يبدو أن الغارات الجوية الأمريكية على منشأة فوردو النووية الإيرانية، الأحد، خلفت ما لا يقل عن 6 حفر كبيرة، مما يشير إلى استخدام قنابل خارقة ضخمة للتحصينات، بحسب
الصحافة الأمريكية التي سألت البنتاجون بعد ساعات من إعلان ترامب عن حجم الضرر فجاءت الإجابة: نحن في مرحلة التقييم. هنا سخرت الصحافة: كيف أعلنتم بعد ساعة تدمير فوردو وتقولون الآن إنكم لا زلتم في مرحلة التقييم.
وفي وقت سابق الأحد، أكد مسؤول أمريكي لشبكة CNN أن الولايات المتحدة استخدمت 6 طائرات قاذفة من طراز B-2 لإسقاط 10 قنابل خارقة للتحصينات على منشأة فوردو. ويمكن لهذه القنابل اختراق أعماق الأرض قبل أن تنفجر، وتعتبر ضرورية لاستهداف المنشأة، التي يقع جزء كبير منها تحت الأرض.
كما أظهرت صور الأقمار الصناعية تغييرات كبيرة في لون سفح الجبل حيث يوجد الموقع، مما يشير إلى أن مساحة شاسعة كانت مغطاة بطبقة من الغبار الرمادي اللون بعد الضربات.
وحتى الآن، لم يتضح مستوى الضرر الذي لحق بالمنشأة الموجودة تحت الأرض.
وأشار تحليل لشبكة CNN الأمريكية للصور التي تم جمعها قبل الضربات الأمريكية إلى أن إيران اتخذت خطوات لتعزيز مداخل الأنفاق التي يُعتقد أنها تؤدي إلى المنشأة تحت الأرض، وذلك على الأرجح تحسبا لضربة مرتقبة.
وأظهرت صورة التقطت في 19 يونيو/ حزيران صفا يتكون من 16 شاحنة قلابة بالقرب من المداخل، إلى جانب معدات للحفر، بينما أظهرت صورة التقطت في اليوم التالي معدات نقل الأتربة في مكان قريب تقوم بجرف التربة.
“الاثنين” حضر ترامب اجتماعا دافع فيه عن إعلانه عن نتيجة الضربة بعد ساعة من وقوعها، وكانت تبريراته ضعيفة جدا.
أ
يقول الكاتب الصحفي الإيراني موسى شريفي
لماذا فشلت الضربة الأمريكية في تدمير المفاعل النووي الإيراني؟
أولا: المفاعل المعروف باسم “فوردو” أو “طنزو” تم بناؤه داخل جبل بارتفاعات شاهقة قرب مدينة قُم، ويُعد من أكثر المنشآت تحصينًا في العالم.
المفاعل مدفون على عمق يصل إلى 80 مترًا تحت الأرض، ويحيط به أكثر من طبقة حماية: طبقة أولى من الخرسانة المسلحة بسُمك 2.5 متر، تليها طبقة فولاذية سميكة، ثم طبقة إضافية من الخرسانة والحديد.
هذا التصميم جعله محصنًا أمام القنابل التقليدية والصواريخ الخارقة للتحصينات، بما في ذلك قنابل GBU-57 الضخمة المعروفة باسم “MOP” والتي حملتها قاذفات B-2 الأمريكية خلال الضربة.
ثانيا: رغم أن الولايات المتحدة استخدمت طائرات من طراز B-2 Spirit الشبحية، وانطلقت من قواعد في قطر وقاعدة دييغو غارسيا، ونفذت الضربة باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57A/B زنة 13 طنًا، فإن الضربة لم تحقق هدفها في تعطيل البرنامج النووي أو تدمير منشآت التخصيب الأساسية.
السبب يعود إلى أن أجهزة الطرد المركزي الحساسة قد نُقلت إلى أعماق أكبر داخل الجبل، كما تم تزويد الموقع بنظام امتصاص صدمات وتدعيم داخلي يمنع حدوث انهيار داخلي شامل.
ثالثا: بعد الضربة، وعلى عكس التوقعات، لم تُوقف إيران برنامجها النووي، بل اعتبرت أن الضربة فشلت في ردعها، وأن المجتمع الدولي أصبح في موقف ضعف.
بعض المراقبين يرون أن الضربة أعطت إيران الغطاء السياسي والمبرر للانتقال من التخصيب المدني إلى العسكري، وربما امتلاك القدرة على إنتاج قنبلة نووية، إن لم تكن قد امتلكتها بالفعل.
رابعا: هذا الفشل يُعد نقطة تحول استراتيجية في ميزان القوى، حيث أصبح من الواضح أن أي هجوم جوي محدود لن يستطيع إيقاف إيران، ما لم يتم استخدام تكتيكات أشد خطورة، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة بسبب تداعياته الإقليمية والعالمية، وردود الفعل من روسيا والصين وحزب الله.
خامسا: الضربة التي كانت تهدف لإظهار القوة، كشفت في الحقيقة حدود القوة، وأظهرت أن امتلاك التكنولوجيا العسكرية لا يكفي ما لم يكن الهدف قابلًا فعليًا للتدمير.
فمفاعل فوردو ليس هدفًا عسكريًا تقليديًا، بل قلعة تحت الأرض تم تصميمها خصيصًا لهذا اليوم.