الخميس سبتمبر 19, 2024
انفرادات وترجمات

وول ستريت جورنال: خطران داهمان يقضان مضاجع السيسي بعد سيطرة تل أبيب علي ممر فيلادلفيا

شكل الهجوم الإسرائيلي في مدينة رفح بقطاع غزة ضغطا على الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للرد بقوة أكبر على خصم سابق عقدت مصر منذ فترة طويلة سلاما باردا معه، ولكن ينظر إليه أيضا بشك عميق.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير لها إن المسئولين المصريين قالوا إنه منذ أن بدأت إسرائيل في نشر القوات على طول الحدود الجنوبية لغزة في الأسابيع الأخيرة، أصدر الجيش المصري تعليمات للجنود على الحدود بالرد على إطلاق النار إذا تم إطلاق النار عليه. وأضافوا أن مصر حذرت إسرائيل من أنها لن تتردد في الرد عسكريا إذا تعرض أمنها للتهديد.

وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته جريدة الأمة الاليكترونية إنه مع قول القوات الإسرائيلية هذا الأسبوع إنها تسيطر الآن على الحدود التي يبلغ طولها 9 أميال تقريبا، فإن القوات الإسرائيلية على بعد بضع مئات من الأمتار  فقط من الجنود المصريين الذين يشغلون مواقع على الجانب الآخر من سياج غزة. فرص سوء التقدير عالية، حتى مع الطلقات التحذيرية.

في يوم الاثنين، تحققت هذه المخاوف عندما أسفر اشتباك نادر على الحدود عن مقتل جنديين مصريين وأثار غضبا في البلد العربي.

فيما سلطت أحداث هذا الأسبوع الضوء على اثنين من أسوأ مخاوف حكومة السيسي: أن القتال يمكن أن يمتد إلى مصر، وأن حرب غزة يمكن أن تثير ثورة شعبية في أكبر دولة من حيث عدد السكان في الشرق الأوسط.

وبالفعل، زادت سلسلة من المظاهرات الصغيرة المؤيدة للفلسطينيين في مصر من المخاوف بين مسؤولي الأمن من أن السخط العام يمكن أن يتحول في نهاية المطاف ضد الحكومة.

قال مايكل حنا، مدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية وخبير في السياسة والأمن المصري، إن الأحداث الأخيرة كانت “مهينة لمصر”. وقال: “إن عدم وجود أي استجابة سيكون محبطا لكثير من الناس”.

من جانبها قالت إسرائيل إن الاستيلاء على الجانب الغزي من الحدود مع مصر هو هدف رئيسي للحرب، وتعتزم قطع ما تقول إنه قدرة حماس على تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة.

واعترضت مصر على اتهامات إسرائيل بأنها لا تفعل ما يكفي لقمع تهريب الأسلحة إذ يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أيضا إن حملة رفح تهدف إلى تدمير القوات العسكرية المتبقية لحماس في المنطقة.

واستدركت الصحيفة قائلة :على الرغم من بعض التهديدات، استبعدت مصر العمل العسكري ضد إسرائيل في الوقت الحالي واختارت ما يسميه المسؤولون “استراتيجية الاحتواء” المصممة لزيادة الضغط تدريجيا على إسرائيل. تشمل السياسة اشتراط إعادة فتح معبر رفح – وهو طريق حيوي للمساعدات الإنسانية إلى غزة من مصر – على انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة وإعادة السيطرة على المعبر إلى الفلسطينيين، والانضمام إلى قضية تتهم إسرائيل بالإبادة الجماعية في محكمة العدل الدولية، وهو اتهام نفته إسرائيل.

وتابعت الصحيفة قائلة :إذا استنفدت مصر تلك الخيارات الأخرى، فإن الحكومة ستجمد العلاقات مع إسرائيل بالكامل، وفقا للمسئولين المصريين.

في وقت سابق من الحرب، أشادت إسرائيل بدور مصر كوسيط مع حماس في المحادثات التي أدت إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة أسرى عندما اقتحمت الحركة  إسرائيل وقتلت أكثر من 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، وفقا للمسئولين الإسرائيليين. بعد عقد من التدهور كقوة إقليمية،

وقال تيموثي كالداس، نائب مدير معهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره في واشنطن، إن السيسي “قضى الأشهر الثمانية الماضية في الاستفادة من هذه الأزمة لإثبات أهمية مصر الدبلوماسية”.

ومنذ البداية، ضغطت الحرب أيضا على الاقتصاد المصري المتوتر بالفعل، مع انخفاض الإيرادات من قناة السويس بسبب انخفاض حركة المرور وسط هجمات المتمردين اليمنيين على طرق الشحن في البحر الأحمر.

أعلنت الحكومة مؤخرا عن زيادة في أسعار الخبز المدعومة وخفضت قيمة عملتها، وهي تدابير أضرت بشدة بالطبقة العاملة والمصريين الفقراء.

ويغضب المصريون بشكل متزايد من مسار الحرب مع ارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في وقت  قال المسئولون الفلسطينيون إن الهجوم الإسرائيلي في غزة قتل أكثر من 36000 فلسطيني، دون تحديد عدد المقاتلين.

قال كالداس: “كم من الوقت تريد الاستمرار في اللعب بالنار هو سؤال حقيقي”.

كانت مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل. طور البلدان، بعد خوض سلسلة من الحروب، شراكة أمنية مهمة منذ عام 1979، حيث أصبحت مصر حجر الزاوية في استراتيجية إسرائيل لكسب القبول في الشرق الأوسط الأوسع. عملت الوكالات الأمنية في الدول معا عن كثب، لا سيما على مدى العقد الماضي في عهد السيسي، حيث تبادلوا المعلومات الاستخباراتية للمساعدة في هزيمة متطرفي الدولة الإسلامية في منطقة شمال سيناء في مصر.

لكن العلاقات كانت دائما باردة علنا ولم تمتد أبدا إلى الإسرائيليين أو المصريين العاديين، الذين لا يزورون عموما بلدان بعضهم البعض أو يقومون بالكثير من الأعمال التجارية.

جاءت أحدث نقطة اشتعال في أوائل مايو، عندما تجاهل الجيش الإسرائيلي التحذيرات المصرية من شن عمليته في رفح.

حادث رفح

قال المسئولون المصريون إن إسرائيل أعطت مصر إشعارا لمدة ساعات فقط من العملية الوشيكة، التي سيطرت فيها على الجانب الغزي من معبر رفح الحدودي مع مصر. أغلقت الحكومة المصرية جانبها من المعبر احتجاجا وهددت بتخفيض تمثيل مصر الدبلوماسي في إسرائيل.

يقول المسؤولون المصريون إن وجود القوات الإسرائيلية في المنطقة الواقعة على طول الحدود مع مصر ينتهك شروط معاهدة السلام لعام 1979، التي تضع قيودا على عدد القوات التي يمكن لكلا البلدين نشرها بالقرب من حدودهما المشتركة. تحظر المعاهدة على إسرائيل نشر الدبابات والمدفعية والأسلحة المضادة للطائرات في شريط ضيق على طول الحدود مع مصر.

كان القادة العسكريون المصريون قلقين بشكل خاص في الأسابيع الأخيرة بشأن وجود القوات الإسرائيلية بالقرب من الجنود المجندين المصريين، الذين غالبا ما تلقوا تدريبا محدودا، على طول الحدود. بدأ الجيش المصري تناوب الجنود كل بضعة أيام لتجنب سيناريو يمكن فيه للجنود المصريين أن يأخذوا الأمور بأيديهم ويفتحون النار على القوات الإسرائيلية.

 

Please follow and like us:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب