هكذا يوظف نظام الملالي مقابلة أسدي لخلط الأوراق مع الغرب والظهور كضحية
في استعراض وقح للتحدي، بث النظام الإيراني مؤخرا مقابلة مع الدبلوماسي الإرهابي المدان أسد الله أسدي، الذي كان مسجونا في بلجيكا لتنظيمه مؤامرة تفجير تم إحباطها في باريس في عام 2018.
سعت هذه المقابلة، التي بثت على شبكة التلفزيون الحكومي 2 وأدارها علي رضواني، وهو مستجوب سيئ السمعة وعميل استخباراتي تظاهر بأنه ناشط إعلامي، إلى السخرية من الحكومات الغربية التي استسلمت لتكتيكات الابتزاز التي تتبعها طهران من خلال إطلاق سراح أسدي مقابل رهينة بلجيكي.
وخلال المقابلة التي تم تنظيمها، صور أسدي نفسه على أنه ضحية للسياسة الدولية، مدعيا أن اعتقاله وإدانته كانا جزءا من حيلة بلجيكية لتحرير ما يسمى بالجاسوس من الحجز الإيراني. “لقد ادعوا زورا أنهم عثروا على قنبلة في سيارتي، مما تسبب في صدمة عائلتي ودهشتها”، قال أسدي، في محاولة لتصوير براءته. وأكد أن مهمته دبلوماسية بحتة وأن اعتقاله يشكل انتهاكا للقانون الدولي.
وتتماشى رواية أسدي بسلاسة مع استراتيجية النظام المتمثلة في تصوير الدول الغربية على أنها الجناة الحقيقيين للظلم. وأشار إلى قضية أحمد رضا جلالي، وهو أكاديمي سويدي إيراني حكم عليه بالإعدام في إيران بتهمة التجسس، وهو تكتيك يستخدمه النظام عادة للضغط على المفاوضات الدولية.
وكانت “جريمة” جلالي هي زيارة إيران لأغراض أكاديمية، وهو المصير الذي حل بالعديد من مزدوجي الجنسية والأجانب الذين أصبحوا بيادق في الألعاب الجيوسياسية الإيرانية. ادعى أسدي “أدركت أن الأوروبيين، في الواقع، حكومات فرنسا وبلجيكا وألمانيا والسويد، كانوا يحاولون إطلاق سراح مدان حكم عليه بالإعدام في إيران تعاون في اغتيال علمائنا النوويين”.
وفي محاولة محسوبة للتهرب من المسؤولية عن مؤامرة تفجير 2018، قال أسدي: “لا يوجد شيء في الملف حول هذا الموضوع. عرضوا صورة لرجل يتسوق في متجر”. وتتجاهل هذه الملاحظة المخادعة الأدلة المستفيضة التي قدمت أثناء محاكمته، بما في ذلك المواد المتفجرة التي عثر عليها في حوزته والخطط التفصيلية لمهاجمة تجمع نظمه المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في باريس. وكان الهدف من هذا الحدث، الذي حضرته شخصيات سياسية رفيعة المستوى من الولايات المتحدة وأوروبا، هو التسبب في أكبر قدر من الخسائر والفوضى.
كما سلطت المقابلة الضوء على رواية النظام لتبادل السجناء، وقدمتها على أنها انتصار على الممارسات الغربية لاحتجاز الرهائن. وأعلن أسدي: “بحكمة السيد رئيسي وجهود أنظمتنا الاستخباراتية ومكافحة التجسس، قلبوا الوضع. لقد كان هذا إنجازا مهما حقا”. هذا البيان يقلب بشكل صارخ حقيقة أن النظام الإيراني يحتجز بشكل منهجي مواطنين أجانب بتهم ملفقة لاستخدامهم كأوراق مساومة، وهو تكتيك أدانه المجتمع الدولي على نطاق واسع.
وحدث تبادل السجناء في 27 مايو 2023، وتعرض لانتقادات شديدة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وملايين الإيرانيين الآخرين وكبار الشخصيات الدولية في جميع أنحاء العالم.
واستدلوا بأن الرضوخ لمطالب طهران يشجع النظام فقط على مواصلة استراتيجيته ذات الحدين المتمثلة في الإرهاب واحتجاز الرهائن. لطالما حذر المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من أن الاسترضاء والتنازلات في مواجهة عدوان النظام تؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار والتهديدات للأمن العالمي.
ومع انتهاء المقابلة، أصبح من الواضح أن آلة الدعاية للنظام مازالت تمارس على قدم وساق، وتهدف إلى تعزيز صورته محليا مع إرسال رسالة واضحة إلى الغرب: لن تتردد طهران في استخدام أي وسيلة ضرورية لتحقيق أهدافها. ويؤكد هذا التذكير الصارخ على خطر استرضاء نظام يزدهر باستغلال المعايير والقيم الدولية.
وكشفت المقاومة الإيرانية بلا كلل عن استخدام النظام للإرهاب واحتجاز الرهائن كأداة أساسية في سجل سياسته الخارجية. وما دامت الحكومات الغربية مستمرة في الانخراط في تكتيكات تصالحية فإن سلامة وأمن مواطنيها تظل معرضة لخطر جسيم. إن المقابلة مع أسدي هي بمثابة شهادة تقشعر لها الأبدان على أخطار الرضوخ لمطالب دولة تعمل من خلال الإكراه والعنف.
النظام الإيراني حاول الاستخفاف بالغرب بمقابلة مفبركة مع الدبلوماسي الإرهابي المفرج عنه أسد الله أسدي