اشارت تقارير صحافية إلى أن”العداء للسامية” الذي يتخذه ترامب مبرراً لخنق جامعة هارفارد، أعرق جامعة أمريكية ومؤسسات جامعية وتعليمية أخرى.. بداية سقوط أمريكا العظمى.
عندما يتحول حاكم إلى ديكتاتور مستبد منفرد برأيه، يبدأ بتخريب التعليم لتعضيد سلطاته كحاكم بأمره.
ترامب هو أول حاكم في تاريخ أمريكا يقوم علنا وبشكل مفرط بتفكيك مؤسسات القوة والدخول في حرب شعواء ضدها، بدءا من الصحافة التي تصيبه بالتوتر وأحيانا الجنون اللفظي، وليس نهاية بمؤسسة القوة العظمى “مجلس الأمن القومي”.
الدول العظمى يسقطها حكامها في لحظات تاريخية نادرة.
أمريكا تخطو بسرعة نحو السقوط مع ترامب لإرضاء إسرائيل، باسم “العداء للسامية” وبتلك الوصفة التي أسقطت أمماً عظيمة قبلها.
بدأ بمنع جامعة هارفارد من تسجيل الطلاب الأجانب. ثم قال صباح الاثنين 26/5 إنه سيمنع عنها أموال المنح، وتبلغ 3 ملايين دولار، وسيمنحها للمدارس المهنية.
كتب ترامب على موقع تروث سوشيال: “أفكر في سحب ثلاثة مليارات دولار من أموال المنح من جامعة هارفارد، وهي جامعة معادية للسامية بشدة، وتقديمها إلى مدارس مهنية في جميع أنحاء بلادنا. يا له من استثمار رائع للولايات المتحدة الأمريكية، ونحن في أمسّ الحاجة إليه”!
في الأسبوع الماضي أبلغت وزارة الأمن الداخلي جامعة هارفارد أنها لم تعد قادرة على تسجيل الطلاب الدوليين، وعلى آلاف الطلاب الحاليين الانتقال إلى أماكن أخرى أو مغادرة البلاد نهائيًا.
وصرّحت وزيرة الأمن الداخلي، كيرستي نويم، بأن جامعة هارفارد تُعاقَب على “سلوكها الداعم للإرهاب”. وأضافت: “إنه امتياز، وليس حقًا، للجامعات أن تُسجّل طلابًا أجانب وتستفيد من مدفوعاتها الدراسية الأعلى لدعم تبرعاتها التي تُقدر بمليارات الدولارات”.
قال الوزير: “ليكن هذا تحذيرًا لجميع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في جميع أنحاء البلاد”.
ترامب يتصور أن مؤسسات القوة الناعمة والخشنة في أمريكا بمثابة “الدولة العميقة” التي تحاربه. لن يقتصر على التعليم وعلى إهانة الصحفيين، وإنما قام بفصل 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي.
قالت شبكة CNN إن رئيس موظفي مجلس الأمن القومي، برايان ماكورماك، أرسل بريداً الكترونياً يبلغ فيه الموظفين الذين سيتم فصلهم بأن لديهم 30 دقيقة لإخلاء مكاتبهم، وإذا لم يكونوا متواجدين في مقار عملهم، كما ورد في البريد الإلكتروني، يُمكنهم إرسال عنوان بريد إلكتروني وترتيب موعد لاستلام أغراضهم وتسليم أجهزتهم لاحقًا.
الرسالة أرسلت في وقت متأخر من يوم الجمعة، قبل عطلة نهاية أسبوع طويلة، مما أُعتبر تصرفاً “غير مهني ومتهور” حسب السي إن إن.
ويضم مجلس الأمن القومي خبراء في السياسة الخارجية من مختلف أنحاء الحكومة الأميركية، وعادةً ما يكون هيئةً أساسيةً لتنسيق أجندة الرئيس في السياسة الخارجية.
الصين.. العدو الأول تراقب أفعاله وقراراته بابتهاج. بحكم أنها دولة منغلقة تدرك تماما من خبراتها أنه لا سبيل لهزيمة أمريكا اقتصاديا وسياسيا إلا إذا تخلت عن سر قوتها: الحريات والصحافة التي ترصد كل شيء والحكم المؤسسي.. وقبل ذلك وبعده جامعاتها المرموقة.
ترامب يفعل كل ذلك بجهل شديد معتبرا أن الصفقات وحدها ستجعل أمريكا عظيمة!