انفرادات وترجمات

هكذا نجح الحوثيون في إحداث طفرة غير مسبوقة في طائراتهم المسيرة

وثق تقرير جديد  نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية جهود تهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين إلى اليمن، والتي ستمنح مقاتلي الحوثي قفزة تكنولوجية متقدمة.

ورغم أن الحوثيين، المدعومين من إيران، وفقا للتقرير الذي ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية “قد أوقفوا هجماتهم إلى حد كبير بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار بين إسرائيل وحماس في يناير،

فيما أشارت  أدلة فحصها باحثون في مجال الأسلحة إلى أن الحوثيين ربما حصلوا على تكنولوجيا جديدة تجعل طائراتهم المسيّرة أكثر صعوبة في الكشف وأكثر قدرة على التحليق لمسافات أطول.

فلأكثر من عام، شنّ مقاتلو الحوثي في اليمن هجمات على السفن التجارية والحربية في البحر الأحمر باستخدام الصواريخ والطائرات المسيّرة والزوارق السريعة المحملة بالمتفجرات، ما عطّل حركة التجارة العالمية عبر أحد أكثر الممرات الملاحية ازدحامًا في العالم.

الحوثيون ..استهداف سفينة بريطانية وإسقاط مسيّرة أمريكية

وبينما أعلن الحوثيون أن هجماتهم تأتي تضامنًا مع الفلسطينيين في غزة، فقد استهدفوا سفنًا تبعد نحو 100 ميل عن السواحل اليمنية، ما دفع الطائرات الحربية الأميركية والإسرائيلية إلى شن ضربات جوية انتقامية.

وقال تيمور خان، وهو محقق في “كونفليكت أرمامينت ريسيرش””وهي مجموعة بريطانية متخصصة في تتبع الأسلحة والذخائر المستخدمة في النزاعات حول العالم: “قد تمنح هذه التكنولوجيا الحوثيين عنصر المفاجأة ضد القوات العسكرية الأميركية أو الإسرائيلية إذا تجددت الصراعات”.

وقد سافر خان إلى جنوب غرب اليمن في نوفمبر الماضي لتوثيق أجزاء من نظام خلايا وقود الهيدروجين عثرت عليها القوات الحكومية اليمنية في قارب صغير قبالة السواحل، إلى جانب أسلحة أخرى معروفة باستخدامها من قبل الحوثيين.

وتنتج خلايا وقود الهيدروجين الكهرباء من خلال تفاعل الأوكسجين في الهواء مع الهيدروجين المضغوط عبر سلسلة من الصفائح المعدنية المشحونة، وتصدر بخار الماء لكن حرارة أو ضوضاء قليلة جدًا.

وبحسب الصحيفة الأمريكية فعادةً ما تكون الطائرات المسيّرة الحوثية التي تعمل بالمحركات التقليدية أو البطاريات الليثيوم قادرة على الطيران لمسافة تصل إلى 750 ميلًا، بينما تمكّن خلايا وقود الهيدروجين هذه الطائرات من الطيران لمسافة تصل إلى ثلاثة أضعاف، بالإضافة إلى جعل اكتشافها بواسطة المستشعرات الصوتية أو الحرارية أكثر صعوبة.

الحوثيون

وكشف تقرير صادر عن “كونفليكت أرمامينت ريسيرش” تفاصيل هذه الاكتشافات يوم الخميس.

وراجع فريق البحث مستندات شحن تُظهر أن مكونات خلايا الوقود صُنعت بواسطة شركات في الصين تروّج لمنتجاتها على أنها مخصصة للطائرات المسيّرة، كما عُثر على خزانات هيدروجين مضغوط جرى تزوير بياناتها لتظهر على أنها خزانات أوكسجين.

وقال خان إنه لا يمكن تأكيد ما إذا كانت هذه المواد أُرسلت مباشرة من الصين، لكنه أشار إلى أن وجود مصدر جديد لمكونات الأسلحة قد يمنح الحوثيين دفعة استراتيجية.

وأضاف: “إذا كان الحوثيون قد حصلوا على هذه العناصر بشكل مستقل، فإن الشحنة التي عثرنا عليها تشير إلى وجود سلسلة إمداد جديدة تعتمد على الأسواق التجارية، ما يزيد من قدرتهم على الاعتماد على الذات، بدلًا من الاكتفاء بالاعتماد على داعميهم الإقليميين”.

وكان القارب الذي فحصه خان قد تم اعتراضه في البحر الأحمر في أغسطس من قبل قوات المقاومة الوطنية اليمنية، المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دوليًا.

وقد وُجد على متنه صواريخ موجهة، ومحركات صغيرة مصنعة في أوروبا قادرة على تشغيل صواريخ كروز، ورادارات، وأجهزة تتبع للسفن، بالإضافة إلى مئات الطائرات المسيّرة التجارية وأجزاء خلايا وقود الهيدروجين.

تجدر الإشارة إلى أن الطاقة الكهربائية المعتمدة على خلايا الوقود الهيدروجيني تقنية قديمة، إذ استخدمتها وكالة ناسا خلال بعثات أبولو في الستينيات. وبدأ استخدامها لتشغيل الطائرات المسيّرة العسكرية في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، خلال الحروب الأميركية في العراق وأفغانستان.

وخلال السنوات الأخيرة، أصبحت هذه التقنية أكثر شيوعًا في الطائرات المسيّرة العسكرية، إذ إن قدرتها على إطالة مدى الطيران جعلتها جذابة أيضًا للاستخدامات التجارية، مثل فحص خطوط الأنابيب وخطوط الطاقة ومزارع الرياح البحرية، بحسب آندي كيلي من شركة “إنتيليجنت إنيرجي” البريطانية، التي تصنع خلايا وقود الهيدروجين المستخدمة في الطائرات المسيّرة التي تبيعها عدة شركات أميركية لوزارة الدفاع الأميركية.

وقال كيلي: “كلما طالت مدة بقاء الطائرات في الجو، زادت كمية البيانات التي يمكن جمعها”، مضيفًا أن هذه التقنية “أساسية لعمليات الاستطلاع بعيدة المدى”.

وأشار كيلي إلى أن أنظمة خلايا الوقود الهيدروجينية قادرة على تخزين طاقة تعادل ثلاثة أضعاف ما توفره بطاريات الليثيوم ذات الوزن نفسه، ما يسمح للطائرات بحمل أوزان أكبر لمسافات أطول.

وأضاف أن خلايا الوقود تنتج اهتزازات قليلة، ما يحسن من أداء الكاميرات وأجهزة الاستشعار على متن الطائرات المسيّرة، كما يمكن إعادة استخدامها مرات أكثر بكثير من البطاريات القابلة لإعادة الشحن.

وأعلنت “كونفليكت أرمامينت ريسيرش” أنها لن تكشف أسماء الشركات الصينية المصنعة للمكونات التي عُثر عليها بالقرب من اليمن، التزامًا بسياسة العمل الخاصة بها والتي تهدف إلى ضمان استمرار التعاون مع هذه الشركات لفهم كيفية وصول منتجاتها إلى جهات غير مشروعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights