وول ستريت جورنال : لهذه الأسباب يصر نتنياهو علي مواصلة الحرب رغم الضغوط الدولية
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن إصرار إسرائيلي علي مواصلة الحرب في غزة رغم تصاعد الضغط العالمي حيث لم تقدم إسرائيل أي علامات على التراجع عن خططها لمواصلة محاربة حركة حماس في غزة، حتى مع زيادة الضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو
وقالت الصحيفة في تقرير لها ترجمته علي جريدة الأمة الإليكترونية :في أعقاب إجراء محكمة العدل الدولية يوم الجمعة، قالت إسرائيل إنها لم تنتهك القانون الإنساني في إدارتها للحرب،.
قالت وزارة الخارجية الأمريكية أن الوزير أنتوني بلينكن كرر معارضة الرئيس بايدن لعملية عسكرية واسعة النطاق في رفح في مكالمة هاتفية مع النظراء الإسرائيليين، حتى عندما أشار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى ارتياحه لخطط إسرائيل المنقحة بعد إطلاعه من المسؤولين الإسرائيليين الأسبوع الماضي.
وانتقد المشرعون من جميع أنحاء الطيف السياسي الإسرائيلي أمر محكمة العدل الدولية حيث قال وزير مجلس وزراء الحرب بيني غانتس إن الأمن القومي يلزم إسرائيل بمواصلة القتال، في حين أدان زعيم المعارضة يائير لبيد الحكم باعتباره فشلا أخلاقيا لعدم تكييف أي وقف للعمليات العسكرية الإسرائيلية على إطلاق سراح أكثر من 120 رهينة إسرائيليا لا يزال يعتقد أن حماس تحتجزهم في غزة.
ورفض قادة الحزب على اليمين المتطرف في إسرائيل الحكم باعتباره معاديا للسامية، قائلين إنه لا يأخذ حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها على محمل الجد.
وبالنسبة للجمهور الإسرائيلي الأوسع، يقول المحللون إن حكم محكمة العدل الدولية لم يثير نفس المستوى من الغضب أو الاهتمام مثل النكسات الأخرى في الأيام أو الأسابيع الأخيرة.
فيما يمثل أمر محكمة العدل الدولية ثالث نقطة ضغط دولية رئيسية وضعت على إسرائيل في الأسبوع الماضي بعد أن أعلن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، وهي محكمة مستقلة منفصلة عن محكمة العدل الدولية، عن نيته السعي للحصول على لوائح اتهام بجرائم الحرب ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه لخطة مزعومة لتجويع غزة.
. وتسعى المحكمة الجنائية الدولية أيضا للحصول على مذكرات لثلاثة من قادة حماس لدورهم في غزو جنوب إسرائيل الذي قادته حماس في 7 أكتوبر والذي أدى إلى الحرب التي استمرت سبعة أشهر الآن.
في يوم الأربعاء، قالت ثلاث دول أوروبية إنها ستعترف بدولة فلسطينية، في خطوة رمزية إلى حد كبير تتحالف مع أكثر من مائة دولة أخرى تعترف أيضا بفلسطين.
من جانبه قال روني ليشنو يار، كبير الدبلوماسيين الإسرائيليين السابقين لدى الأمم المتحدة في جنيف: “أصبحت إسرائيل أكثر عزلة”. “يزداد الضغط حجما ولا أحد يقدم حلا واقعيا للمشاكل الأمنية في إسرائيل.”
وتعد إسرائيل طرفا في اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948، التي مكنت جنوب أفريقيا الطرف في المعاهدة من رفع دعوى إنفاذ ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية في أواخر ديسمبر. تمنح الاتفاقية المحكمة الولاية القضائية على الأعمال التي تهدف إلى تدمير أو القضاء على مجموعات سكانية معينة، ولكن ليس على الأعمال العسكرية العادية – حتى تلك التي قد تؤدي إلى مزاعم بارتكاب جرائم حرب.
ويقول الخبراء إن حماس، كجهة فاعلة غير حكومية، ليست طرفا في المعاهدة وهي خارج اختصاص المحكمة.
من جانبه قال داني شيك، السفير الإسرائيلي السابق في فرنسا، إنه يعتقد أن أمر محكمة العدل الدولية يعكس معيارا غير عادل ستتخذ الإجراءات الإسرائيلية ضده.
وقال شيك، الذي يدافع أيضا نيابة عن الرهائن الذين أخذتهم حماس: “بشكل عام هناك تركيز قوي على ما يحدث هنا وأنا موافق على ذلك، لكنني أتمنى أن ينطبق نفس النوع من التركيز على الحروب [الأخرى]”. “يجب فحص الحروب في جميع أنحاء العالم بموجب نفس النوع من المعايير.”
وعلى خلفية الضغط الدولي، تمضي إسرائيل قدما في القتال في غزة، التي تتركز حاليا في رفح وقطاع من شمال غزة، حيث أعادت حماس تأسيس موطئ قدم عسكري. أكد مسؤول إسرائيلي يوم السبت أن إسرائيل تخطط لمواصلة العمل في رفح.
وفي هذا السياق قال الرئيس بايدن هذا الأسبوع إن حرب إسرائيل ضد حماس لا تعتبر إبادة جماعية. قالت الولايات المتحدة إن تدفقات المساعدات إلى غزة قد تحسنت حيث تدفع الولايات المتحدة إسرائيل إلى بذل المزيد من الجهد للتخفيف من حدة الجوع الشديد ودعم نظام طبي على حافة الانهيار في قطاع غزة.
كما أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل بإبقاء معبر رفح بين غزة ومصر مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية إلى القطاع. قالت إسرائيل ردا على ذلك إنها ستسمح بتدفق المساعدات المستمرة من مصر إلى غزة.
بينما وافقت مصر يوم الجمعة على السماح للشاحنات بالعبور إلى غزة عبر كرم أبو سالم، وهو معبر حدودي عند تقاطع مصر وغزة وإسرائيل، بعد إغلاق معبر رفح الحدودي بعد فترة وجيزة من سيطرة إسرائيل على الجانب الغزوي للمعبر في وقت سابق من هذا الشهر. قال المسؤولون المصريون إن إعادة فتح معبر رفح يتوقف على إخلاء إسرائيل لمنطقة العبور.
من ناحية أخري دعت حماس إسرائيل إلى إعادة معبر رفح إلى أيدي الفلسطينيين كجزء من محاولة لتلبية الاحتياجات الإنسانية في القطاع.
.
