الأحد سبتمبر 8, 2024
مقالات

هل سبقَ “ابن وَحشيّة” شامبليون في فك رموز الهيروغليفية؟

يسري الخطيب يكتب: اكتشاف حَجَر رشيد

1- تم اكتشاف (حَجَر رشيد) بواسطة الضابط مهندس “بيير فرانسوا بوشار”، ونجح العالم الفرنسي الأثري “شامبليون”، الذي جاء مع الغزو الفرنسي لمصر، في فكّ رموز اللغة الهيروغليفية

2- (العلمانيون والأثريون والجهلاء يطلقون على الاحتلال الفرنسي لمصر: “الحملة الفرنسية”)

3– ساهم اكتشاف هذا الحَجَر في فكّ طلاسم اللغة المصرية القديمة، وذلك عن طريق مقارنتها باللغة الديموطوقية، وكان من نتيجة ذلك؛ دراسة الحضارة الفرعونية.

4– البداية كانت عندما كلّفَ الجنرال مينو، ثالث قادة الاحتلال الفرنسي لـ مصر، بعد الطاغيتين: نابليون وكليبر، الضابط مهندس “فرانسوا بوشار” بإجراء أعمال ترميم وإصلاح في قلعة جوليان “قايتباي حاليًا”، وأثناء العمل عثرَ على هذا الحَجَر البازلتي تحت أنقاض القلعة، وكان يبلغ ارتفاعه (1 متر) وعرضه (73 سنتيمترًا) وسُمكه (27 سنتيمترًا)، فلما رآه” بوشار” أدرك ما لهذا الحجر من أهمية.

5- ذكرَ الدكتور “سليم حسن” في موسوعته: “مصر القديمة” عددا من المحاولات في فك رموز الكتابة الهيروغليفية

وقال مؤلف “مصر القديمة” إن أول من حاول فك رموز هذا الحجر هو “سلفستر دي ساسي” عام 1802م، وكان عالمًا باللغة العربية، ولكن محاولاته باءت بالفشل

6- أول محاولة جادة متكاملة لفك رموز حجر رشيد، هي التي قام بها الدبلوماسي السويدي العالم “توماس أكربال” في سنة 1820م، الذي تعرّفَ على بعض الحروف، أما العالم البريطاني “توماس ينك”، فقد اكتشف أن الكتابة الهيروغليفية هي حروف لأصوات، ولكنه أخطأ في الخصائص الصوتية لهذه الرموز.

7- استطاع العالم الفرنسي “جان فرانسوا شامبليون” (1790م – 1832م) فَكَّ رموز اللغة المصرية القديمة، في عام 1822م، عن طريق مضاهاة الحروف ببعضها البعض وخاصةً الأسماء، وأدى هذا الاكتشاف إلى ثورة علمية وتاريخية، ومعرفة رموز الهيروغليفية.

8- كان “شامبليون” يعرف اللغة القبطية، فطابقها باللغة اليونانية الموجودة على الحَجَر، ثم ميـّـزَ أسماء الحُكّام البطالمة المكتوبة باللغة العامية المصرية، واستطاع أن يحصل على عِدّة حروف، وعن طريق مضاهاتها ببعض أسماء أخرى؛ وصلَ إلى أبجدية الحروف القبطية، وبالتالي أبجدية الحروف الهيروغليفية التي كان يستخدمها فراعنة مصر.

9- كانت الكلمات المكتوبة على حجر رشيد بثلاث لغات:

1- الهيروغليفية

2- الديموطيقية

3- اليونانية

فاللغة الهيروغليفية كانت لغة المعابد والمراسلات،

واليونانية كانت هي لغة البطالمة الذين كانوا يحتلون مصر، أما الديموطيقية فهي (العاميّة المصرية وكانت مزيجا من عدة لغات ولهجات)

10- استولى البريطانيون على حجر رشيد، بعد خروج الفرنسيين، عام 1801م، وتم نقل الحَجَر للمتحف البريطاني، سنة 1802م، حتى الآن، ولم يجرؤ (أثري) مصري أن يطالب بريطانيا بحجر رشيد رسميا، لأن كبار الأثريين مجموعة مرتزقة، يتم ترضيتهم وإسكاتهم بالمال، وزيارات مستمرة لبلدان العالم، والمشاركة في نهب محتويات المقابر الأثرية من ذهب وأشياء أخرى، ويقوم بـ(التغطية والتخديم) عليهم، مجموعات من أراذل الصحفيين المُرتزَقة الدَجاجِلة (جمع دجّال)، والإعلاميين الأفّاكين المُدلّسين.

المكتشف الحقيقي للهيروغليفية؟!

11- أول عالم عربي اهتم بالهيروغليفية والنصوص المصرية، هو (جابر بن حيّان) الذي عاش بين منتصف القرن السابع ومنتصف القرن الثامن الميلادي، واستفاد من أبحاثه العديد من العلماء العرب، منهم  “ابن وحشية” و”ذو النون المصري “

12- لم يكن فرانسوا شامبليون «1790م – 1832م»، أول من اكتشف أسرار اللغة الهيروغليفية، كما يُشاع، بل سبقه إلى ذلك العالم العربي العراقي المسلم «أبو بكر أحمد بن علي بن قيس» – ابن وحشية – أول من كشفَ أسرار «الكتابة المقدّسة» الهيروغليفية.

يُعرَف بـ «ابن وحشية النبطي» أو «ابن وحشية الكلداني»، عاش بين القرنين العاشر والحادي عشر الميلاديين، الثالث والرابع الهجريين، وقد كشفَ في مخطوطته النادرة (كشف المستهام في معرفة رموز الأقلام) عن أحرف وأسرار 89 لغة قديمة من بينها اللغة المصرية القديمة «الهيروغليفية».

13- تجاوز «ابن وحشية»، في مخطوطته النادرة اكتشاف الحروف الهيروغليفية، ومقاطعها الصوتية، إلى اكتشاف الرموز التي كان يستخدمها الفراعنة في وصف بعض الأشياء؛ مثل أسماء الكواكب، والنجوم، والمعادن، والحيوانات، والجمادات، وتجاوز ذلك إلى تفسير الرموز التي كانت تستخدم بعض المعاني المطلقة؛ مثل الروح والخير والشر والقدرة وغير ذلك.

14- كتاب (كشف المستهام في معرفة رموز الأقلام) تمت طباعته في لندن عام 1806م،

وفي فرنسا قبل اكتشاف الهيروغليفية على يد شامبليون ب 16 عاما!!!

وهو الكتاب الذي استعان به شامبليون، ونسبَ الاكتشاف لنفسه، كما ذكرَ الدكتور عكاشة الدالي، عالم المصريات في كتابه الذي أصدره في سنة 2004م: «الألفية المفقودة.. مصر القديمة في كتابات العرب»، وتحدّث فيه عن اكتشاف «ابن وحشية»،

15- ما سبق به «ابن وحشية»؛ «شامبليون» وباقي علماء أوروبا بثمانية قرون، يتطابق مع ما وصل إليه علم المصريات في الحروف والرموز الهيروغليفية باللغتين الإنجليزية والفرنسية.

16- تمتلك المكتبة الوطنية في باريس مخطوطة «ابن وحشية»: «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام»، تحت رقم «1605/131»، وأيضا تمتلك المكتبة الوطنية في النمسا المخطوطة برقم «68»، الأمر الذي لم ينتبه إليه أحدٌ، باستثناء الدكتور الدمشقي، عضو مجمع اللغة العربية، “يحيى مير عَلَم”، أستاذ آداب اللغة وعلومها بكلية التربية الأساسية بالهيئة الوطنية للتعليم التطبيقي والتدريب في الكويت، في بحثه: (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام: أقدم مخطوط كشف رموز الهيروغليفية لابن وحشية النبطي).. ويؤكد الدكتور “يحيى مير علم”، أن العلماء المسلمين والعرب اهتموا وفكّوا رموز اللغة الهيروغليفية، وتحدّثَ عن مخطوطات عربية في إسطنبول وباريس؛ تضم جداول تكشف المقابل الصوتي لرموز الهيروغليفية، تمكنَ ثلاثة علماء من المسلمين العرب من وضعها في العصور الوسطى التي كانت «مظلمة» في أوروبا.. وكان الأوربيون يعتقدون أن الرموز الهيروغليفية رموز سحر وشعوذة.

17- العالم اللغوي والكيميائي العراقي «ابن وحشية» له العديد من المؤلفات أهمها:

«شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام»

«شمس الشموس وقمر الأقمار في كشف رموز الهرامسة»،

«الفلاحة النبطية»

«الأصول الكبير»

«الأصول الصغير»

وغيرهم.

18- يقول الدكتور عكاشة الدالي، عالم المصريات، والمحاضر بجامعة لندن: (رأيتُ كتاب “شوق المستهام إلى معرفة رموز الأقلام” لأحمد بن وحشية النبطي، بعيني، وطالعتُ فيه بنفسي،، وهنيئاً لعلماء أوروبا الذين ترجموا هذا الكتاب إلى لغتهم، فقد ترجمه الإنجليز منذ قرنين، ووقفوا بواسطته على آثار الأمم الماضية، فأعمال المستشرقين ووقوفهم على حل رموز الآثار، ما هي إلا نتيجة بحثهم في هذا الكتاب ووقفهم عليه، وإخفائه عنا حتى لا نسبقهم فيه).

19- ورغم وجود كتاب ابن وحشية (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام) الذي فك فيه طلاسم 89 لغة، منها الهيروغليفية والنصوص المصرية القديمة؛ بتفاصيلها وأسرارها، ما زلنا نردد كالببغاوات: شامبليون شامبليون.

20- الأغرب والأعجب أن كتاب ابن وحشية: (شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام)، تمت ترجمته لجميع لغات العالم، ولم يُنشَر للآن في مصر، ولا أية دولة عربية!

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب