةحيث رأي أن سقوط الأسد جاء كنتيجة حتمية للفساد وسوء الإدارة في سوريا. وأشارت إلى دور النظام الإيراني الكبير في دعم الأسد، متوقعة أن يؤدي هذا التحول إلى تقليص النفوذ الإقليمي لإيران.
ولم يختلف الأمر فيما يتعلق بتناول صحيفة هم ميهن حيث انتقد دور ما اسمتهم المحللين الانتهازيين إذ انتقدت المحللين المقربين من النظام الذين كانوا دائمًا ينكرون إمكانية سقوط الأسد، وسلطت الضوء على فشل السياسة الخارجية الإيرانية في سوريا
صحيفة ستاره صبح من جانبها تساءلت حكومة ديمقراطية أم تقسيم؟إذ تطرقت الصحيفة إلى احتمال تقسيم سوريا بعد سقوط الأسد، وأكدت أن إيران لعبت دورًا سلبيًا للغاية في هذه التحولات، مشيرة إلى أن الشعب السوري دفع ثمنًا باهظًا لسياسات إيران.
من جانبها حاولت صحيفة شرق: رسم قصة سقوط حيث اعتبرت الصحيفة أن سقوط الأسد كان نتيجة للسياسات الداخلية الفاشلة والضغوط الخارجية المتزايدة
صحيفة شرق واصلت التساؤلات حول الوضع في سوريا: أي حكومة في دمشق يجب أن تسدد ديون إيران إذ ناقشت هذه الصحيفة التأثيرات الاقتصادية لسقوط الأسد على النظام الإيراني، ودعت إلى استرداد التكاليف التي أنفقت من الحكومات المستقبلية في سوريا.
وكذلك تطرقت صحيفة اعتماد إلي صراع الممرات؛ من الشام إلى زانجسور ورأت أن سقوط الأسد جزء من صراعات إقليمية أوسع، وحذرت من تأثير هذا الحدث على مكانة النظام الإيراني في المنطقة.
حللت حللت صحيفة دنياي اقتصاد أن سقوط الأسد يمثل نهاية للسياسات المكلفة للنظام الإيراني في سوريا، ودعت إلى إعادة تقييم السياسات الإقليمية.
ورأت صحيفة آرمان ملي أن تجاهل التنمية السياسية والاعتماد على القوة العسكرية كان السبب الرئيسي لسقوط الأسد، ودعت النظام الإيراني إلى التركيز على القضايا الداخلية بدلاً من تكرار هذه السياسات.
أشارت صحيفة آرمان امروز إلى الوضع المتأزم في المنطقة بعد سقوط الأسد، وركزت على التحديات التي تواجه النظام الإيراني في الحفاظ على نفوذه.
ورصدت صحيفة فرهيختغان نقاط الالتقاء والاختلاف بين طهران ودمشق حيث أكدت أن سقوط الأسد كان نتيجة خلافات عميقة داخلية وخارجية، ودعت النظام الإيراني إلى مراجعة سياسته الخارجية.
واعتبرت صحيفة جوان أن سقوط الأسد جاء نتيجة “مؤامرة” دولية، لكنها أشارت بشكل ضمني إلى التأثيرات السلبية لهذا الحدث على موقف إيران.
ومن المهم هنا أن سقوط نظام بشار الأسد يمثل منعطفًا حاسمًا في تاريخ الشرق الأوسط والسياسة الخارجية للنظام الإيراني. أقرت الصحف الحكومية بأن الدعم غير المحدود للأسد لم يتسبب فقط في استنزاف الموارد الاقتصادية والبشرية، بل أثر أيضًا سلبًا على شرعية النظام داخليًا.
وشددت تحليلات الصحف الإيرانية في النهاية أن يكون هذا الحدث درسًا للنظام الإيراني لإعادة النظر في سياسات التدخلات والتركيز على مطالب الشعب الإيراني والتحولات الواقعية في المنطقة