“يا أمَّـةً ضَيَّعَتْ أمجادَهـا عَبَثًـا”.. شعر: الشيخ شريف قاسم
حُــزْنـي عـلـيكِ جَـنَـيْتِ الـهـمَّ والـنَّـصبا … وســامَـكِ الــوَهَـنُ الــمـرذولُ مـنـسـكبَا
وحـسـرةٌ أحـرقتْ قـلبي الـذي عـصفتْ … بـه الشجونُ وذاقَ العسفَ والوصبا (1)
لــم يَـقْـسُ قـلـبي عـلـى قـومـي فـإنَّـهُمُ … أهــــلٌ لِــمَــا بــشَّــرَ الـمـخـتارُ وانْـتَـدَبَـا
ولــيـس تـفـقدُهم فــي يــومِ مـحـنتِهم … رغــمَ الأســى شـيـمٌ أو خـيـرُهم نَـضَـبَا
أرى بــهـم أمـــلا مــاغـابَ عـــن مـقـلـي .. ولا طـــواهُ الـشَّـجـا الأعــمـى ولا غـرَبَـا
لــم يُـطرَدُوا مـن حِـمَى ربِّ الـعبادِ ولـن … تُــــردَّ تـوبَـتُـهُـم بــــل كـــانَ مـــا كَـتَـبَـا
مَـنْ يـعملِ الـسُّوءَ مـنهم يـرتَحِلْ عـجِلا … فـــي أنْ يـــرى تــوبـةً فاللهُ مـــا عَـتَـبَـا
لــــفـــيْءِ بَــيِّــنَــةٍ يــــــأوي لِــتُـتْـحِـفَـه … نـــورُ الـمـثـاني بــرضـوانِ الــذي وهَـبَـا
لـــــم يـــنــسَ بــارئُـنـا عــهــدًا لأُمَّــتِـنَـا … حـاشـا فـيومُ الـمنى والـتَّوبِ قـد عَـذُبَا
إنَّـــــــا بــرحــمــتِـه فُـــزْنَـــا بــســابـقـةٍ … وفـــي هُـــداهُ صَـنَـعْنا الـمـجدَ والـنُّـجَبَا
فــأُمَّــتــي حــمــلَـتْ قـــرآنَــه فـــزكــتْ … وعـــنــد سُـــنَّــةِ هــاديـهـا رأتْ عــجَـبَـا
فــدابــرُ الـكـفـرِ مـقـطـوعٌ وإن زعــمـوا … أنَّ الــــذي قــاتــلَ اسـتـعـمـارَهم غُـلِـبَـا
لــــكـــنْ تــعــقَّـبَـهـم ربِّــــــي بــقــدرتِــه … ونــالـهـم بــغـتـةً مــــا كـــانَ مُـحْـتَـسَبَا
فـمـا لَــكِ الـيـومَ فــي تـيهِ الـهوانِ ولـم … تَـــرَيْ رضـــا ربِّـــكِ الـغـفَّـارِ مــا حُـجِـبَا
آهٍ جَـــثَـــوْتِ بــــــلا عـــــزمٍ ولا ثـــقــةٍ … تُـعـيـدُ مــجـدًا أراهُ الــيـومَ قـــد سُـلِـبَـا
كــــانَ الــعــدوُّ إذا نــاجـزْتِـهِ ارتـعـشَـتْ … يـــداهُ خــوفًـا ويـخـشى قـلـبُه الـغـضبَا
فـمـا لَــكِ الـيـومَ مــا أبـدَيْتِ مـن شـيمٍ … وســيـفُ عــزَّتِـك الـمـمشوقُ ويــكِ نَـبَـا
أعــداؤُكِ الـيـومَ قــد صـالـوا بـخـسَّتِهم … ودمَّـــــرُوا مـــــن إبــــاءٍ يَــمــلأُ الَّـلـبـبَـا
هــاهـم عــلـى سَــفَـهٍ يــرجـونَ مـهـلَكَةً … جـــلا مـواجـعَـها مَـــنْ بـــاتَ مـخـتضبَا
ونــالَ مـنـكِ فـسـادُ الـعـصرِ فـانصرَفَتْ … بــيـضُ الـمـآثـرِ مـــا ألــفَـتْ لــهـا نَـسَـبَا
وأغــربـتْ قــيـمٌ لـــم تــخـبُ جـذوتُـهـا … تــنـيـرُ لـلـنَّـاسِ أرجـــاءَ الــمـدى حِـقَـبَـا
قـــد أزهـــرتْ مــنـنٌ ربِّـــي يـجـودُ بـهـا … فــتــمـلأُ الأرضَ مـــــن آلائــهــا رُطَــبَــا
أراكِ والآهُ فـــي صـــدري قـــد اتَّــقَـدَتْ … وأوقــــدَ الــجـمـرُ مــــن لأوائــهـا لـهـبَـا
ولـيس يـشكو سـوى مَـنْ بـاتَ في قلقٍ … عـلـيـكِ يــا مَـن تــأذَّى الـقـلبُ وانـشـعبَا
إنَّ الــمــلاحــدةَ الأشـــــرارَ يـمـحـقُـهـم … ربُّ الــبـريَّـةِ فــارْعَــيْ ذلــــكَ الــحَـدَبَـا
ومَــــــنْ رمــــــاكِ فــــــإنَّ اللهَ غــالــبُـه … وقـــــد أقــــامَ لِــمَــن عــــاداكِ مُـنـقَـلَـبَا
فـالـخُـسْـرُ لـلـنُّـخَبِ الـقـالـينَ شـرعـتَـنَا … والــفـتـحُ لــمَّــا تــــزلْ أثــوابُــه قُـشُـبَـا
رعــايــةُ اللهِ مــا زالــتْ لِــمَــنْ صــدقُـوا … وبــالـرعـايـة نـــالــوا الــنَّـصـرَ والـغَـلَـبَـا
وكــــان شــمـلُـكِ بــالإسـلامِ مـجـتـمعًا … وقـــادةُ الــركـبِ كــانُـوا بـالـهُدَى نُـجَـبَا
وكــنــتِ لـلـخَـلْـقِ بــالإســلامِ مـرحـمـةً … وهــــم يـــرونَ بـــكِ الآمـــالَ والـرَّغَـبَـا
ولا تــهــابــي جــبــانًــا يـــــومَ جـــنَّــدَه … حــقــدُ الـبـغـاةِ فـألـفـى جـيـشَـه لَـجِـبَـا
واسـتـذكري عـمـرَ الـفاروق يـومَ سـرتْ … كـتـائـبُ الــحـقِّ مــا أبـقـتْ لـهـم طُـنُـبَا
فــفـرَّ كــسـرى وألـقـى كــلَّ مــا مـلـكتْ … يـــداهُ رغــمًـا وعـــافَ الـمُـلـكَ مـنـسربَا
والـــرومُ أودى بـهـا اسـتـكبارُها فــرأتْ … أنَّ الـتَّـمـادي جـــرى يـومًـا وقــد نَـضَـبَا
تـلـك الأمـانـي الـتـي كـانـت بـحـوزتهم … أضـحتْ سـرابًا وذاك الـصِّيتُ قـد ذهـبَا
أبـنـاؤُك الـيـومَ مـا هم جـيلُ مَـن مـلكوا … بـالـخـيرِ مــجـدًا ووارى الــشَّـرَّ والـرِّيَـبَا
إنــي أراهــم عـلـى أُرجـوحـةٍ ضـحـكتْ … عــلــى تَـبَـذُّلِـهـم فــالــذُّلُّ قــــد وَجَــبَـا
فــهـاهُـمُ الــيــومَ فــــي وادٍ ورفـعـتُـهم … فـــي وادِ ثُــكـلٍ أدامَ الـحـزنَ والـوصـبَا
قـــد خـاطـبـتْهم لـيـالـي الـفـتـحِ قـائـلةً … ثـوبـوا إلــى رشـدِكم واسـتبعِدوا الـلعبَا
لــو اعـتـصمتُم بـحـبلِ اللهِ مــا فُـجِعَتْ … بـــالــذُّلِّ أمَّــتُــكـم والــعــزُّ قــــد نُــهِـبَـا
ولا اسـتـقامَتْ خُـطـاكم دونَ وحـدتِكم … وعـفـتُـمُ الـمـنـصبَ الـمـرمـوقَ والـرُّتَـبَا
قـــد مـزَّقَـتْ شـمـلَكم أهـواؤُكـم فَـنَـأَتْ … ريـــــاحُ قــوَّتِـكُـم لــــم تــــدركِ الـغَـلَـبَـا
فـالـنُّصرُ يـكـمُنُ فـي الـتَّقوى إذا غـلبَتْ … هــوى الـنـفوسِ فـمـا أبـقـتْ لـهـا سـبَـبَا
فــرايـةُ الـنَّـصرِ لــم تَـجْـفُ الـشَّـبابَ إذا … رفَّ الإخـــاءُ بـهـم فـاسـتعذبُوا الـحَـدَبَا
ويـــا زمــانًـا مـضـى لــم تـمـضِ سُـنَّـتُه … فـقد حـبتْ بـالهدى مـن عـاشَ مضطربَا
ولــلـيـالـي انْــجَـلَـتْ بـالـفـتـحِ مــقـمـرةً … مـاشـابـها الــهـوسُ الـمـذمومُ مـحـتَجَبَا
هــفــتْ بــذكـرٍ إلـــى أفــذاذِهـا فـــرأوا … عــنـايـةَ اللهِ مــــا أبــقــتْ بــهـم نَـصَـبَـا
وكــــم لــهــم شــهــدَتْ آنــاؤُهـا هِـمَـمًـا … لاتـرتـضي الـضَّـيمَ والإغـضـاءَ والـكـذبَا
وإنَّـــهــم أبـــرمــوا عـــهــدًا لـرفـعـتِـهـم … فـعـانـقـوا الــعــزَّةَ الـقـعـسـاءَ واعـجَـبَـا
هُــــمُ الأشــــاوسُ مــــا غـرَّتْـهُـمُ فِــتَـنٌ … تـغـري الـحـياةُ بـهـا مَــن زاغَ وانـجـذَبَا
أمَّـــا الــعُـراةُ مـــن الإيـمـانِ فـاسـتهموا … عـلـى الـمـناصبِ والأقـوى قـد اغـتَصَبَا
والـشـعـبُ عـــاشَ ذلـيـلا فــي مـكـابدةٍ … مــــع الــنَّـوازلِ مـــا أبــقـتْ لـــه نَـشَـبَـا
فـــقــد أجــاعَـتْـهُ فــــي بــــردٍ تــعـذِّبُـه … ومــــا أتــاحــتْ لـــه خــبـزًا ولا حـطـبَـا
فـيـالـهـا مــــن عــهـودٍ بـــاتَ شـاهـدُهـا … عــلـى خـــواءِ شــقـيِّ الـنَّـفـسِ مـكـتئبَا
تـغـيـبُ فــي حـفـرةِ الأوجــاعِ صـورتُـه … فــقـد تـــردَّى ونـــالَ الـشَّـجـوَ والـتَّـعَـبَا
أولــئــك الـمـتـرفـونَ الــمــالُ غـايـتُـهُم … فــلـم يـــروا عـطـشًـا يــؤذي ولا سَـغَـبَا
وأمـعـنوا فــي الـغواياتِ الـتي عـصفتْ … بــمـقـتِـهـا لــنــفـوسٍ تـــألــفُ الــطــرَبَـا
واسـتـوردوا مــن بـلاد الـشَّرِّ مـا فُـتِنَتْ … بـــه الـنـفـوسُ وشــرُّ الـغـربِ مــا غَـرَبَـا
ولـــجَّ بـالـفـسقِ مـنـهـم مَــن إذا فـعـلوا … فــعـلَ الأســافـلِ كــانـوا بـيـنَـنا نُـخَـبَا !
أحـزابُـهم فـشـلتْ فــي صـنـعِ وحـدتهم … بـــل لـــم تــزلْ مـركـبًا لـلـعارِ مـضـطربَا
أمَّــــــا حــداثــتُـهـم فــالــغـيُّ مــزَّقــهـا … والــكــفـرُ أحــرقـهـا إذْ قــطَّــعَ الـطُّـنُـبَـا
وعـــربــداتُ مــشــاويـرٍ لــهــم ذبــلــتْ … وجــــفَّ وجــــهُ تَـعَـالـيـها ومـــا كـسـبَـا
ولــلأســافـلِ مــــن أنـقـاضِـهـا خــجــلٌ … أمـــــاتَ فــرحـتَـهـم مـــاقــدَّمَ الــعـتـبَـا
واسـتَـفْـتِـها الــيــومَ عـلـمـانيةً كــفـرتْ … باللهِ وازدرتِ الإســــــــلامَ والــنُّــجَــبَــا
وكــــم ســفـيـهٍ لــهــا مــاكــانَ يـعـلـمُها … لــلــمـوبـقـاتِ أداةً تُــحــســنُ الــخَــبَـبَـا
فــنـكَّـسَ اللهُ بـالـمـقـتِ الــشَّـديـدِ لــهـا … أعــلامَــهـا ولـــــوتْ أعــنـاقَـهـا هَـــرَبَــا
والــحـكـمُ بــــاتَ لــطـاغـوتٍ وزمــرتـه … ولـلـغـريـرِ الـــذي لـــم يُـحـسـنِ الـطـلـبَا
بــل جــاءَ بـالـمكرِ فــي أسـواقِـها ودنــا … مـــن كــلِّ واهٍ رأى فــي نـفـسِه الـعـجبا
والـنـاسُ فــي دولِ الإذلالِ قــد فُـجِعُوا … بــالـجـوعِ مــاوجـدوا مــاكـانَ مُـرْتَـغَـبَا
عـــامُ الــرمـادة يـبـكـي حـــالَ نـكـبتِهم … فــمــا اســتـسـاغَ مـآسـيـهـا ولا حَــدَبَــا
مُــقــوِّمـاتُ حــيــاةٍ أُرخِــصَــتْ ودنَــــا … إمــدادُهـا لُـقـمـةً لـــم تُــذهـبِ الـسَّـغَـبَا
أمـــا الــكـرامُ الــذيـن اشـتـدَّ سـاعـدُهم … بـالـحَقِّ والـصَّبرِ والـتقوى مـضوا حـقبَا
والــعـصـرُ هــــذا بــــه لـلـنـاسِ قــارعـةٌ … مــاغــادرتْ عَــجَـمًـا أو أغـفـلـتْ عَــرَبَـا
فــالـكـلُّ دانــــوا لـغـيـرِ اللهِ وانـتـهـجوا … نــهــجَ الـفـرنْـجةِ أُمًّـــا أرضــعَـتْ وَأَبـــا
ولــلـحـضـارةِ جـــــاؤُوا ثــــمَّ مـانـهـلُـوا … غــيـرَ الــسَّـرابِ الـــذي مـــازالَ مـلـتهبَا
ســفـتْ مـآثـرُهـم فــي الأرضِ عـاصـفةٌ … لــــم تُــبــقِ رأســـا لــهـم تــبًّـا ولا ذنــبـا
وحــــاقَ بــالـقـومِ أشــــرارٌ وجــوهُـهُـمُ … ســـودٌ وصــفـرٌ وأصــنـافٌ لــهـم قُـشُـبَا
فـالـغـارةُ الـيـوم مـاكـانت عـلـى ذهــب … وإنَّـــمــا تــطــلـبُ الإســـــلامَ والــغُـرَبَـا
أولـــئـــك الــنــفــرُ الأبــــــرارُ رحَّــلَــهـم … حـكـمُ الـطـغاةِ وحـقـدٌ شُــنَّ مـصـطَخِبَا
أمـــــا بــقــيَّـةُ أهــــلِ الأرضِ أتـحـفَـهُـم … أهـــلُ الــضَّـلالِ بــأمْـنٍ حـيـثُـما وُهِــبَـا
فـهـل عـلمتُم بِـمَن فـي سـجنِ عـصرِهمِ … غـيـر الــذي عــاشَ لـلإسـلامِ مـنـتَخَبَا !
وهـــل رأيــتُـم عــلـى أعـــوادِ مـشـنـقةٍ … غـيـرَ الــذي لـهُدى الـرحمنَ قـد غَـضِبَا !
وهــل سـمـعتُم بـمَـنْ قــد عُـذِّبُوا صُـبُرًا … تـحـتَ الـعذابِ كـأنَّ الـموتَ قـد وَجَـبَا !
وهـــل تَـفَـحَّصْتُمُ الإرهــابَ (مـشـجبةً) … عــلـى مـسـاوئـها الإســلامُ قــد نُـصِـبَا !
لــكــنَّـه مـــســرحُ الـتَّـزيـيـفِ أخــرجَــه … أهـــل الـمـكـائدِ واغـتـالـوا بـــه الـنُّـجَبَا
هُـــمُ الـجـنـاة وربِّـــي لـــم أجــدْ أحــدا … سِـــواهُــمُ مَــكَّــنَـنْ لــلــحـقِّ مـنـقـلَـبَا !
وإنَّــهـم ســـوفَ يـلـقـون الــجـزاءَ بــمـا … لــقـومِـنـا قـــدَّمــوا الإيــــذاءَ والــنُّـوبَـا
فاللهُ يـــمــهــلُ لــلــطَّـاغـي ويـــأخُـــذُهُ … والأمـــرُ جـــاءَ مـــع الأقـــدارِ واقـتـربَـا
لاتــحــسَـبَـنَّ إلـــهـــي غـــافـــلا أبـــــدا … فـظـلمُهم لـم يـزل فـي الـلوحِ مُـحْتَسَبَا
وأيــنــمـا جـــــالَ طــاغــوتٌ بـبـهـرجـةٍ … أو قُـــــوَّةٍ فــمـصـيـرُ الــوغــدِ مُـرْتَـقَـبَـا
مــابـيـنَ غـمـضـةِ عــيـنٍ ثـــمَّ فـتـحـتِها … عـشـيَّـةً أو ضــحًـى فـالأمـرُ مــا حُـجِـبَا
تــــــراهُ مــرتــعــدًا فــيــهـا ومــرتـجـفًـا … رغــــم الـتَّـمـاسـكِ يُـبـديـهِ ومـضـطـربَا
عــلــيــه لــعــنـةُ ربِّـــــي كـــــلَّ آونـــــةٍ … وإنَّــهــا تــحــرقُ الــشَّـريـانَ والـعَـصَـبَـا
فــــي قـلـبِـه بـــدمٍ يــجـري بـــلا أمـــلٍ … وهــل لـطـاغٍ جَـنَـى أنْ يــدركَ الـرَّغَـبَا !
في الأرضِ شِيدتْ لأهل البغي من دولٍ … حــتـى الـيـهـود أشـــادوا لــلأذى طـنـبَا
بـــــل يــلـهـثـون لــمُــلْـكٍ ردَّ خـيـبَـتَـهم … إلـــى تــبـارٍ بـــه الإفـــلاسُ قـــد وثــبَـا
والـمـسـلـمـون وهــــم كُــثْــرٌ تـبـاركُـهـم … شـريـعـةُ اللهِ لاقـــوا الـخـسف والـسَّـلبَا
قُــــوى الـضَّـلالـةِ تــأبـى أن تـسـانـدَهم … أو تـتـركَ الـقـومَ إن جـاؤوا الـعلى طـلبَا
يخشون صحوتَهم من سوءِ ما اعتقدوا … فــنــهــرُ رحــمــتِـهـم يــلـقـوْنَـه عَـــذُبَــا
تُــلْــفَــى ســعـادتُـهـم دنـــيــا وآخـــــرةٍ … لـــــو آمــنــوا بــكـتـابٍ أكــــرمَ الــعـربَـا
وأكــرمَ الـنـاسَ كـلَّ الـناسِ إن سـجدوا … لــلــه لا لــلـهـوى الأعــمــى بــمـا جـلـبَـا
شــريــعـةُ اللهِ مـــــا كــانــتْ لـمـلـحـمةٍ … لــكــنْ لـمـرحـمـةٍ والــخـيـرُ مـــا نَـضَـبَـا
لــمَّــا يَـــزلْ فـضـلُـها لـلـخـلقِ ذا غـــدقٍ … وخـيـرُها لــم يــزلْ فــي كـونِـنَا سُـحُـبَا
فـــــلا تُـــمــارِ شــقـيًّـا بــــاتَ يــزعـجُـه … فَــيْءُ الـحـنيفيَّة الـسَّـمحاءِ مــا انـسربَا
ولا يــضُــرَّنَّـكَ الأوبـــــاشُ إنْ جَــفَـلُـوا … أو يــرهــبَـنَّـكَ طـــاغـــوتٌ إذا انــقـلـبَـا
فاللهُ أكــبــرُ مــــن طــــاغٍ وإن مـلـكـتْ … يــــداهُ لــــن يــبـلـغَ الآمــــالَ والــرَّغَـبَـا
سَــيُـسْـجَـنَـنَّ بــقــبــرٍ مــظــلــمٍ ولـــــه … فــيـه الــعـذابُ ولــمَّـا يــأْتِ مَــنْ طَـلَـبَا
أو أنَّــــــه هــاهــنـا يُـــرمَــى بــخـاتـمـةٍ … يـشـيبُ مــن هـولِـها مــن عـانقَ الـطَّربَا
فـــالأمـــرُ لـــلــهِ جـــــلَّ اللهُ أحــكـمَـهَـا … فــلــن يــــردَّ الــقـضـا إنْ أمـــرُه حَــزَبَـا
تـحـالف الـصـهاينةُ الأنـجـاسُ مـع مـللٍ … باللهِ قــــد كــفــرتْ واسـتـكـتَمَا حـقـبَـا
والـحـالُ تـفـضحُهم فــي كــلِّ مـعـضلةٍ … تــدورُ فــي مـجـلس الـتَّـدليسِ والـرُّقبَا
فـــإنْ لــهـا وجــدتْ فــي الـشَّـأوِ أمَّـتُـنا … عـــزمَ الــرجـالِ فـعَـنـهم أمـسُـنَـا كـتـبَـا
عـــادت إلـيـهـا روايـــاتٌ وقــد ظـفـروا … بـالـفـتـحِ لـــم تـنـتـهكْ خُـلْـقًـا ولا أدبَـــا
ويَــشـهـدُ الــنـاسُ والـتـاريـخُ رحـمَـتَـها … وحـفـظَ حــقٍّ لـهـم مـولى الـورى وَهَـبَا
لأُمَّــــــةٍ نــهــجُـهـا خــيــريــةٌ وُهِـــبَــتْ … مــــن الــكـريـمِ أتــاهــا فــضـلُـه صَـبَـبَـا
وجـــاءَ يــمـلأُ وجــهَ الأرضِ فـازدهـرتْ … بـــــه الــحــضـارةُ لابــغــيًـا ولا قُــضُـبَـا
بــــل الــمـآثـرُ ألــفَـى الــنـاسُ بـهـجَـتَهَا … فــقـدَّمـوهـا وكـــــان الــخـيـرُ مـرتَـغَـبَـا
بـــشــرى أتــتْــهُـم ولـــلأيــامِ مــنـفـعـةٌ … نَــــدى تَــثَـنّـى فــنـالـوهُ وقــــد وجــبَــا
لا تــسـألُـوا عــــن يــــدٍ أهـــدَتْ لأُمَّـتـنـا … شـأنًـا وعــن فـضـلِه الـتـاريخُ قــد كـتبَا
فـهـل هـنـا فــي زمـانِ الـشَّرِّ نـبصرُ مَـنْ … جــارى عـلاهـا ونــال الـمـجدَ مُـكتَسَبَا !
فــكـلُّـهـا دولٌ قــامــتْ عــلــى أســــسٍ … مـــن الـتَّـعـالي فـألـفـتْ عــنـده الـعـطبَا
غــاراتُــهـا لـــدمــارِ الأمـــــنِ شـــاهــدةٌ … وبـالـقـنـابلِ تــرســي الــبـغـيَ والـغَـلَـبَـا
إرهـابُها فـي نـواحي الأرضِ فـي شُـغُلٍ … لـلـقـتـلِ جــــاءَ ولـلـخـيراتِ قـــد نَـهَـبَـا
لـكـنَّـهـا الــقـوةُ الـعـمـياءُ قـــد حـكـمـتْ … فــمــا رأتْ حــكـمـةً تُــرجَــى ولا رَغَــبَـا
والآخـــرون وقـــد عــضُّـوا نـواجـذهـم … لـيـسـتْ عــلـى شـيـمٍ كـانـت لـهـم لَـقَـبَا
وإنَّــمـا انْــدرجـوا فـــي أمـــرِ فـتـنـتِهم … فــمـا اسْـتـقـاموا ولا ألــفـوا لــهـا طُـنُـبَا
لــعــلَّ ربِّــــي إلــــهَ الــعــرشِ يـدركُـهـم … بــرحـمـةٍ مــنــه نــالـوا عـنـدهـا الأَرَبَـــا
فــيُــسـعـفـون جــــراحـــاتٍ لأُمَّــتِــهِــم … أم يُــبــدلـون أذى مــأسـاتِـهـا نـــدبَــا ؟! (2)
يا أُمَّـــــــــةً ضَيَّعَتْ أمجادَهـا عبثًا ……………. عـودي إلى اللهِ إنَّ العـودَ قـد وَجَبَـا
—————————————–
هوامش :
الوصب: هو الألم الذي يلزم البدن لزوما دائما
الندب: مصدر ندِبَ. أثر الجُرح الباقي على الجلد، أو بثرة في الجلد ترك الجدري ندوبَه على جسد الطفل .