“وطنٌ بطعم الذُّل”.. شعر: خالد الطبلاوي

لا تعطني وطنًا بطعم الذلَّة

وطنٌ بلا عزٍ

يُمزِّقُ أهلَه

****

لا فرق بين بني التشرّدِ

والذي يحيا بأوطانٍ تعانقُ ذُلَّه

****

والعيشُ من غير الكرامةِ

ميتةٌ كبرى

وبستانٌ يخاصمُ ظِلَّه

****

والحرصُ

يخلق من خطانا علةً

والجبنُ

ينبتُ في الضلوع مَذلَّة

****

في ساحةِ الوطنِ المكبّلِ

قصةٌ

أبطالها

جيلٌ يقاومُ غُلَّه

****

إن يقطعوه يجزّهم من فوره

من باع منجمه

ليعبد عجله

****

والحقُّ

أصبح بالمزاج

يصوغه هامانُ

يُرضي أنفسًا منحلَّة

****

صرنا لكل مهرجٍ

أضحوكةً

ولكل صرحٍ في السفاهة

أصله

****

لا تُرضني بـ اسمٍ

فهذي مصرنا

وعراقنا

وبلادنا محتلة

****

والجرحُ ممتدٌ بطول بلادِنا

وبعرضها

والنيلُ يطعنُ دجلة

****

الكلُ يبني موطنا

بحروفه

والكونُ يعلمُ أنها

مختلة

****

اسمٌ يضيقُ به المسمى

لم يزل ضدًا له

سرًا يدبّرُ قتله

****

من قال :

إن لنا بلادًا

لم يزل يهذي

يسطّر بالخرافةِ قوله

****

أعرابنا خَطّوا على أفكارنا

عاش الذي سرًا يضاجعُ وحله

****

يفنى الذي بالصدق يحيا بيننا

يُنفى الذي في الخير فاز بخصلة

****

لا تعطني وطنًا على أغصانه

ماتت زهورُ الحبِ

تندبُ حقله

****

وطنا يبيعُ سلاح عنترةٍ بما

قد سلَّه زمنا يطمئنُ عبلة

****

فرعونُ فيه هو المُفدَّى

لو رمى شعبي بقنبلةٍ

يرد بقُبله

****

والدينُ رمزٌ للتخلف عندهم

والعهرُ أمسى للمحافل قِبله

****

عاد الخصاةُ

ليصبغوا أيامنا بالعقم

هل تبدو النهايةُ سهلة ؟

****

فاصنع لنا وطنا يُعيد حياتنا

ويزيلُ من دمنا مخازنَ غفلة

****

أو فابغنا قبرًا يضم رفاتنا

فالقبرُ أضحى للمطارَد رَحْلَه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights