عامٌ مضى على اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في قلب طهران، تبعه بعد ثلاثة أشهر مقتل خلفه يحيى السنوار في اشتباك برفح، وسط ظروف استثنائية تشهدها الحركة بسبب استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة. اغتيالات متتالية طالت أبرز قيادات حماس، من هنية إلى العاروري والضيف ومروان عيسى، وضعت الحركة في مأزق تنظيمي وقيادي غير مسبوق.
هنية، الذي شكل واجهة دبلوماسية للحركة وساهم في صعودها السياسي، كان معروفًا بقدرته على إدارة الخلافات والوصول إلى تفاهمات إقليمية ودولية. ومع غيابه، اضطرت الحركة إلى العودة لصيغة “المجلس القيادي” لإدارة قراراتها، وتأجيل انتخاب قيادة جديدة حتى التوصل لهدنة طويلة أو انتهاء الحرب.
منذ استئناف الضربات الإسرائيلية في مارس 2025، تواجه حماس تحديات تنظيمية واضحة. فقراراتها أصبحت تُتخذ بعد مشاورات طويلة مع فصائل فلسطينية أخرى، في خطوة غير معتادة تهدف لتكوين مظلة توافق وطني، في ظل تراجع القدرة على اتخاذ قرارات مركزية سريعة.
رغم ذلك، تنفي الحركة وجود فراغ تنظيمي، وتؤكد أن جميع مؤسساتها ما زالت تعمل، مع الإقرار ضمنيًا بأن شخصية هنية – بكاريزماه وقدراته السياسية – كانت فريدة في التأثير والقيادة.
تعيش حماس مرحلة انتقالية حرجة بعد خسارة قياداتها البارزة، تحاول خلالها الحفاظ على تماسكها الداخلي وشرعيتها السياسية، وسط غياب واضح للشخصيات ذات الوزن والكاريزما التي كانت تصوغ قرارات الحركة في لحظات مصيرية.