وساطة قطرلإدخال الدواء والمساعدات منفصلة عن صفقة الأسرى لكنها قد تمهد لعودة المفاوضات
قالت صحيفة “فايننشال تايمز” البريطانية أن وساطة قطر في اتفاق بين إسرائيل وحماس لنقل طائرتين عسكريتين محملتين من الأدوية وغيرها من المساعدات الإنسانية إلى غزة كجزء من صفقة لتوفير الدواء للرهائن الإسرائيليين المحتجزين في القطاع المحاصر.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية :أثيرت المبادرة بعد أن التقى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ببعض عائلات أكثر من 130 رهينة لا يزالون محتجزين في القطاع الساحلي هذا الشهر.
وتوسطت قطر، التي تستضيف المكتب السياسي لحماس، في محادثات غير مباشرة بين الجماعة المسلحة الفلسطينية وإسرائيل في محاولة لتأمين إطلاق سراح الرهائن، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر.
قال مصدر تم إطلاعه على المحادثات إن الاتفاق على السماح بالأدوية والمساعدات الإضافية إلى غزة تم التوسط فيه مع فرنسا وكان منفصلا عن مفاوضات الرهائن.
وأضاف المصدر إنها خطوة إيجابية أظهرت أن إسرائيل وحماس لا تزالان على استعداد لإبرام صفقات. لكنهم أضافوا أنه “من الصعب أيضا على إسرائيل عدم السماح بدخول الدواء للرهائن”.
وأحرزت مفاوضات الرهائن تقدما بطيئا منذ انهيار الصفقة الأولية في 2 ديسمبر. بموجب تلك الصفقة، وافق الجانبان على هدنة مؤقتة، أفرجت خلالها حماس عن 86 امرأة وطفلا إسرائيليا، بالإضافة إلى 24 أجنبيا، معظمهم من العمال التايلانديين المختطفين من المزارع القريبة من حدود غزة.
في المقابل، سمحت إسرائيل بمزيد من المساعدات إلى غزة وأفرجت عن 240 امرأة وطفلا فلسطينيا محتجزين في السجون الإسرائيلية فيما ألقى كلا الجانبين باللوم على بعضهما البعض في الانهيار ثم وسعت إسرائيل هجومها في غزة إلى جنوب القطاع.
فيما أصبح تأمين صفقة جديدة للإفراج عن الرهائن أكثر تعقيدا لأن الرهائن المتبقين يشملون الجنود الإسرائيليين وجنود الاحتياط العسكري، الذين تعتبرهم حماس مقاتلين، وكذلك المدنيين المسنين. كما تصر الجماعة المسلحة، التي سيطرت على غزة منذ عام 2007، على أن أي صفقة جديدة تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.
في الوقت الذي يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ورؤساء الأمن التابعين له على أن الضغط العسكري المستمر فقط واستمرار الحرب سيكون قادرا على تأمين عودة الرهائن.
وهناك أيضا أسئلة حول الثمن الذي ستكون إسرائيل على استعداد لدفعه في أي صفقة جديدة لمقايضة الرهائن والسجناء، حيث من المتوقع أن ترغب حماس في تأمين إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المسجونين بتهمة جرائم مثل القتل.
واستدركت الصحيفة قائلة :لكن الضغط العام يتزايد على نتنياهو لبذل المزيد من الجهد لتأمين إطلاق سراح الرهائن. خلال عطلة نهاية الأسبوع، عقد أقارب 136 رهينة متبقين مسيرة على مدار 24 ساعة في تل أبيب للاحتفال “100 يوم في الجحيم” لأحبائهم.
وتحاول قطر، إلى جانب الولايات المتحدة ومصر، التفاوض على اتفاق “متعدد المراحل” بين إسرائيل وحماس يتضمن هدنة أطول، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية في قطاع غزة المدمر.
ويواجه بنيامين نتنياهو رد فعل سياسي عنيف على استراتيجية الرهائن الإسرائيلية بينما سيكون الهدف هو استخدام الهدنة للتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار، والذي كانت حماس تصر عليه كجزء من أي صفقة، وفقا للمصدر المطلع على المحادثات.
وقال المصدر إن الجماعة المسلحة وافقت على هدنة مؤقتة لعدة أشهر، لكن إسرائيل كانت تطالب بإطار زمني أقصر مضيفا إن المداولات ذهابا وإيابا بين الطرفين.
من ناحية أخرى لم تصل سوى كميات محدودة من المساعدات إلى القطاع وتم دفع نظامه الصحي إلى حالة من الانهيار. حذرت الأمم المتحدة من خطر المرض والمجاعة في غزة، حيث يعاني جميع السكان من “أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
من جانبها قالت وزارة الخارجية القطرية إن الأدوية والمساعدات سيتم نقلها جوا إلى مصر يوم الأربعاء حيث سيتم تسليمها إلى غزة.