انفرادات وترجمات

وول ستريت جورنال: مقامرة نتنياهو تفاقم مأساة الأسري لدي حماس وترعب ذويهم

استعرضت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية مأساة أكثر من 124من الأسري الإسرائيليين لدي المقاومة الفلسطينية والرعب الذي تعيش عائلات وذوي الاسري من احتمالات تليقي اتصالات هاتفية تفيد بمقتلهم بسلاح الجو الاسرائيلي والقصف المدفعي .

وقالت الصحيفة في تقرير لها :يتم إنقاذ بعض الرهائن، لكن المزيد منهم يتحولون إلى قتلى ويتزايد  اليأس حيث يقدر البعض أن عدد الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة لا يتجاوز 50 رهينة.

وافادت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته جريدة الأمة الإليكترونية “عندما تلقى غيلي رومان مكالمة هاتفية من الجيش الإسرائيلي في أواخر نوفمبر، كان الخبر السعيد أن شقيقته ياردن رومان غات ستُطلق سراحها من الأسر في صفقة رهائن مع حماس.

وحررت عملية عسكرية إسرائيلية أربعة أسري في أوائل يونيو لكن العديد من الرهائن عادوا إلى ديارهم موتى في الأشهر الأخيرة، مما عمق المخاوف من أن الوقت ينفد وأن العودة الآمنة للأسري قد تتعارض مع هدف إسرائيل الحربي المتمثل في تدمير حماس.

“واستدركت الصحيفة قائلة :ما يحدث الآن هو أن العائلات لديها شعور معاكس”، كما يقول رومان، الذي لديه قريب آخر هو كرمل جات، من بين الرهائن المتبقين. “إن الأمر يتعلق بمن سيتلقى مكالمة هاتفية تفيد بالعثور على جثة أحد أفراد عائلتك أو إعلان وفاته”.

صفقة تبادل الأسري

وقال جيلي رومان إن عائلات الأسري  المحتجزين في غزة تخشى تلقي مكالمات هاتفية تحمل أخبارًا سيئة عن أقاربهم.

من بين حوالي 250 أسيرا تم احتجازهم في الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر، لا يزال 116 رهينة محتجزين، بما في ذلك العديد من الرهائن الذين يعتقد أنهم لقوا حتفهم.

وقال وسطاء في محادثات الرهائن ومسئول أمريكي مطلع على آخر المعلومات الاستخباراتية الأمريكية إن عدد الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة قد يصل إلى 50 رهينة.

ويعني هذا التقييم، الذي يستند جزئياً إلى معلومات استخباراتية إسرائيلية، أن 66 من الأسري الذين لا يزالون محتجزين قد يكونون في عداد الموتى، أي أكثر بـ25 شخصاً مما اعترفت به إسرائيل علناً.

ورفض مكتب مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية التعليق. ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي والجيش الإسرائيلي التعليق. ولم ترد حماس على طلب للتعليق، لكنها أخبرت الوسطاء في محادثات وقف إطلاق النار أنها لا تعرف عدد الأسري  الأحياء.

وقد أعيدت جثث 19 رهينة إلى إسرائيل، من بينهم ثمانية رهائن في الأشهر الثلاثة الماضية. وقررت إسرائيل أن 41 رهينة آخرين قد لقوا حتفهم.

فيما لا يزال ثمانية أمريكيين أسري  في غزة، من بينهم ثلاثة أعلنت إسرائيل عن وفاتهم. وتجتمع عائلات الأسري الأمريكيين مع مسؤولي البيت الأبيض بانتظام.

الاسري الاربعة

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال في فبراير/شباط أن ما يصل إلى 50 من الأسري المتبقين قد يكونون في عداد الموتى بناء على تقييم إسرائيلي تم إطلاع المسؤولين الأمريكيين والمصريين عليه.

وقد كان عدد الرهائن الأحياء أو الموتى مشكلة في محادثات وقف إطلاق النار التي توسطت فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر. وكجزء من الصفقة، من المرجح أن تتم مبادلة الرهائن بسجناء فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.

وكانت إسرائيل في البداية غير راغبة في قبول جثث القتلى للوفاء بعدد الأسري المطلوب إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى من أي صفقة، لكن اقتراحها الأخير الذي قدمته لحماس يقول إنها ستقبل جثث القتلى.

وقد علقت المحادثات حول ضرورة التوفيق بين مطلب حماس بإيجاد مسار لإنهاء الحرب وإصرار إسرائيل على مواصلة القتال حتى القضاء على الحركة. وقد تشددت حماس في موقفها بإضافة مطالب جديدة بعد عملية إنقاذ الأسري التي جرت في 8 يونيه ، والتي تم فيها تحرير أربعة رهائن لكن عشرات الفلسطينيين لقوا حتفهم.

ومن المفارقات أن الغارة الإسرائيلية الناجحة يمكن أن تجعل ظروف الرهائن المتبقين أسوأ مع قيام حماس بنقلهم إلى مواقع أكثر أمناً.

وعددت مصادر خيارات حري مع الأسري المتبقين لديها بعد المحاولات الأخيرة الدامية لتحريرهم بالقول ربما شددوا الإجراءات الأمنية، إنهم يبحثون عن المتعاونين وأي تسريب للمعلومات، ربما يكونون قد نقلوا الرهائن من فوق الأرض إلى تحت الأرض”،

قال غرشون باسكين، وهو مفاوض الأسري  الذي سهّل صفقة 2011 مع حماس التي حررت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط من الأسر في غزة. وقال الأسبوع الماضي: “أعتقد أن حياة الأسري لم تكن أفضل حالاً بعد يوم السبت الماضي”، في إشارة إلى غارة 8 يونيو.

وتستخدم إسرائيل مجموعة صارمة من معايير الطب الشرعي لتحديد وفيات الأسري  وكلفت لجنة صغيرة من الخبراء الطبيين بمراجعة المعلومات الاستخباراتية السرية لاتخاذ القرارات.

وعندما بدأت اللجنة عملها في أكتوبر ، اعتمدت في الغالب على لقطات من كاميرات الأمن الإسرائيلية. أما اليوم، فهي تعتمد أكثر على مقاطع الفيديو التي استعادتها القوات الإسرائيلية في غزة.

يقول عوفر ميرين، عضو اللجنة والمدير العام لمركز شعاري تسيدك الطبي في القدس: “تمكنا من تحديد وفاة أشخاص نعرف أنهم كانوا أحياء ونعرف كيف انتهت حياتهم هناك”. “نجلس بهدوء شديد. ننظر إلى كل إطار. نستمع إلى ما حدث. ونجمع كل هذه المعلومات.”

قال تامير هايمان، وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية الإسرائيلية، إن الجيش الإسرائيلي يحاول أيضًا معرفة مصير الأسري الإسرائيليين من خلال تتبع الحمض النووي الموجود في الأنفاق داخل غزة.

وقال باسكين إن حماس عادة ما تكون منضبطة للغاية بشأن الحفاظ على سرية مكان وجود أسراها، الذين غالباً ما يتم نقلهم في جميع أنحاء قطاع غزة.

فيما لم يستخدم الخاطفون الأربعة الذين كانوا يحرسون شاليط لأكثر من خمس سنوات الاتصالات الإلكترونية ولم يكن لديهم أي اتصالات أو معارف في غزة.

ولكن الآن وبعد أن أصبح لدى الحركة المسلحة عشرات الرهائن الآخرين لحراستهم، يمكن أن تتسرب المعلومات بسهولة أكبر.

 

وطوال فترة الحرب، كانت حماس تبث أشرطة فيديو للأسري في غزة، وأحياناً تظهرهم أحياء للضغط على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق. وتمثل هذه الفيديوهات إشارة حياة منتظرة للعائلات، ولكنها أيضًا مؤلمة لأقارب الأسري عند مشاهدتها.

كانت إيلان تيف في السيارة مع شقيقتها ووالدتها، الأسيرة  المفرج عنها، في أواخر أبريل عندما نشرت حماس فيديو لوالدها كيث سيغل البالغ من العمر 65 عامًا، والذي لا يزال أسيرًا. ضغطت تيف على زر التشغيل لكنها لم تشغل الصوت، خوفًا من أن تنهار. شاهدت حتى بدأ والدها بالبكاء.

قالت: “أوقفنا السيارة على جانب الطريق وبكينا كثيرًا” فيما ولم تستطع والدتها، أفيفا سيغل، التي كانت محتجزة مع سيغل في غزة قبل إطلاق سراحها، تحمل المشاهدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى