الأمة الثقافية

“هُنا ليلةُ القدرِ”.. شعر: محمد الشرقاوي

هُنا ليلةُ القدرِ

تدعو الرجالْ

لِقائيْ يقينٌ

وليسَ احتمالْ

كصوتِ الأذانِ

وغيثِ السماءِ

وشمسِ النهارِ

وحجمِ الجبالِ

تخوضُ الزهورُ

غريبَ المنايا

ويلقَى الشيوخُ

صنوفَ الرزايا

ويغدو الشبابُ

العفيُّ الأبيُّ

بأرضِ الطهارةِ

رمزَ النضالْ

وصوتُ النساءِ

لأمرِ القضاءِ

هُنا آلُ ياسرِ

فينا بلالْ

وهذا القعيدُ

وهذا الحفيدُ

أرادا الشهادةَ

في أيِّ حالْ

وأنتم قضيتمْ

سنينًا سنينًا

بعشقِ التمَزُّقِ

بعد الجِدالْ

صنعتم حدودًا

وخنتمْ عهودًا

وفي كُلِّ يومٍ

يلوحُ الزوالْ

هُنا ليلةُ القدرِ

يا مسلِمونْ

هُنا ليلةُ الفوزِ

يا عاشِقونْ

لقاءٌ أكيدٌ

وليسَ احتمالْ

———-

هُنا ليلةُ القدرِ

كيفَ الخصامْ؟!

وهل سوف يَلقَى

النجاةَ النيامْ؟!

وهل سوف تحيا

جوارَ الحبيبِ

قلوبٌ توراتْ

وتخشَى الصِدامْ؟!

وهل سوفَ تَلقى

بلادي نعيمًا

إذا ما أُبِيدَتْ

صفوفُ الكِرامْ؟!

وهل سوف تغدو

الخنازيرُ يومًا

دعاةً لعصرٍ

يريدُ السلامْ؟!

وهل سوف يبقَى

أميرٌ بأرضٍ

غَدت للخصومِ

كبعضِ الطعامْ؟!

خَسِئتُمْ خَسِئتُمْ

وللحقِّ خُنتُمْ

فما كان منكمْ

يفوقُ الكلامْ

خسئتمْ فُرادَى

خسئتمْ شعوبًا

خسئتم ملوكًا

تعينُ الظلامْ

أما كان منكمْ

فقيهٌ بصيرٌ

يبيحُ الجهادَ

ويحمي الزمامْ؟!

هُنا ليلةُ القدرِ

يا غافلونْ

هُنا ليلةُ القدرِ

يا تائهونْ

هُنا ليلةُ القدرِ

كيفَ الخِصامْ؟!

————

هُنا ليلةُ القدرِ

مَنْ هبَّ فازْ

ونالَ النعيمَ

بِكلِّ امتيازْ

وذاقَ الشفاعةَ

فوق الصراطِ

بكفِّ النبيِّ

مِن النهرِ حازْ

هُنا ليلةُ القدرِ

نورٌ سريعْ

يمرُّ ليوقظَ

قلبَ الجميعْ

أفيقوا أفيقوا

فعندَ الحسابِ

غدًا لنْ تُطيقوا

عذابًا فظيعْ

لماذا أبَيتُمْ

هناك الصمودْ؟!

لماذا جهرتُمْ

بكلِّ الجحودْ؟!

لِماذا لِماذا

ومليونُ ماذا

فعلتُمْ كتبتُمْ

لِمَن ظلَّ يصرخُ

يبكي يلوذْ؟!

فريقانِ كنتمْ

فريقانِ عشتمْ

فاللنارِ منكمْ

نيامٌ شذوذْ

ومَن عاش فيها

بمليونِ وجهٍ

ومَن عاش فيها

بكلِّ انتهازْ

هُنا ليلةُ القدرِ

يا نائمونْ

هُنا ليلةُ القدرِ

يا جاهِلونْ

هُنا اللهُ ينظرُ

مَن جاءَ فازْ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights