أقلام حرة

ياسر الزعاترة يكتب: التنظيمات العقائدية ذات الحاضنة الشعبية

إنه الجهل المريع – وربما التجاهل الناتج عن غرور القوة والغطرسة – بحقيقة أن التنظيمات العقائدية ذات الحاضنة الشعبية لا يمكن سحقها بالاغتيال والاعتقال.

ويكون الوضع أكثر صعوبة حين يتوفّر الدعم الخارجي.

وإذا كانت مهمّة “الكيان الصهيوني” في مواجهة “حماس” المُحاصرة قد فشلت رغم اغتيال أهم قادتها واعتقال الآخرين منذ تأسيسها، فإن الوضع يبدو أكثر صعوبة في حالة حزب الله الذي يتمتع بمزايا أفضل بكثير، بخاصة على صعيد الدعم الخارجي، وإن تميّزت “حماس” بقضية أكثر وضوحا وإجماعا من حالة الحزب في بلد منقسم طائفيا.

قد ينجح العدو في التقدُّم بقوة النار المفرطة من الجو، لكن ذلك لن يكون النهاية، بدليل أنه فعل ذلك من قبل ثم استُنزف وخرج ذليلا عام 2000، وها هو في عامه الثاني في قطاع غزة ما زال يتكبّد الخسائر، رغم أنه يواجه قوة مُحاصرة، خلافا لوضع الحزب في لبنان.

إنهم غزاة يعاندون منطق السياسة والتاريخ، وهُم يدركون أنهم راحلون في نهاية المطاف، وما حديثهم المتواصل منذ 7 أكتوبر عن “خراب الهيكل الثالث” سوى تعبير عن هذا الإدراك.

ياسر الزعاترة

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني أردني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى