وفاة الشاعر كريم العراقي
العراق.. أيقونة الشعر المضيئة،، ومنبت القصيد والشعراء تودّع ابنها “كريم العراقي”
العراق.. الأرض التي أهدت للعرب والعالم عظماء الشعر العربي: الحارث بن حلّزة، والمتنبي، وصفي الدين الحِلِّي، ومعروف الرصافي، ونازك الملائكة، وبدر شاكر السياب، وأحمد مطر، وجميل صدقي الزهاوي، وعبدالوهاب البياتي، ومحمد مهدي الجواهري، ووليد الأعظمي، ومعروف الرصافي، وشوقي عبد الأمير.. وغيرهم
ودّعَت العراق، وكل محبي الشعر في العالم، فجر أمس (الجمعة: 1 سبتمبر 2023م) الشاعر المبدع الرقيق (كريم العراقي) الذي رحل عن الدنيا بإحدى مستشفيات أبوظبي بدولة الإمارات
(كريم عودة العراقي)
الميلاد: 18 فبراير 1955م، بغداد
الوفاة: 1 سبتمبر 2023م، أبوظبي، الإمارات
حاصل على دبلوم مدرسة المعلمين العليا (كلية التربية)، تخصُّص عِلم نفس
عمل في مجال التدريس،ثم انتقل للعمل في الصحافة والإعلام.
له عشرات المؤلفات والأعمال الأدبية، ومن بينها الشعر الشعبي والأغنيات والمسرحيات.
حاصل على جائزة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) لـ”أفضل أغنية إنسانية”، وذلك عن قصيدة “تذكّر” التي شدا بها الفنان العراقي، كاظم الساهر:
تذكَّر كلما صلَّيت ليلاً/
ملايينا تلوكُ الصخرَ خُبزا/
على جسرِ الجراحِ مشت وتمشي/
وتلبسُ جلدها وتموتُ عزَّا/
تذكَّر قبل أن تغفو على أي وسادة/
أينام الليل مَن ذَبحوا بلاده؟/
أنا إن مِتُّ عزيزاً إنما موتي ولادة/
قلبي على جُرحِ الملائكةِ النوارس/
إنى أراهم عائدين من المدارس/
باست جبينهم المآذنُ والكنائس/
كتبوا لكم هذا النداء/
وطني جريحٌ خلف قضبان الحصار/
فى كل يومٍ يسقطُ العشرات من أطفالِنا/
إلى متى هذا الدمار/
ما هزَّكم هذا النداء/
هذا النداء
رقت له حتى ملائكة السماء/
جفَّت ضمائركم وما جفَّت دموع الأبرياء/
……………..
ويقول في رائعته الشهيرة:
(لا تَشْكُ للناسِ جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ)
لا تَشْكُ للناسِ جُرْحًا أَنْتَ صَاحِبُهُ/
لا يُؤْلِمُ الجَرْحُ إلا مَن بِهِ ألَمُ/
شَكْوَاكَ لِلنَّاسِ يا ابنَ النَّاس منْقصَةٌ/
ومَن مِنَ النَّاسِ صَاحِ مَا بِهِ سَقَمُ/
فالهمُّ كالسّيْلِ والأحزان زاخِرَةٌ/
حُمْرُ الدَّلائلِ مَهْمَا أهْلُها كَتمُوا/
فَإِنْ شَكَوْتَ لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لَهُ/
عَيْنَاكَ تَغْلِي وَمَنْ تَشْكُو لَهُ صَنَمُ/
وَإِذَا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْوَاكَ تُسْعِدُهُ/
أَضَفْتَ جُرْحًا لِجُرْحِكَ اِسْمُهُ النَّدَمُ/
هَلِ الْمُوَاسَاةُ يَوْمًا حرَّرَتْ وَطَنا/
أم التّعازي بَدِيلٌ إنْ هَوَى العَلَمُ/
مَنْ يُنْدبُ الْحَظَّ يُطْفِئُ عَيْنَ هِمّتِهِ/
لَا عِينَ لِلَحْظِ إنْ لَمْ تُبصرِ الْهِمَمُ/
كَمْ خَابَ ظَنّي بِمنِ أهديته ثِقتَي/
فَأَجْبَرَتْنِي عَلَى هِجْرَانِهِ التُّهَمُ/
كَمْ صُرْتُ جِسْرًا لمَن أحببتهُ فَمَشَى/
عَلَى ضُلُوعِي وَكَمْ زَلَّت بِهِ قَدَمُ/
فَدَاسَ قَلْبي وَكَانَ القَلْبُ مَنْزِلهُ/
فَمَا وَفَائِي لخِلٍّ مَالَهُ قَيمُ/
لَا الْيَأسُ ثَوْبي وَلَا الأحزان تَكْسِرُني/
جُرْحَي عَنِيدٌ بلَسْعِ النَّارِ يَلْتَئِمُ/
اِشرب دمُوعك واجْرع مُرَّهَا عَسَلًا/
يغزو الشُّموعَ حَريقٌ وهِيَ تَبتَسِمُ/
والْجِم هُموْمَكَ واسْرِج ظَهْرَها فَرَسًا/
وانهض كسيْفٍ إذا الأنصالُ تَلْتَحِمُ/
فالْخَيْرُ حَملٌ ودِيعٌ خَائِفٌ قَلقٌ/
وَالشَّرُّ ذِئْبٌ خَبِيثٌ مَاكِرٌ نَهِمُ/
كُنْ ذَا دَهَاءِ وَكُنِ لِصًّا بِغَيْرِ يَدٍ/
تَرَى الْمَلَذَّاتِ تحتَ يَدِيكَ تَزْدَحِمُ!/
فالْمَالُ وَالْجَاهُ تِمْثَالَانِ مِنْ ذَهبٍ/
لَهُمَا تُصلِي بِكُلِّ لُغاتِهَا الأُممُ/
شَكَوَاكَ شَكْوَايَ يَا مِن تَكْتَوِي ألْمًا/
ما سال دَمْعٌ عَلَى الْخَدَّيْنِ سَالَ دَمُ/
وَمِنْ سِوَى اللهِ نَأْوِي تَحْتَ سِدْرَتِهِ/
وَنَسْتَغِيثُ بِهِ عَوِّنَا وَنَعْتَصِمُ/
كُن فَيْلَسُوفًا ترى أنَّ الجميعَ هُنَا/
يتقاتلون على عَدَمٍ وهُم عَدَمُ!!/
2 تعليقات