تستمر دار الإفتاء الليبية بالدور الدعوي والرد على أسئلة الجمهور فيما يتعلق بأحكام الشريعة الإسلامية.
وعبر صفحتها على موقع ” فيس بوك” نشرت دار الإفتاء سؤالًا لأحد الأشخاص جاء فيه:”والدي ترك مالا عند صاحبه وأوصاه بتسليمه لي بعد الوفاة فهل يحل لي دون باقي الورثة؟.
وجاءت الإجابة كالتالي :” بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالأصل أن جميعَ ما تركه الميت؛ من كل ما لَه قيمة مالية، من ثابت ومنقول، داخلٌ في جملة التركة، بما في ذلك الديون والودائع، ويقسم على جميع الورثةِ، حسبَ الفريضةِ الشرعية، المقدرةِ في كتاب الله، وما كتبهُ الوالد للمودَع بتسليم المبلغ لابنهِ لا يفيدُ التمليك، ولا أنهُ يختصُّ بهذا المالِ دونَ باقي الورثة، حتى وإنْ عدّتْ هذه الوثيقة من الوصية، فهي وصيةٌ لوارث، وهي غير جائزة، ولا تنفذُ إلا بموافقة سائرِ الورثة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إِنَّ اللهَ أَعْطَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ، فَلَا وَصِيَّةَ لِوَارِثٍ، إِلاّ أَنْ يَشَاءَ الوَرَثَةُ) [أبوداود: 2870].
عليه؛ فإن كان الحال ما ذكر، فالواجب أن يقسمَ هذا المالُ – الوارد ذكرهُ في السؤالِ – على جميع الورثة، حسبَ الفريضةِ الشرعيةِ، والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
