انفرادات وترجمات

“واشنطن بوست” تنشر وثائق مسربة تكشف كيف كان السنوار يفكر بعد 7أكتوبر

نشر الكاتب الصحفي الأمريكي ديفيد أجناتيوس  ما اسماه وثائق تكشف استراتيجيات الرجل القوي في حركة حماس بعد هجوم السابع من أكتوبر حيث الجماعة أرادت أن يؤدي هجومها  إلى إشعال حرب أوسع بشكل يستوجب معه أن تفكرإسرائيل ملياً.

وقال اجناتيوس  في مقال له بجريدة الواشنطن بوست :بينما تقترب إسرائيل من الحرب الشاملة مع إيران، تشير وثائق حماس التي أُفرج عنها حديثًا إلى أن هذا الصراع الإقليمي الواسع هو بالضبط ما كان يحلم به قائد الجماعة، يحيى السنوار، عندما خطط للهجوم في 7 أكتوبر 2023.

ولفت في المقال الذي ترجمته “جريدة الأمة الاليكترونية ” أن دهاء حماس ورغبتها في إشراك إيران ووكيلها اللبناني حزب الله في حربها لتدمير إسرائيل يتجلى في الوثائق الداخلية التي نشرتها صحف كبرى مثل نيويورك تايمز ووول ستريت جورنال وواشنطن بوست حيث تقدم هذه الوثائق رواية مذهلة عن الخداع الذي أخفى خطط السنوار الطموحة بشكل هائل.

واضاف :يبدو أن الوثائق قد تم تسريبها من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي ربما كان يأمل في إظهار تورط إيران على أعتاب الهجمات الانتقامية المتوقعة من إسرائيل. أخبر مسؤولون في إدارة بايدن الصحيفة أنهم يتوقعون أن تضرب إسرائيل الأهداف العسكرية فقط في إيران. لكن الحرب مليئة بالتداعيات غير المقصودة، وتجعل هذه الوثائق العديد يشعرون بالقلق من أن إسرائيل قد تقع في الفخ الذي نصبه لها حماس.

في مناشدته لإيران في عام 2021، وعد السنوار وغيره من قادة حماس طهران قائلين: «نحن واثقون من أنه بحلول نهاية هاتين السنتين… سنقتلع هذا الكيان الوحشي»، في إشارة إلى إسرائيل، وفقًا لرسالة اقتبستها واشنطن بوست. «لن نضيع دقيقة أو قرشًا إلا إذا كان ذلك يقربنا من تحقيق هذا الهدف المقدس.»

ذكرت نيويورك تايمز أن محضر اجتماع في أغسطس 2023 أفاد بأن أحد قادة حماس البارزين قد ناقش خطط الهجوم مع محمد سعيد إزادي، قائد كبير في فيلق الحرس الثوري الإيراني. ووفقًا للتايمز، كان مسئول حماس ينوي أيضًا إبلاغ زعيم حزب الله حسن نصر الله، الذي اغتيل الشهر الماضي في بيروت على يد إسرائيل.

من جانبها نفت إيران أي دور لها في هجوم 7 أكتوبر، وقال مسؤولون أمريكيون إن الاستخبارات تشير إلى أن إيران كانت مفاجأة عندما اجتاحت حماس السياج الحدودي لقطاع غزة وشنت هجمات على البلدات والقواعد العسكرية الإسرائيلية. لكن الوثائق التي تم الكشف عنها مؤخرًا تشير إلى أن بعض عملاء إيران وحزب الله على الأقل كانوا على علم بأن شيئًا كبيرًا كان قادمًا.

وبحسب مقال الصحيفة الأمريكية فقد أراد السنوار خلق كارثة هائلة لإسرائيل بحيث تؤدي إلى حرب تشمل إيران ووكلاءها في لبنان وسوريا والضفة الغربية واليمن والعراق. لإخفاء ما أطلق عليه مسؤولو حماس «مشروعنا الكبير»، قاموا بحملة خداع معقدة استمرت لسنوات.

واشاراجناتيوس إلي أن  الخداع في الحروب أقدم من «حصان طروادة»، لكن وثائق حماس توضح أن هذا الخداع سيُسجل في كتب التاريخ الاستخباراتي.

وقد حققت حماس المفاجأة الاستراتيجية من خلال حملة «لإبقاء العدو مقتنعًا بأن حماس في غزة تريد الهدوء»، وفقًا لمذكرة داخلية اقتبستها نيويورك تايمز. مذكرة أخرى اقتبستها التايمز أشارت إلى أن هدف السنوار كان إقناع إسرائيل بأن «غزة تريد الحياة والنمو الاقتصادي».

طوفان الاقصي

وخدعت حماس الخدمات الاستخبارية الإسرائيلية الشهيرة إلى درجة أن المحللين الاستخباراتيين الإسرائيليين علقوا ببرود، حتى بعد أن شارك مقاتلوها في أنشطة غير عادية في صباح يوم 7 أكتوبر، أن «حماس ليست مهتمة بالتصعيد أو الدخول في مواجهة في الوقت الحاضر»، وفقًا لمذكرة اقتبستها نيويورك تايمز. بعد ذلك بوقت قصير، كان 1200 إسرائيلي قد ماتوا.

ووفقا لهذه الوثائق كان أكبر مخاوف السنوار أن المناوشات الصغيرة قد تضع الإسرائيليين في حالة تأهب وتعيق الحملة الكبرى التي كان يخطط لها. خلال اجتماع في أبريل 2022، أعرب قادة حماس عن ارتياحهم لمرور شهر رمضان دون عنف كبير، مما سمح لحماس «بإخفاء نوايانا» و«تمويه الفكرة الكبيرة».

وفي هذا السياق سعي  السنوار أن يغذي سردية أن حماس كانت تستخدم أموال قطر لتعزيز شعبيتها من خلال تحسين حياة الفلسطينيين في غزة. كان ذلك يخفي خطط الجماعة لهجوم سيصدم إسرائيل.

واقتبست واشنطن بوست عرضًا تقديميًا من 36 صفحة أعدته حماس في أواخر عام 2022، وعد بتنفيذ هجمات على نمط القاعدة للإطاحة بناطحة سحاب إسرائيلية من 70 طابقًا، وتفجير ناقلات الوقود في نظام السكك الحديدية الإسرائيلي، وإرسال قوارب انتحارية عالية السرعة إلى الموانئ الإسرائيلية..

بينما كان السنوار يستعد لهجومه المفاجئ، كان يعلم أن إسرائيل ستشن حملة انتقامية قد تدمر غزة. أفادت نيويورك تايمز أنه في اجتماع يونيو 2022، ناقش السنوار «بإيجاز مع زملائه كيف أن هجومًا كبيرًا على إسرائيل سيستلزم على الأرجح تضحيات، على ما يبدو من الغزيين العاديين.»

وكانت استراتيجية الانتصار لدى السنوار تقوم على رؤية لحرب تنتشر لتشمل إيران والشرق الأوسط بأكمله. بينما تحسب إسرائيل خطواتها التالية، يجب أن تأخذ في الاعتبار احتمال أن تكون التصعيدات الكبرى والحرائق الإقليمية هي الأمل الأخير للسنوار

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights