هل يستغل (تنظيم داعش) التمزقات الجديدة في السودان لإعادة تموضعه هناك؟

داعش والسودان

تقرير: سهيل علي

هل يستغل تنظيم داعش الإرهابي الأوضاع الممزقة في السودان لإعادة تموضعه على أرض السودان وبدء بث رسائله في أفريقيا من السودان كتمركز جديد له على الساحة الأفريقية؟

يجيب عن هذا التساؤل تقرير للباحث أحمد كامل البحيري، بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، حيث سلّط في تقريره  الضوء على محاولات تنظيم داعش تعزيز تواجده في السودان خلال الأشهر الأخيرة، وذلك في إطار إستراتيجية جديدة تهدف إلى إعادة التموضع وإنشاء نقطة ارتكاز في أفريقيا.

جاءت هذه الفرضية في التقرير مبنية على رسالة يذكرها الباحث في تقريره  أصدرها التنظيم في 23 يناير 2025 بعنوان “السودان المنسي”، والتي دعا فيها عناصره في دول الجوار إلى تفعيل نشاطه داخل السودان. 

حدد التقرير ثلاث آليات رئيسية يعتمد عليها التنظيم لتحقيق أهدافه في السودان  دعا التنظيم في عدة رسائل، خاصة عبر صحيفة “النبأ”، العناصر المتعاطفة معه إلى تنفيذ عمليات إرهابية. حيث  نجحت الأجهزة الأمنية السودانية في إحباط محاولات إرهابية، مثل القبض على 15 شخصًا من جنسيات مختلفة في سبتمبر 2021، وكشف خلية نائمة في ولاية القضارف في فبراير من العام نفسه. 

ويشير التقرير إلى أن التنظيم أعلن عن “إستراتيجية الأرض السوداء” التي تركز على أفريقيا كنقطة ارتكاز جديدة، حيث تم تكليف الإرهابي أبو بكر العراقي بقيادة التنظيم في السودان، حيث يقدر عدد العناصر الداعشية هناك بحوالي 150 إلى 300 عنصر. 

ويوضح التقرير أن التنظيم يسعى إلى ربط أفرعه في أفريقيا (من الساحل إلى وسط وشرق أفريقيا) عبر السودان، مما يجعله نقطة محورية في إستراتيجيته. 

وتؤدي الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى فراغ أمني، مما يسهل على التنظيم تشكيل خلايا نائمة. 

ويرى التقرير أن التنظيم يعتمد على استقطاب عناصر جديدة من خلال استغلال الأزمات، خاصة بعد تراجع عدد المنضمين منذ هزائمه في سوريا والعراق. ويهدف التنظيم إلى الاقتراب من الممرات الملاحية الإستراتيجية، مثل مضيق باب المندب، بعد تراجع نفوذه في اليمن والصومال. 

ويشير التقرير إلى أن تركيز داعش على السودان يمثّل تحديًا خطيرًا، خاصة في ظل محاولاته تعويض خسائره العسكرية والمالية. ومع ذلك، فإن نجاحه في تحقيق أهدافه يعتمد على قدرته على استغلال الفراغ الأمني والسياسي في البلاد.  

 يقول الباحث في تقريره إن رسالة داعش الأخيرة أتت لتؤكد سعيه إلى إعادة التموضع في السودان كجزء من إستراتيجية أوسع لتعزيز نفوذه في أفريقيا. وفي ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها البلاد، يصبح من الضروري تعزيز التعاون الإقليمي والدولي لمواجهة هذا التهديد الإرهابي المتصاعد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights