تشهد الساحة الدبلوماسية العربية ترقبا غير مسبوق مع تزايد التسريبات والتقديرات حول خطوة محتملة من قبل الرئيس السورى أحمد الشرع، تتعلق بطريق تطبيع مع إسرائيل وسط أقوال عن ضغوط خارجية وتبدلات داخلية تجعل القرار الشائك أكثر تعقيدا من أي وقت مضى.
قنوات اتصال خفية
بدأت الشائعات تتصاعد في الأوساط السياسية والدبلوماسية مع مضي الشرع في مسار تمهيدي يركز على قنوات اتصالات خلف الكواليس، يبدو إنها تترك الباب مفتوحا أمام مسار تفاوضي، ويحفظ مصالح بلاده مع الحفاظ على سقوف وطنية صارمة، وبعد ساعات من الإفادات الرسمية لم تُعلَّق دوائر صنع القرار بشكل حاسم حتى الآن، لكنها أشارت إلى أن خيارات وتوقيت القرار قد يخضعان لتطورات إقليمية وعالمية تؤثر بشكل مباشر على جدوى أي اتفاق محتمل.
خطوة غير مطروحة
وتبرز في المقابل مخاطر وجود رياح داخلية قوية ترى في التطبيع خطوة غير مطروحة على جدول الأعمال الشعبي، وتُحذّر من أن أي إشارة إلى اتفاق قد تثير جدلا داخليا واسعا وتستدعي توازنات دقيقة بين الأمن القومي والاقتصاد والهوية الوطنية، وتدفع إلى ضرورة عرض مثل هذا الخيار على مؤسسات دستورية أو تكتلات برلمانية، وتتشدد المصادر في التأكيد على أن القرار النهائي سيعتمد في المقام الأول على تقييم المخاطر والفوائد وعلى مدى الثقة في الشركاء والضمانات التي قد تقدمها الدول المعنية.
حفظ المصالح الوطنية
ويرى محللون أن أي خطوة في هذا الاتجاه ستخضع لمعيار واضح وهو حفظ المصالح الوطنية، وتجنب التصعيد مع الحفاظ على قدر من الثقة الإقليمية والدولية، وتؤكد تقييماتهم أن الشرع يواجه اختبارا صعبا يجمع بين قدرته على توجيه مسار سياسي مستقل وبين قبول ضغوط الشركاء الدوليين وتوقعاتهم.، وتؤكد أوساط متابعة أن ردود فعل المجتمع الدولي ستكون حاسمة في تحديد مسار المفاوضات وتوقيت أي إعلان رسمي.
توازنات بين الاولويات
وفي سياق متصل يبرز تساؤل حول التوازن بين الأولويات الاقتصادية وتحرير ملف الأمن القومي، حيث يعقد المجتمع الدولي آماله على بنود ملزمة، وتدفع عوامل اقتصادية محلية نحو مراجعة خياراتها بما في ذلك استقرار العلاقات الإقليمية وتطبيق سياسات تعزز الاستثمار وتوفير فرص العمل، فيما يظل ملف التطبيع أحد أكثر القضايا حساسية وسخونة في المشهد السياسي.
فهل يوقّع أحمد الشرع على اتفاق تطبيع مع إسرائيل؟ أم أن التبدلات الدولية والمحلية ستعيد رسم خطوط اللعبة ويعيد القرار نفسه إلى حلقات النقاش والتمحيص في انتظار إشارات رسمية تؤكد أو تنفي أي اتجاه محتمل؟
لقاء الشيبانى مع وفد اسرائيلى
وأعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) رسميًا- مساء امس الاول، أن وزير الخارجية، أسعد حسن الشيباني، التقى وفدًا إسرائيليًا في باريس يوم الثلاثاء (19 أغسطس). وأكد البيان أن اللقاء تم بوساطة أمريكية، وهو أول اتصال رسمي معلن بين دمشق وتل أبيب.
وبحسب وكالة سانا، ركز الطرفان على تعزيز الاستقرار الإقليمي وتهدئة الأوضاع في جنوب سوريا، وتمت مناقشة تخفيف حدة التوتر وعدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية؟، والتوصل إلى تفاهمات من شأنها دعم الاستقرار الإقليمي، ومراقبة وقف إطلاق النار في السويداء، وإحياء اتفاقية فك الارتباط لعام 1974.
ووصفت الوكالة المحادثات بأنها “جزء من الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تعزيز الأمن والاستقرار في سوريا والحفاظ على وحدة البلاد وسلامة أراضيها”.