وصول ترامب للبيت الأبيض يضيق خيارات نظام الملالي الإيراني ويحاصر طموحاته
تناولت تداعيات فوز الرئيس دونالد ترامب بالانتخابات ووصوله للبيت الأبيض وتداعيات ذلك علي نظام الملالي كانت مثار اهتمام الصحف الإيرانية الرسمية حيث تطرقت الصحف علي تداعيات ذلك علي ايران سياسيا واقتصاديا وفي القلب منها صادرات النفط الايرانية
صحيفة ابتكارالرسمية قالت في مقالها المعنون “ما الذي سيحل بإيرادات النفط الإيراني بعد عودة ترامب؟”، احتمالات تشديد العقوبات النفطية. وحذرت الصحيفة من أن “إعادة انتخاب ترامب تعني ضرورة استعداد إيران لانخفاض حاد في عائدات النفط، مما سيزيد الضغوط الاقتصادية وقد يحد من فرص تجاوز العقوبات أو الالتفاف عليها.
نفس الاهتمام ابدته صحيفة الجمهورية الإسلامية حيث تحدثت عن خسارة آمال الديمقراطيين وانتقاد نهج إيران حيث حللت في مقالها “نحن ونتائج الانتخابات الأمريكية” آمال إيران المفقودة في فوز الديمقراطيين، مشيرة إلى أن “إيران راهنت على سياسة التفاهم مع الديمقراطيين وتخفيف الضغط، لكنها الآن تواجه واقعًا جديدًا قد يكون أشد وطأة.” وقد طالبت الصحيفة بمراجعة جادة للسياسات السابقة.
صحيفة جهان صنعت، تساءلت عن كيفية تعامل إيران مع عودة ترامب كفرصة لتعزيز نفوذها الإقليمي أو كتهديد خطير لأمنها. في مقالها “عالم من الفرص أو عالم من التهديدات” وجاء في المقال: “يجب أن تراجع إيران استراتيجياتها بحيث تحول التهديدات إلى فرص للتأقلم مع الضغوط المتزايدة.”
صحيفة ابتكار تحدثت في مقالها “سبل العبور من الأزمات المحتملة”، حيث شددت على أن انتخاب ترامب يمكن أن يشكل خطرًا على إيران والمنطقة. وجاء في المقال: “على إيران أن تتخذ سياسات تعزز قدرتها على تجاوز الأزمات، إذ أن انتخاب ترامب قد يجلب معها ضغوطًا جديدة اقتصاديًا وأمنيًا.”
نفس الصحيفة تحدث في مقال أخر عن الاختيار بين ثلاث خيارات: التفاهم، الحرب، أو المقاومة “، حيث ناقشت صحيفة كيهان الخيارات المحتملة أمام إيران، وكتبت: “مواجهة ترامب تتطلب المقاومة وحدها، ولا مجال للرضوخ، لأن التفاهم سيكون بمثابة تسليم للعدو، ولن يجلب سوى التبعية.” وأكدت على أن إيران يجب أن تتمسك بمواقفها المناهضة لأمريكا
في مقالها “استراتيجية إيران أمام فترة ترامب الثانية”، تناولت صحيفة اعتماد التحديات التي قد تواجهها إيران، مؤكدة على أهمية “أن تستفيد إيران من تجاربها السابقة وتستعد للفترة القادمة بأساليب مقاومة ذكية
فيما قسمت صحيفة دنياي اقتصاد الخيارات الصعبة لإيران في التعامل مع ترامب بين العلاقة مع واشنطن والاستقلال السياسي حيث قالت في مقال لها “ماذا نفعل مع ترامب؟” تطرقت إلى التحديات التي تواجه إيران في التعامل مع الإدارة الجديدة لترامب، مشيرة إلى أن “عودة ترامب تضع إيران أمام قرار حاسم؛ فهل عليها العودة إلى طاولة المفاوضات لتخفيف الضغوط الاقتصادية، أم التمسك باستقلالها السياسي؟”
صحيفة شرق كذلك تحدثت في مقال لها ، تحليل تهديدات سياسات ترامب ضد المنطقة وإيران حيث جاء في مقالها “الوساطة بين طهران وتل أبيب غير مجدية” أن السياسات العدائية لحكومة ترامب قد تزيد التوترات في المنطقة وتؤثر سلبًا على علاقات إيران بدول الجوار والدول الغربية.
مقالات الصحف الإيرانية خلصت الي الإشارة إلي النظام الإيراني كان يعوّل كثيراً على سياسة التهدئة الأمريكية بعد فوز بايدن، وكان يترقب استعادة الاتفاق النووي وتخفيف الضغوط الاقتصادية.
لكن مع عودة ترامب إلى السلطة، تراجعت هذه الآمال بشكل ملحوظ. وقد أشار المحللون في وسائل الإعلام الرسمية، بشكل مباشر أو ضمني، إلى أن إيران قد تواجه تحديات معقّدة وجديدة على صعيد السياسة الخارجية والاقتصاد.
واشارت تحليلات الصحف إلي أن النظام الإيراني يخشى من أن يتجه ترامب، بدلًا من سياسة التهدئة والتوافق، نحو تشديد الضغوط وتعزيز السياسات العدائية ضد إيران.
وأكدت الصحف الرسمية أن عودة ترامب تعني زيادة الضغوط الاقتصادية، تقليص الإيرادات النفطية، وفرض قيود أكثر صرامة على الوصول إلى الموارد المالية. يظهر بوضوح القلق من أن أي تحول في السياسة الأمريكية نحو التصعيد والمواجهة قد يؤدي إلى تفاقم الاستياء الداخلي وارتفاع مستوى الاحتجاجات داخل إيران.
في النهاية، تعكس هذه التحليلات أن الحكومة الإيرانية كانت تسعى لاستغلال سياسة التهدئة في عهد بايدن، لكنها الآن تواجه تحديات مع احتمال تصاعد سياسات ترامب، مما قد يعني المزيد من القيود وزيادة الضغوط داخلياً وخارجيا