في زمن تتقاطع فيه المصالح وتقسو فيه الرياح على بوصلة العلاقات، يصبح السؤال الأبرز: هل المصير حُسم أم أن الغموض يلفّ مستقبل التطبيع؟ بين أنين الشعوب وصمت الحكومات، تبرز ملامح تحولات عميقة، حيث يختلط الواقع بالأحلام، وتصبح المآلات مجرد روايات تنتظر من يُقرّر نهاية الفصل.
بزوغ نجم التغيرات الكبرى
على مشارف زمن جديد، تتبدد الأحلام القديمة وتُسائل الحاضر عن مصير التطبيع، ظروف دولية معقدة، وأزمات إقليمية متصاعدة، تعيد رسم خارطة المصالح، وتخلق سياقات جديدة لا يمكن التنبؤ بنتائجها المدى، فهل نقبل بصمت المشهد، أم أن الفوضى ستكتب مآلاتها بأيدينا؟
تحالفات تتغير وأخرى تتشكل
عبر السنوات، ظهر أن التوازنات تتآكل بسرعة، وتظهر كيانات جديدة تسعى لملء الفراغ، فإيران، بحضورها الذى اعتمد على صناعة سلاحها محليا، تعيد رسم سيناريوهات المنطقة، بينما تظل العرب، رغم تذبذب مواقفهم، يعانون من الانقسامات والترهل وحفاظ الحكومات على سلام المستكينين المستسلمين لسطوة هذه الحكومات، فهل سيتخطّى العرب استعاراتهم القديمة، أم أن الانقسام سيدفعهم نحو المجهول؟
التعاطف العربي مع إيران: ماذا يعني؟
على الرغم من تاريخ العداوات والصراعات، تظهر مؤشرات غير مسبوقة من التعاطف بين شعوب عربية مع إيران، هذا تراجع في الحصان المعقّد، ليترك مساحة لأسئلة كثيرة، هل هو مؤشر على تغير في المواقف، أم أنه مجرد رد فعل ظرفي؟ وما تأثير ذلك في مسيرة التطبيع؟
الواقع في مواجهة التحديات
الخيارات أمام الحكومات والشعوب تكاد تكون محدودة، التعاون المستتر، التردد، أو الإغلاق التام، كلها سيناريوهات محتملة، في ظل هذه الظروف، يتحدد مصير التطبيع؟ هل هو قادم، أم أنه يلفّه الغموض، ليبقى يتيه بين أضلاع الريح والمصالح السرية أو النوايا الخبيثة؟
النهاية تُكتب الآن
وفي قلب كل هذه التحديات، يبقى السؤال مفتوحًا: هل سنشهد انفراجة، أم أن العاصفة ستقودنا إلى مزيد من الضبابية؟ زمن التغيرات العاصفة لا يُعطي إجابات، بل يترك أدواته بحركة مستمرة، تنتظر من يقرأ دلالاتها، ويصنع مآلاتها.
آراء محللين عرب
صالح القرم، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، يرى أن العرب بين خيارين: الاستمرار في حالة التردد أو الانخراط في مسارات جديدة من التعاون مع إيران، ولكن ذلك يعتمد على توازن القوى internos والخارجي وسياسات الحكومات.
عبد الله العريان، الباحث السياسي المصري، يُشير إلى أن التطبيع يعاني من عزوف شعبي واحتقان إقليمي، لذا من المرجح أن تتصارع المصالح مع الضغوط الشعبية، مما يطيل أمد الانتظار.
روبرت مالي، المبعوث الأمريكي السابق للشرق الأوسط، يعتقد أن المنطقة تدخل مرحلة من إعادة تشكيل التحالفات، وأن إيران تستغل الظروف لتعزيز نفوذها، وهو ما قد يعيق مسار التطبيع أو يعيد تأجيله.
ديفيد هيرست، الصحفي البريطاني، يُشدد على أن التغييرات الحالية، خاصة تباين مواقف العرب، تضع احتمالات التطبيع على جرفٍ زلق، وأن استقرار المنطقة مرهون بمدى التوصل لتوافق إقليمي ودولي.