قال وزير الموارد البشرية ستيفن سيم إن الذكاء الاصطناعي لا يأخذ الوظائف من الماليزيين ولكنه بدلاً من ذلك يحول سوق العمل من خلال تقديم أدوار جديدة وإعادة تشكيل الأدوار الحالية.
وفي حديثه بعد إدارته للمؤتمر الدولي الثاني والخمسين لمنظمة ARTDO، قال إن الجمهور يجب أن يتجاوز الفكرة الخاطئة القائلة بأن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان الوظائف على نطاق واسع.
يجب أن نتخلص من الخوف من أن الذكاء الاصطناعي قد جاء ليسلب الوظائف. فهو يُحدث تحولاً في الوظائف، لا أن يُلغيها. ومن يتكيف ويطور مهاراته سيجد فرصاً أكثر، لا أقل، كما قال.
وسلط سيم الضوء على نتائج دراسة سوق العمل الوطنية التي أجريت بتكليف من وزارته في أواخر العام الماضي.
وكشفت الدراسة، التي جمعت مدخلات من اللاعبين الرئيسيين في الصناعة عبر 10 قطاعات اقتصادية رئيسية، أن ما يصل إلى 60% من أصحاب العمل يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي سيخلق فرص عمل جديدة – خاصة في الأدوار التي تتطلب مهارات رقمية متقدمة.
وأضاف قائلاً: “الذكاء الاصطناعي يُغيّر طريقة عملنا، ولا يُلغي الحاجة إلى العمل نفسه. والسؤال ليس ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيُسيطر على المشهد، بل ما إذا كنا نُهيئ الماليزيين للعمل به”.
واستجابة لهذه التغييرات، كثفت الوزارة جهودها لتعزيز مهارات التطوير وإعادة التدريب من خلال منصات مثل MyMahir، وهي بوابة وطنية لمطابقة المهارات.
يقدم الآن أكثر من 33 معهدًا تدريبيًا صناعيًا تديره الحكومة، إلى جانب مقدمي التدريب من القطاع الخاص، دورات في مجال الذكاء الاصطناعي والمحو الأمية الرقمية.
تم تصميم هذه الدورات لإعداد العمال للاقتصاد الآلي بشكل متزايد، وتزويدهم بالمهارات اللازمة للتحول إلى أدوار ذات قيمة أعلى.
يجب أن يصبح محو أمية الذكاء الاصطناعي أمرًا شائعًا. لن يصبح الجميع مهندسي ذكاء اصطناعي، لكن الإلمام الأساسي بكيفية عمل الذكاء الاصطناعي سيصبح قريبًا أمرًا أساسيًا في جميع المهن تقريبًا، كما قال.
وأكد سيم أيضًا على أهمية دمج أخلاقيات الذكاء الاصطناعي والحوكمة في التعليم العام.
وقال إن الوزارة ملتزمة بضمان نشر الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، وليس فقط بشكل فعال.
خلال أسبوع التدريب الوطني الأخير، شملت ما بين 40% و50% من الدورات مكونات الذكاء الاصطناعي، ولم تقتصر على التدريب الفني فحسب، بل شملت أيضًا وحدات حول الاستخدام الأخلاقي وحماية البيانات والمسؤولية الرقمية.
نريد من الماليزيين ألا يقتصروا على استخدام الذكاء الاصطناعي، بل أن يستخدموه بمسؤولية. فنحن لا نبني قوة عاملة ماهرة فحسب، بل نبني مجتمعًا رقميًا موثوقًا به أيضًا.