أخبار

وفاة خوسيه موخيكا… أفقر رئيس في العالم يودع الحياة

توفي رئيس الأوروغواي الأسبق خوسيه موخيكا، المعروف بلقب “أفقر رئيس في العالم”، بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان. وذكرت مصادر قريبة من العائلة أن موخيكا فارق الحياة بهدوء في منزله الريفي قرب العاصمة مونتيفيديو، بعد أشهر من التدهور الصحي.


حياة ثورية ومسيرة سياسية استثنائية

بدأ موخيكا مسيرته السياسية مبكرًا، وانضم عام 1964 إلى حركة التحرير الوطني “توبامارو”، واعتُقل أربع مرات وهرب مرتين. أمضى عشر سنوات في السجن الانفرادي، حيث وُصف بأنه واحد من “الرهائن التسعة” الذين هدد النظام العسكري بإعدامهم. خرج من السجن أكثر صلابة، واستأنف حياته السياسية.


من السجن إلى الرئاسة… وانتقال استثنائي للسلطة

في عام 1994، دخل البرلمان ثم مجلس الشيوخ، وتم انتخابه رئيسًا للأوروغواي عام 2010 بأغلبية ساحقة. عُرف بتواضعه وتقشفه، إذ رفض الإقامة في القصر الرئاسي وواصل العيش في منزله المتواضع، يقود سيارته الفولكس فاغن القديمة، ويزرع الخضروات ويربي الحيوانات.


رئيس استثنائي بنهج مختلف

رفض موخيكا مظاهر السلطة، وخصّص معظم راتبه لدعم الفقراء. كان يؤمن أن “الفقير هو من يحتاج الكثير”، ويصف نفسه بأنه “رجل يعيش خفيف الحمل”. وخلال رئاسته، أطلق مبادرات اجتماعية رائدة، وجذب أنظار العالم إلى نموذج أوروغواي المتقدم.


الحب والنضال… شريكة الدرب ورفيقة السلاح

رافقته زوجته لوسيا توبولانسكي، التي كانت شريكة نضاله ورفيقته في العمل الثوري، حتى آخر لحظاته. وعبّر موخيكا عن امتنانه لها مرارًا، قائلاً: “إن كنت لا أزال حيًا، فلأنها كانت بجانبي”.


موخيكا… رمز الصدق في زمن الشك

خلال سنواته في الحكم وبعدها، بقي موخيكا رمزًا للإخلاص السياسي والزهد الشخصي، مما جعله يحظى باحترام كبير محليًا وعالميًا. قال في إحدى مقابلاته: “لم أغيّر العالم، لكنني تعلمت الكثير وسأموت سعيدًا رغم كل ما مررت به”.


وداع تحت الشجرة… حيث يرقد بسلام

قبل وفاته، أوصى موخيكا أن يُدفن تحت شجرة كبيرة تظلل بيته الريفي، إلى جوار كلبته “مانويلا” التي رافقته لسنوات. رحل الرجل البسيط، لكنه ترك أثرًا لا يُمحى في قلوب محبيه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى