وول ستريت جورنال: 4 عراقيل تؤخر وصول حماس وتل أبيب لوقف لإطلاق النار
قال الوسطاء في المحادثات في قطر إن المفاوضين الإسرائيليين لا يسعون فقط إلى إطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر ولكن أيضا إلى حرية استئناف حملة عسكرية لسحق حماس مرة واحدة وإلى الأبد بعد انتهاء أي وقف لإطلاق النار.
في المقابل،زبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية تتفاوض حماس بشكل أساسي من أجل بقائها، وتدفع من أجل هدنة دائمة وطرق للبقاء مؤثرة في غزة بعد الحرب، إن لم مسيطرة علي الحكم فيها .
واشار تقرير الصحيفة الأمريكية ذائعة الصيت أن سد الفجوة بين إسرائيل وأهداف حماس أولوية يمثل أولويةملحة لإدارة بايدن، التي تتوسط في المحادثات إلى جانب قطر ومصر.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن إنه سيسافر إلى الشرق الأوسط مع توقف في المملكة العربية السعودية ومصر يوم الأربعاء على أمل القيام بضغط متضافر من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وسط علامات على أن كلا الجانبين قد شددا مواقفهما في بداية المحادثات.
“.” قال المفاوض الإسرائيلي السابق على الرهائن غيرشون باسكن إن أي اتفاق يتم إنتاجه هو انتصار لحماس، والهدف هو تقليل هذا النصر قدر الإمكان وسط إدراك إسرائيلي أن وصول المفاوضات التي تخوضها إسرائيل وحماس الي نتائج يعني خسارة الحرب .”.
تناقش إسرائيل وحماس وقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع من شأنه أن يشهد إطلاق سراح 40 رهينةوتتمثل نقطة الخلاف الرئيسية هي ما إذا كان أي اتفاق لوقف إطلاق النار سيخرج القوات الإسرائيلية من غزة استعدادا لإنهاء الحرب، أو يبقيها في مكانها لتمكين إسرائيل من استئناف القتال. قال باسكن إنه إذا كان من الممكن سد ذلك، فإن إسرائيل وحماس لديهما “فرصة لنتيجة ناجحة”.
وقال باسكن: “أعتقد أن كلا الجانبين بحاجة إلى وقف إطلاق النار الآن”. وأشار إلى الجيش الإسرائيلي المرهق، والذي يمكن أن يستفيد من خطوة استراتيجية إلى الوراء لإعادة تقييم أهداف حربه.
فيما قالت تهاني مصطفى، كبير محللي فلسطين في مجموعة الأزمات الدولية، إن عدم الوضوح بشأن موقف إسرائيل خلال وقف إطلاق النار هو حجر عثرة.
وتابعت : “لم تقدم إسرائيل أي ضمانات على الإطلاق لمقدار المساعدات التي سيسمحون بها، ولا توجد ضمانات للنازحين للعودة إلى الشمال”.
من النقاط التي تقف عقبة أمام الوصول لاتفاق أن حماس تريد اختيار السجناء الذين يتم إطلاق سراحهم بشكل يمكن أن يجعل ذلك أي صفقة غير قابلة للتمرير في الحكومة الإسرائيليةفي ظل تهديد وزراء اليمين المتشدد بمغادرة ائتلاف نتنياهو لمعارضة أي صفقة يتم فيها إطلاق سراح السجناء الذين ينظر إليهم على أنهم مسئولون عن الهجمات الإرهابية الجماعية.
على رأس قائمة السجناء الذين تريد حماس إطلاق سراحهم هو مروان البرغوثي، الذي سجن منذ عام 2002حيث ينظر إلى البرغوثي على أنه زعيم الانتفاضتين الأولى والثانية، وينظر إليه أيضا على أنه رجل يمكنه تحفيز الحركة الفلسطينية لتقرير المصير في وقت كانت فيه شعبية زعيمها الوطني محمود عباس تتضاءل منذ فترة طويلة.
“وعادت تهاني مصطفي للتأكيد علي أن السجناء السياسيين يتمتعون بمكانة عالية جدا في المجتمع الفلسطيني: “إنها تقريبا قضية مقدسة”. “إذا تمكنت حماس من إطلاق سراح سجناء بارزين، فسيضعهم ذلك في وضع أفضل للتنازل.” ولكن إذا رفضت إسرائيل منح حماس فوزا على هذه الجبهة، وهي جبهة حرجة، فإنها تضع حماس في مأزق”.
يأتي هذا في الوقت الذي وصف الوسطاء المحادثات بأنها الفرصة الأخيرة لتأمين هدنة حيث تخطط إسرائيل لهجوم على آخر معقل لحماس في بلدة رفح الحدودية. ولكن كانت هناك بالفعل علامات على أن المحادثات ستكون صعبة.
وقال االوسطاء إن المفاوض الإسرائيلي الرئيسي، ديفيد بارنيا، وصل إلى قطر مساء الاثنين لكنه غادر بحلول صباح الثلاثاء. قال مسؤول إسرائيلي كبير إن فريق التفاوض بقيادة بارنيا اجتمع مع مجلس الحرب الإسرائيلي قبل مغادرته ولم يحصل على كل ما طلبه من حيث غرفة التفاوض، وأضاف أنهم حصلوا على تفويض واضح يسمح “بالإدارة الفعالة للمفاوضات.
قال بعض الوسطاء في قطر إنهم لا يعتقدون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أعطى الفريق تفويضا لإبرام صفقة، مما قد يقوض المحادثات.
من جانبه وصف مسئول إسرائيلي الاتهام بأن نتنياهو لا يريد صفقة بأنه “ادعاءات شريرة غير صحيحة مضيفا إن رئيس الوزراء بحاجة إلى وضع خطوط حمراء لفريق التفاوض للحفاظ على هدف الحرب الإسرائيلي المتمثل في تفكيك سيطرة حماس على غزة.
وأضاف إن زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، سيشارك بشكل مباشر في المحادثات وتوقع أن تحتاج الصفقة إلى أسبوعين على الأقل من المناقشات مشيرا إلي إن اقتراح حماس يحتوي على العديد من العناصر غير المقبولة لإسرائيل وسيتطلب “مفاوضات صعبة وحازمة”..
وبدوره قال بلينكن إنه يزور المنطقة ليس فقط لمحادثات وقف إطلاق النار ولكن أيضا لمناقشة ترتيبات الحكم والأمن والمساعدات في غزة بعد الحرب – القضايا التي كانت إدارة بايدن ونتنياهو على خلاف بشأنها في الأسابيع الأخيرة. قال بلينكن إنه سيناقش “ما هو الهيكل الصحيح للسلام الإقليمي الدائم”.
ومن الثابت هنا القول إن هجمات الجيش الإسرائيلي وقيامه بأعمال ينظر إليها الفلسطينيون على أنها اعتداءات كبيرة. في الشهر الماضي، حيث تم إطلاق النار على أكثر من 100 فلسطيني أو داسهم حتى الموت عندما فتحت القوات الإسرائيلية النار على المدنيين في غزة خلال تسليم المساعدات الفوضوي.
وفي يوم الاثنين، داهمت القوات الإسرائيلية مستشفى الشفاء في شمال غزة، الذي طهرته إسرائيل لأول مرة من نشطاء حماس قبل أشهر قبل الانسحاب بحسب زعم الصحيفة الأمريكية .