واشنطن بوست :هجوم المعارضة السورية عرقل جهودًا دبلوماسية لواشنطن وحلفائها مع الأسد
قبل تصاعد الحرب الأهلية السورية بشكل مفاجئ الأسبوع الماضي، كانت إدارة بايدن وحلفاؤها العرب يعملون بهدوء على استكشاف صفقة مع دمشق لوقف تسليم الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله في لبنان، مقابل تخفيف العقوبات الأمريكية، وفقًا لمصدر مطلع على المفاوضات.
وبحسب ممقال لـ” ديفيد إجناتيوس ” نشرته واشنطن بوست ” فقد تمت المحادثات عبر قنوات خلفية من خلال دول خليجية معتدلةإذ تعرضت هذه الجهود لانتكاسة كبيرة مع هجوم المعارضة السورية المفاجئ وسيطرتها على مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في سوريا. كان هذا الهجوم مؤشرًا على التغيرات السريعة في الشرق الأوسط بعد الهجمات الإسرائيلية على حزب الله وحماس ووكلاء إيران الآخرين.
من جانبه أعرب مستشار الأمن القومي، جيك سوليفان، عن قلق الولايات المتحدة بشأن المعارضة السورية، التي تعد أكبر فصائلها هيئة تحرير الشام، وهي جماعة منبثقة عن القاعدة.
رغم ذلك، قال سوليفان: “لا نبكي على الضغط الذي تواجهه حكومة الأسد المدعومة من روسيا وإيران وحزب الله”.
فيما شجعت الدول العربية المعتدلة سوريا على الابتعاد عن إيران بعد هزيمة حزب الله في لبنان. كانت الخطة تعتمد على أن الرئيس بشار الأسد قد يكون مستعدًا للابتعاد عن طهران إذا خُففت العقوبات الأمريكية. تضمنت المقترحات طرد حزب الله من سوريا أو على الأقل منع تسليم الأسلحة الإيرانية له.
يأتي هذا في الوقت الذي أطلقت المعارضة السورية هجومًا أسمته “ردع العدوان”، مستغلة زيادة القصف السوري على مقارها في إدلب. سرعان ما انهار الجيش السوري أمام هذا الهجوم، الذي امتد إلى حلب. توقعت المصادر العربية أن الأسد كان في موسكو للتفاوض مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الصفقة عندما وقع الهجوم.
ومن المهم الإشارة هنا إلي أن اتفاقية منع شحن الأسلحة إلى حزب الله كانت ستدعم وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين إسرائيل وحزب الله. بدون دعم الأسلحة الإيرانية، ستصبح تهديدات حزب الله لإسرائيل والجيش اللبناني أقل خطورة.
لكن مع تصاعد الصراع في سوريا، يبدو أن الأسد أصبح أكثر اعتمادًا على إيران. ويواجه الآن معركة دموية لاستعادة السيطرة على حلب. يظل الشرق الأوسط ساحة دائمة للتوتر، حيث يبدو أن نهاية كل حرب تمهد لبداية صراع جديد.