الأحد أكتوبر 27, 2024
انفرادات وترجمات

هكذا نجحت الدبلوماسية الأمريكية في ضبط الرد الإسرائيلي على إيران

مشاركة:

أكد مسئولون أمريكيون أن الهجمات الإسرائيلية دمرت أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تطوراً في إيران ووجهت ضربة لبرنامج الصواريخ الباليستية في البلاد. وبينما لا تزال إيران تفكر في كيفية الرد، يأمل المسؤولون الأمريكيون أن يمنع الضرر الكبير الذي لحق بالدفاعات الجوية الإيرانية طهران من الرد، حيث تجدد واشنطن مساعيها الدبلوماسية للحد من الصراع في غزة ولبنان.

وبحسب تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال الأمريكية  “قال بايدن للصحفيين يوم السبت: “يبدو أن “إسرائيل” لم تضرب أي شيء سوى الأهداف العسكرية”. وأضاف: “آمل أن يكون هذا هو النهاية”.

ووفقا للتقرير الذي ترجمته “جريدة الأمة الإليكترونية ” فقبل شهر تقريباً، كانت احتمالات التصعيد تبدو أكثر خطورة. فقد شنت إيران في الأول من أكتوبر هجوماً على إسرائيل شمل حوالي 180 صاروخاً باليستياً، بعضها أصاب أهدافه وألحق أضراراً طفيفة، فيما قالت مصادر أمريكية إن بعضها كان يمكن أن يتسبب بخسائر كبيرة لو لم يتم اعتراضها.

وتابعت الصحيفة قائلا :بعد أن تمكنت القوات الإسرائيلية والأمريكية من إحباط هجوم مماثل من إيران على إسرائيل في أبريل، حث بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الحد من رده، واكتفت إسرائيل بضرب رادار نظام دفاع جوي من طراز”اس أس 300″ مما قلل من مخاطر التصعيد

واستدركت الصحيفة قائلا :لكن مع إطلاق إيران المزيد من الصواريخ الباليستية في أكتوبر، أدرك بايدن أنه لا يمكن ثني إسرائيل عن الرد القوي، وبدلاً من ذلك، سعى إلى توجيه رد إسرائيل.

لدى العديد من أعضاء الإدارة، كانت الضربات الإسرائيلية الوشيكة تشكل خطر اندلاع صراع شامل قد يؤدي إلى هجمات إيرانية مضادة على منشآت النفط السعودية، واضطرابات في أسواق الطاقة، وارتفاع في أسعار النفط قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وفي مكالمة مع نتنياهو في 9 أكتوبر، رافقها نائبة الرئيس كامالا هاريس، حقق بايدن اختراقاً في الموقف، وفقاً لمسئولين أمريكيين. ووافق بايدن على تعزيز الدفاعات الإسرائيلية بإرسال نظام ثاد المضاد للصواريخ ونحو 100 جندي أمريكي لتشغيله في إسرائيل، وهو قرار وافق عليه رسمياً بعد بضعة أيام.

ومع استمرار إسرائيل في تحسين خطتها، اتخذ المسؤولون الأمريكيون خطوات أخرى لتعزيز الفهم المتبادل بشأن نطاق الرد الإسرائيلي. في 11 أكتوبر، أعلنت الولايات المتحدة تشديد العقوبات النفطية على إيران، بما في ذلك تدابير ضد شركات الشحن التي تساعد إيران في تهريب النفط، كإشارة إلى إسرائيل بأنها لا تحتاج إلى اتخاذ إجراءات عسكرية لعرقلة تجارة النفط الإيرانية.

وخلال شهر أكتوبر،نفذت قاذفات أمريكية من طراز بي 2غارات جوية في اليمن على مخابئ تحت الأرض يستخدمها الحوثيون لتخزين الصواريخ والأسلحة الأخرى، مما أرسل رسالة تحذيرية لإيران وطمأنة لإسرائيل

وفي الهجوم الذي وقع صباح السبت، هاجمت أكثر من 100 طائرة إسرائيلية 23 موقعاً في إيران، مقتصرة على أهداف عسكرية، مما يشير إلى التزام إسرائيل بالتفاهمات المتفق عليها بين بايدن ونتنياهو.

من جانبه قال مسئول إسرائيلي إن إيران كانت تمتلك أربع بطاريات أس 300قبل الضربة الأخيرة لإسرائيل، وجميعها دُمرت.

وكتب دينيس روس، المسئول الأمريكي السابق المختص بشؤون الشرق الأوسط: “كانت ضربات إسرائيل تهدف إلى إظهار مدى القدرة على إلحاق الأذى بإيران في حال قامت بالرد”. وأضاف أن تدمير الدفاعات الجوية أظهر للإيرانيين مدى ضعفهم.

فيما أفاد مسئولون أمريكيون أن الضربات ألحقت أضراراً ببرنامج إيران للصواريخ الباليستية، وقد تستغرق سنوات للتعافي منها.

ومن بين المواقع المستهدفة كان موقع بارشين، حيث يوجد مصنع لإنتاج الوقود الصلب للصواريخ. قال فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن “عمليات إنتاج الصواريخ معقدة وتحتوي على نقاط اختناق حيوية”، مما قد يكون سبباً في إحداث تعطيل دون أن تبدو الضربة كبيرة.

من جانبه قالت إيران إنها لا تزال تمتلك صواريخ في مخزونها. وقدرت الولايات المتحدة في عام 2022 أن إيران تمتلك أكثر من 3000 صاروخ باليستي من جميع النطاقات.

فيما نفي  مسئولون إيرانيون أن تكون قدراتهم العسكرية قد تضررت بشكل كبير، وقالوا إن الحياة في طهران عادت إلى طبيعتها. وقتل أربعة جنود إيرانيين وتضررت ثلاثة مواقع بشكل طفيف، حسبما أفاد مسؤولون إيرانيون.

وكتب رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: “لم تتأثر المنشآت النووية الإيرانية”.

 

وفي البيت الأبيض، تلقى بايدن وهاريس إحاطة من فريق الأمن القومي حول الهجوم الإسرائيلي. وقال البيت الأبيض في بيان: “أمر الرئيس بايدن ببذل كل جهد لحماية قواتنا ومساعدة إسرائيل في الدفاع ضد أي ردود محتملة من إيران وحلفائها”

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *