يأتيك لا تدري شروقا فى حياتك أم غروبْ
من كل صوبٍ قصةٌ فى داخل القلب الكئيبْ
يأتي كما يأتي الزكام مع الهواء ولا يؤوب
يغتالُ فرحتنا يعشّش داخلي حتى أذوب
وجعُ القلوبِ إذا أصابك لا يعالجه طبيب
يسْرِي كما تسرِي الدّما فى داخلى ألمٌ رهيب
وإذا أويتُ إلى الفراش فجمرةٌ نارٌ تصيب
تتقلبُ الأوجاع فيك وتنتشر فيك الكروب
وتظل مهموما تفكّرُ فى الفضاء وفى الغيوب
تتصارع الأفكار تأتي من أضابير الدروب
من لا يحسّ بها يقول: معقدٌ كهلٌ غضوب
لا تستطيع النوم منها لا فكاك ولا هروب
مسجونةٌ أرواحنا صماء ليس بها ثقوب
لا النور يدخلها وليس بها زوايا أو جيوب
فى داخلى تتقلب الأفكار سلما أو حروب
أنت المراد وحولك الدنيا بها فرحٌ وطيب
لا طعم للأفراح في قلبٍ ملئٍ بالندوب
وجع القلوب لمن له قلب يعِشْ وقتا عصيب
لا يدركُ الإحساس من يحيا وليس له قلوب
النومُ ليس له مجال بالعيون بلا حبيب
من كل حدبٍ خاطري عند المنام به يجوب
متقلبٌ فوق الفراش أتوه فى بحر الخطوب
دوامة الأفكار تلهو بي علي جنح الغيوب
وتشدّنى وتدور بي كدمية الطفل اللعوب
وأنا أسير مغيّبا فى كل ليلٍ لا أتوب
والوحدةُ الخرساءُ تغلبني؛ أسير ولا أؤوب