بدأت الولايات المتحدة عملية إعادة تأهيل شاملة لمطار عسكري قديم يقع في جزيرة تينيان، وهي إحدى جزر ماريانا الشمالية الواقعة في المحيط الهادئ، والتي كانت قبل نحو 80 عامًا نقطة انطلاق أولى الهجمات النووية في التاريخ ضد اليابان خلال الحرب العالمية الثانية.
وذكرت وكالة “كيودو” اليابانية أن أعمال الترميم الجارية تهدف إلى تعزيز البنية التحتية الدفاعية الأميركية في المنطقة، في إطار سياسة استراتيجية لاحتواء النفوذ الصيني المتزايد في آسيا والمحيط الهادئ، خصوصًا في ظل تصاعد التوترات مع بكين حول قضايا تايوان وبحر الصين الجنوبي.
المطار الذي يُعاد تأهيله حالياً في تينيان كان قد استخدم عام 1945 كقاعدة انطلقت منها الطائرة الحربية الأميركية “إينولا غاي” التي أسقطت أول قنبلة ذرية على مدينة هيروشيما اليابانية، متسببة في مقتل عشرات الآلاف وإنهاء الحرب العالمية الثانية عمليًا.
ورغم أهمية الجزيرة تاريخيًا، إلا أن سكانها اليوم، والبالغ عددهم حوالي 2000 شخص فقط، يعيشون قلقًا متزايدًا من تحول منطقتهم الهادئة إلى موقع عسكري متقدم في حال اندلاع أي صراع بين واشنطن وبكين.
في تصريح لوكالة “كيودو”، قال عمدة تينيان، إدوين ألدان، إن السكان لا يرغبون في أن تصبح جزيرتهم الصغيرة مسرحًا لأي مواجهة عسكرية محتملة. وأضاف:
“مساحة الجزيرة محدودة للغاية، وإذا تعرضت لهجوم، فلن يكون لدينا مكان نحتمي فيه. نحن لا نريد أن نكون جزءًا من أي صراع”.
المخاوف تتزايد بين السكان المحليين من أن الخطوات الأميركية لتحصين الجزيرة قد تُعرّضهم للخطر بدلًا من أن توفّر لهم حماية، خصوصًا في ظل الحديث عن احتمالات التصعيد العسكري في المنطقة.
ورغم أن جزر ماريانا الشمالية لا تُعتبر جزءًا من الولايات الأميركية الـ50، إلا أنها تابعة لها إداريًا وتخضع لسيطرة واشنطن. وتكتسب الجزيرة أهمية استراتيجية لكونها تقع في موقع متوسط بين هاواي وآسيا، ما يجعلها نقطة دعم لوجستي وعسكري مثالية للولايات المتحدة في حال أي طارئ.
ويرى محللون أن إعادة تأهيل مطار تينيان يبعث برسالة واضحة إلى الصين مفادها أن الولايات المتحدة مستعدة لإعادة تفعيل مواقعها العسكرية التاريخية ضمن استراتيجية شاملة لردع النفوذ الصيني في المنطقة.
ويشير آخرون إلى أن هذه التحركات تتزامن مع تعزيز واشنطن لتحالفاتها مع كل من اليابان، كوريا الجنوبية، والفلبين، في إطار ما يُعرف بـ”التطويق الدفاعي” للصين.