مقالات

هل سينجح الفلسطينيون في اغتيال نيتنياهو وقيادات الكيان الصهيوني؟

بقلم: الهيثم زعفان

تدرك كافة الدوائر العسكرية والسياسية حول العالم قيمة النجاحات الاستراتيجية العسكرية للمقاومة الفلسطينية، وأنها نجحت في خلخلة الكيان الصهيوني، وأنها فرضت على كافة دول العالم التفكير في مرحلة ما بعد زوال الكيان الصهيوني، في ظل حرب استنزاف طويلة الأمد تضرب الكيان الصهيوني في عمق هيكله العسكري، وتنهك قواه، وتقذف الرعب في قلوب جنوده قبل رعاياه.

وقد نجح الفلسطينيون في إثبات تفوقهم في كثير من أفرع أسلحة الحرب الصهيونية، وكبدت العدو خسائر فادحة، وتبقى أزمتهم مع سلاح الطيران وصد هجماته ضد المدنيين، حيث نجحت المسيرات الفلسطينية في علاج جزء من تلك الأزمة على المستوى الهجومي والاستخباراتي، كما نجحت الصواريخ النوعية في علاج أزمتهم مع الهليكوبتر وخففت الكثير من مهام طائرات الهليكوبتر الصهيونية في ضرب الأهداف المباشرة، لتبقى مشكلة ردع وصد الطيران الحربي الصهيوني والتي يحمل وزرها كل مسلم يستطيع أن يقدم يد العون لحلها.

في الآونة الأخيرة لجأ العدو الصهيوني لورقة الاغتيالات وحقق بعض النجاحات عن طريق الخيانات، وهي ورقة حارقة تقلب كثير من المعادلات خصوصاً إذا كانت المنازلة فيها متبادلة؛ وهنا الفرضية التي تفرض نفسها على كل متدبر في ورقة الاغتيالات؛ وهي:

 ماذا لو أن المقاومة الفلسطينية تعاملت مع ورقة الاغتيالات على أنها فرع من فروع أسلحة حرب الاستنزاف القائمة يستدعي المنازلة والرد بالمثل ضد العدو الصهيوني بتخطيط وكفاءة واحتراف ودقة؟

المتأمل للفرضية السابقة سيجد أن التعامل مع ورقة الاغتيالات كميدان للمنازلة سيفرض على كافة الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة التخطيط الدقيق لاغتيال «قمة الهرم القيادي في الكيان الصهيوني» بدءًا من رئيس الوزراء نيتنياهو وبن غفير الوزير المحرض، وكافة أعضاء مجلس الحرب، وقادة الجيش الكبار مروراً بالوزراء وأعضاء الكنيست وأثرياء الكيان؛ فمكاتبهم معلومة، وبيوتهم مرصودة، وتحركاتهم مشهودة، وعائلاتهم مرعوبة وجميعهم في مرمى الاستهداف الفلسطيني. ومتطلبات الاغتيال معظمها متوفر لدى الفلسطينيين من شجاعة وإقدام على الموت، وقدرة على التنكر والتسلل ومراوغة الحراسات والكاميرات، وشراء للمعلومات من العملاء اليهود، ودقة في القنص وزرع العبوات من المسافة صفر، وغيرها من خطط الاغتيالات، وجميعها مؤشرات تشير إلى إمكانية نجاح الفلسطينيين من داخل المقاومة وخارجها في قلب الطاولة المحلية والدولية، وتغييب كافة وجوه الحرب المؤثرة داخل الكيان الصهيوني عن المشهد.

 ترى من هو الفلسطيني الذي سيحظى ويوفق لتنفيذ عملية اغتيال موجعة في العمق الصهيوني؟، ومن هي الشخصية القيادية الصهيونية المؤثرة التي سيتم اغتيالها؟!

الهيثم زعفان

كاتب وباحث متخصص في القضايا الاجتماعية والاستراتيجية؛ رئيس مركز الاستقامة للدراسات الاستراتيجية، مصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى