واشنطن بوست :تجميد المساعدات الخارجية  يضع الأمن القومي الأمريكي علي المحك

 

أدى التجميد الشامل للمساعدات الخارجية الأمريكية الذي أعلنه الرئيس دونالد ترامب إلى تهديد برامج تخدم الأمن القومي الأمريكي بحسب تقرير لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية .

وفقا للتقرير الذي ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية فإن هذه البرامج كانت مصممة لمكافحة صانعي القنابل في حركة الشباب، واحتواء انتشار تنظيم القاعدة في غرب إفريقيا، وتأمين سجناء تنظيم الدولة الإسلامية في الشرق الأوسط، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وعاملين في المجال الإنساني.

وقد وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا بعد ساعات من توليه منصبه الشهر الماضي، فرض بموجبه وقفًا لمدة 90 يومًا على برامج المساعدات الخارجية، متهمًا ما وصفه بـ”صناعة المساعدات الخارجية” بعدم التوافق مع المصالح الأمريكية وزعزعة استقرار السلام العالمي.

لكن أربعة مسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم خوفًا من انتقام الحكومة، أكدوا أن العديد من البرامج المتأثرة صُممت خصيصًا لمواجهة التهديدات الأمنية الوطنية، وأن تعليقها قد يعرض الولايات المتحدة وحلفاءها الدوليين للخطر.

.

وطبقا للتقرير تنفق الولايات المتحدة ما يقرب من 10 مليارات دولار سنويًا على المساعدات الأمنية الخارجية، يذهب أكثر من نصفها إلى إسرائيل ومصر وأوكرانيا، التي استُثنيت من التجميد. في المقابل، شهدت الدول الشريكة في إفريقيا والشرق الأوسط توقف برامج أمنية حيوية بسبب هذا التجميد.

ومن بين هذه البرامج، برنامج المساعدة في مكافحة الإرهاب الذي أنفقت عليه الولايات المتحدة 264 مليون دولار في 2023 لتعزيز قدرات الحلفاء في مواجهة التهديدات المتطرفة. كما شمل التجميد برامج مكافحة الجريمة المنظمة والمخدرات وتعزيز إنفاذ القانون المحلي.

وفي هذا السياق قال مسئول أمني أمريكي سابق: “هذا ليس برنامج ‘المتدرب’، لا يمكنك ببساطة أن تقول لشركائك: أنت مطرود! لقد أصبحوا يعتمدون على المساعدات التي فرضناها عليهم لحماية أمريكا!”

فراغ أمني متزايد في إفريقيا

في الصومال، أدى التجميد المفاجئ إلى مخاطر أمنية على القوات الأمريكية هناك.

حيث ترك المقاولون الذين كانوا يبنون ويديرون قواعد لقوات “دنب” الصومالية الخاصة المدربة أمريكيًا مواقعهم فجأة، ما اضطر الجنود الأمريكيين إلى سد الفراغ.

وتُرك ما يقرب من 400 خريج من قوات دنب دون طعام أو وقود أو كهرباء خارج قاعدة أمريكية.

كما تأثرت المختبرات الجنائية المدعومة من الولايات المتحدة في مقديشو وغاروي، والتي تحلل الأدلة الجنائية المتعلقة بالإرهاب، حيث أكد مسؤول في الشرطة أن النشاط توقف بعد مغادرة المدربين وانتهاء تراخيص البرامج التقنية.

قال خبير أمني عمل لفترة طويلة في الصومال: “إذا توقفت الأموال الأمريكية نهائيًا، ستنتهي الحرب ضد الشباب بسرعة كبيرة.”

أسلحة صومالية بعد ضبطها لدى عناصر من حركة «الشباب»
أسلحة صومالية بعد ضبطها لدى عناصر من حركة «الشباب»

وقد نفذ مسلحو الشباب هجمات دامية في كينيا، الحليف الأمريكي الرئيسي، بما في ذلك الهجوم على قاعدة عسكرية في 2020 وحصار مركز “ويست غيت” التجاري في 2013.

في شمال الصومال، حيث أقام تنظيم الدولة الإسلامية مركزًا تشغيليًا، تكافح القوات المحلية لاحتواء الجماعة دون دعم غربي. وذكر تقرير أممي حديث أن تهديد تنظيم الدولة والقاعدة في إفريقيا لا يزال قائمًا، مشيرًا إلى تعاون محتمل بين الشباب والحوثيين في اليمن

التداعيات في غرب إفريقيا

وبحسب الصحيفة الأمريكية ففي بنين، الدولة الديمقراطية المهددة من قبل مسلحي القاعدة، تم تعليق برنامج تدريبي للجيش لمكافحة الإرهاب، ما يضعف قدرة الحكومة على صد الهجمات.

كما تم تعليق برنامجين لتدريب القوات المحلية في ساحل العاج، التي تُعتبر حصنًا للاستقرار في المنطقة المضطربة.

تعكس هذه البرامج تحول الاستراتيجية الأمريكية من مطاردة المسلحين إلى احتوائهم، بعد تقليص الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة. في 2023، غادرت القوات الأمريكية تشاد، وتبعتها النيجر التي طردت القوات الأمريكية ودعت المدربين الروس.

قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد

في شمال شرق سوريا، تسبب التجميد في توقف المساعدات الإنسانية لثلاثة أيام في مخيمات الهول وروج، حيث يُحتجز حوالي 41 ألف من أقارب مقاتلي تنظيم الدولة.

وحذر عامل إغاثة من أن وقف المساعدات قد يدفع هؤلاء للبحث عن بدائل، ما يفتح المجال أمام تنظيم الدولة لإعادة التجمع.

وتسبب التجميد أيضًا في تعليق برنامج إعادة العائلات من مخيم الهول إلى العراق بسبب نقص التمويل.

وبموجب أمر ترامب التنفيذي، تُستثنى فقط البرامج الحيوية، لكن لم تتضح بعد معايير منح هذه الاستثناءات، ما يثير قلق الكونغرس بشأن المخاطر القانونية والمالية والأمنية الناتجة عن إيقاف المساعدات.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights