“هي القدس”.. شعر: رأفت عبيد أبو سلمى
ألقيتُ عن سمعي أنينَ مشاعري
ونثرتُ في وجهِ البكاءِ دفاتري
وسموتُ بالحرفِ الأبيِّ كتبتُهُ
مِن فرطِ إيماني بدورِ الشاعرِ
ما الشاعرُ المأمولُ .. إلا صولةٌ
للحقِّ .. غيرَ مُبَدِّلٍ ومُغيِّرِ
ما الشاعرُ الجبَّارُ .. إلا نخوةٌ
تسري دمًا في حَرفِهِ المُتَحرِّرِ
تنسابُ كالطوفانِ في إقدامِهِ
شمَّاءَ .. بالعزمِ الأبيِّ القادرِ
تالله إنْ حظُّ القصيدِ من الهوى
(ليلى) فيا بؤسًا لحظٍّ عاثرِ
(ليلى) هي القدسُ التي يرنو لها
حَرفي مِن العِشقِ النقيِّ النادرِ
أنا (قَيسُها) وأنا المُحِبُّ عيونَها
من ذا يُلامُ على الغرامِ الآسرِ؟!
رغم النوى أيقنتُ أن وصالَها
دانٍ على رغم الدخيلِ الصاغرِ
وغدًا هنالكَ في وضاءةِ وجهِها
تحلو الصلاةُ لذي الغرامِ الثائرِ
كم خفقةٍ للقلبِ عند ظهورها
حسناءَ في عين الجلالِ الباهرِ
إني أكحِّلُ عينَ قلبيَ بالمُنَى
شِعرًا .. يتوقُ لها بقلبٍ ناظرِ
إني وقفتُ على جمالكِ أحرفي
فجعلتُها .. تُملَى بشوقٍ طائرِ
ونفحتُ أطيبَ نفحةٍ فياضةٍ
بالمِسكِ مِن حرفي الزكيِّ العاطرِ
مستبشرًا أشتاقُ يومَ المُلتقَى
واللهُ .. للمشتاقِ أعظمُ ناصرِ