1- (النت) ليس قرآنًا..
(ويكيبيديا) ليست مُـقـدَّسة…
(جوجل) ليسَ مُـقـدَّسًا.
2- ذهبَ صوتي.. وتساقط شعر رأسي، بعد أن تسلَّلَت الشعيرات البيضاء على استحياء، وتعبتُ، و(جِبْت آخري) وأنا أحذّر الناس من شبكة الإنترنت.. ولا مجيب.. وكأني أتحدّث مع أموات، أو مع مسحورين متسرنمين يمشون نياما، ولا حول ولا قوة إلا بالله..
3– يتعامل معظم الناس الآن مع الشبكة العنكبوتية بقدسية مريبة، لا فرق بين الباحثين والصحفيين، وعالم القراء والمثقفين،
4– الناسُ يستسهلون وينهلون معلوماتهم من (النت) ببساطة، ويدافعون عنها باستماتة و(حُرقة) وثقة، ويتمترسون في خنادِقها المعلوماتية، وكأنها “القرآن الكريم”،
5- أصبحَ عندنا الآن: الشيخ جوجل، والطبيب جوجل، والمهندس جوجل، والعالِم جوجل، والمُعلِّم جوجل، والشيف جوجل، والمفتي جوجل، والقاضي جوجل، والصحفي جوجل، والباحث جوجل، والكابتن جوجل..
حتى أضحى (جوجل) هو الملاذ الآمن، والمدينة الفاضلة، والمتنفس وارف الظلال، وهو عند بعض الناس يأتي قبل البَسّملة والحَوقَلة والعلماء، ولن أتجاوز وأقول إن اسم (جوجل) يسبق الآن عند بعضهم؛ العقائد والأديان.
6- رغم جهود ويكيبيديا الجبارة، إلا أنها مليئة بالأخطاء المعلوماتية واللغوية والإملائية، وأخطاء في الأرقام والتواريخ، والوقائع التاريخية…
7- اُدخل على تطبيق (محوّل التاريخ من هجري لميلادي والعكس) وضِع تاريخا من ويكيبيديا، وطابق بينه وبين تواريخ الأحداث والغزوات فيها، وسترى العجب العجاب.
8- والأسوأ هو موقع (المعرفة) الذي ينقل بـ(عبط) من (ويكيبيديا)، من دون مراجعة،،، نفس الأخطاء الإملائية واللغوية والمعلوماتية،
فقط يحاول موقع (المعرفة) أن يتفلسف، فيستخدم أحيانا لغة عامية ركيكة جدا..
9- كثيرون حاورتهم من رموز السياسة والدعوة، وأحتفظ بشرائط الكاسيت؛ تكلموا عن حياتهم وأحداثٍ عاصروها، أجد هذه المعلومات الآن، على (ويكيبيديا) غير صحيحة،
10- ويبقى موقع: (قصة الإسلام) للدكتور راغب السرجاني، وموقع: (التاريخ) للعلّامة الدكتور محمد موسى الشريف (في معتقلات السعودية) هما الدُّرّة المعلوماتية، وكنز الحقيقة.. بالإضافة إلى بعض المواقع العربية المتخصصة، رغم أنها تربط بين السياسة والمعلومات؛ فجميع الصحف والمواقع الإليكترونية السعودية – بلا استثناء – قبل 2013م، كانت ترى الإخوان ملائكة، والآن لا تهاجم سواهم، ونفس الكلام ينطبق على جميع صحف ومواقع دولة الإمارات.
11- تستطيع بـ (إيميل) بريد إليكتروني (مضروب) واشتراك في (ويكيبيديا) أن تكتب وتضيف وتخترع وتؤلّف، وتمتدح هذا، وتهاجم ذاك، وتصنع بطولات لشخصيات، و(تفبرك) أحداثا،،،
12- ويأتي بسذاجة من يتلقف تلك المعلومات وينشرها، ويستميت في الدفاع عنها بغباءٍ شديد.. وتلك هي الكارثة المعلوماتية لجيلٍ لم يشمّ رائحة ورق الكُتُب، إلا مُكرَهًا، في كُتب ومذكّرات المدرسة، أو الجامعة، ولا يدرك قيمة وسِحر الكتاب، ولا يعرف حروف الكلام إلا من خلال شاشات الهاتف المحمول والحاسوب.
13- الكتاب الورقي هو الذي صنع العلماء والمفكرين والباحثين والمثقفين..
لم يصنعهم جوجل،
ولم تعلّمهم ويكيبيديا،
ولم يستقوا معلوماتهم من صفحات ومواقع لا يعرف معظم العاملين فيها، الفرق بين همزة القطع، وهمزة الوصل، ولا بين الفاعل ونائب الفاعل..
(طبعا أنا أقصد الكتاب الورقي قبل ظهور النت، لأن أغلبية الكُتّاب الآن ينقلون من النت ويصنعون كُتبًا ورقية!).
14- يا صديقي.. لا تعتمد على مصدرٍ واحد، ولا تنظر من نافذةٍ واحدة، فـ دار المعلومات لها آلاف النوافذ، وآلاف الأبواب، وليس لها سقف!
