الأحد أغسطس 18, 2024
مقالات

يسري الخطيب يكتب: العربية.. اللغةُ العبقريةُ المُعجِزة

1- كان القاضي المصري والمستشار العلماني “محمد سعيد العشماوي” (هلكَ في 7 نوفمبر 2013م) يصبّ كُفره وأحقاده على القرآن الكريم، في مناظرته الشهيرة مع عَلَم الأعلام الراحل الدكتور محمد عمارة (رحمه الله ورضي عنه) بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، (وكان العشماوي كعادته منفوشًا مثل الديك الرومي)

2- يقول العشماوي للدكتور عمارة: إن الفطائر السليمة ترى للوهلة الأولى أخطاء القرآن النحوية.. فصمت الدكتور عمارة، ثم قال له: عندما تُصحّح أخطاءك أولا، تكلّم عن أخطاء القرآن التي تزعمها: فطائر جمع فطيرة، أما ما تقصده أنت فهي فِـطَـر، وهذه مفردها فِطرة.. وهنا تحوّل الديك الرومي إلى (كتكوت مبلول) وسط تصفيق هائل من الحاضرين..

3- علوم النحو والبلاغة وُضعت على القرآن، واقتبست مناهجها وأُسسها من كتاب الله، وليس العكس.. فلا تأتِ أنت يا أبا جهل لتتحدث عن أخطاء النحو في القرآن الكريم.

4- هل كان كفار العرب (سيسكتون) لو وجدوا شيئا غريبًا في لغة القرآن؟

5- لغة القرآن المُعجِزة هي التي أدهشت العرب أهل البلاغة.. فهي لغة التحدّي

6- يقول العالم العراقي الدكتور فاضل السامرّائي (أستاذ النحو والتعبير القرآني بجامعة بغداد):

“إن” تأتي بمعنى نعم..

“إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ”..

(63 – سورة طه)

إنْ هذان لساحران

(كما تعلمنا في المدارس “إن” تنصب المبتدأ وترفع الخبر.. ولذا سيقول الذي لم يقرأ شيئا خارج كُتب المدرسة.. هذه خطأ ويجب أن تكون: إن هذين….)

7- إنْ هذان لساحران – قراءة حفص – اللام في “لساحران” لام فارقة حتى تتميّز مع النافية،

لو حذفنا اللام ستصبح نافية (ما هذان ساحران)

(اللام للنفي)

إن أنت مسافر = لستَ مسافرا

إن أنت لمسافر = إنك مسافر

إنّا لنظنك من الكاذبين = كاذب

إنّا نظنك من الكاذبين = لستَ كاذبا

اللام الفارقة تفرق بين النفي والإثبات

اللام تثبت السحر لهما

القراءة الأخرى: إنّ هذا لساحران.

(إنْ – إنّ)

إن تأتي بمعنى نعم:

8- يقول شاعر قريش في العصر الأموي “عبيد الله بن قيس الرقيّات” (تُوفي سنة 85 هـ)

بكَرَ العوازلُ في الصباحِ

يلُومنَنِي وألومهنَّ/

ويقلن شَيبٌ قد علاكَ

وقد كبرتَ فقلتُ إنّ/

(فقلتُ إنّ = فقلتُ نعم)

وتُكتب أيضا هكذا:

بكَرَ العواذلُ في الصّباحِ

يلُمْنَني وألُومُهنَّهْ/

ويقُلْنَ شيبٌ قد علاكَ

وقد كبرْتَ فقُلتُ: إنَّهْ/

وهُنا (إنَّ) = نعم

والهاء في ألومُهُنَّ في البيت الأول، وإنَّ في البيت الثاني، هاء السكت التي تأتي عند نهاية الكلام، كـ(فبهداهم اقتَدِهْ)

وتأتي إنَّ بمعنى نعم في لُغةِ العرب، وقال بعضهم “إنّه” = إنه لكذلك…

9- قال أحدهم لعبد الله بن الزبير: (لعنَ اللهُ ناقةً حملتني إليك)

فقال له: (إنَّ وراكبها)، أي: نعم ولعنَ راكبها

10- كانت بعض قبائل العرب ترفع المثنى، تجعله بالألف في جميع الأحوال:

واها لسلمى ثم واهًا واها/

يا ليت عيناها لنا وفاها/

بثمنٍ نرضي به أباها/

فاضت دموعُ العين من جرّاها/

هي المُنى لو أننا نلناها/

(واهٍ وواها: كلمتان وضعتا للتلهّف أو الاستطابة)

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب