يسري الخطيب يكتب: المكايدة السياسية وقصة صورتين
الصورتان في نفس الفترة: من 1910م – 1925م:
1- مواطن مصري، وزوجته وطفلهما، أمام ترعة الأهرام بالجيزة (شارع فيصل الآن) والصورة لا تحتاج لتعليق.. والبُؤس الواضح على الزوجين الحافيين وطفلهما، لا يحتاج لكلام..
2- قلب القاهرة النابض، حيث الباشوات، وكبار الدبلوماسيين، والأفندية، والإنجليز..
– فلا تبالغ يا سيّدي في مدح صور الفترة الخديوية، والفترة الملكية، لمجرّد (المكايدة السياسية) أو الحنين للماضي: وهو موضوع نفسي تحدّث عنه الشيخ محمد الغزالي، والدكتور مصطفى محمود، باستفاضة..
– لم يتغـيّر شيء..
وإذا كان الفقير توهّم أنه تقـدّم خطوة للأمام بعد 1952م، فالغني قفز مئات الخطوات
– (البهرجة) التي تراها في الصور القديمة المنتشرة بكثافة على المواقع الإليكترونية، وصفحات الفيس؛ كانت في المناطق الراقية فقط التي يسكنها (الباشوات) والأثرياء، والإنجليز وأتباعهم..
– أنا لا أدافع عن هذا، ولا ضد ذاك.. لكن كُن منصفا.. فالحياة لم تكن ورديّة في الفترة الملكية، ولا فترة الخمسينيات والستينيات..ولم يتحسّن مستوى المواطن المصري (نسبيًّا) إلا في الفترة من 1975م، حتى سنة 2000م… (ربع قرن الثراء في حياة مصر.. فترة القطط السمان) من نهايات عصر السادات حتى ظهور جمال مبارك، وأحمد عز، ورشيد محمد رشيد، ويوسف بطرس غالي، وحسام بدراوي، وعصام شرف، ومحمود محيي الدين، ورجالهم، وكل أعضاء لجنة السياسات الذين أكلوا الأخضر واليابس.
– ثم دخل المصريون “شِعب أبي طالب” بعد 2011م، وما زالوا.
– نحن جميعا يشدنا الحنين للماضي، رغم أنه لم يكن ورديا، فقط نحن نخدع أنفسنا، لأننا نريد أن نراه كذلك.. فهذه طبيعة بشرية
– الشيء الوحيد الصحيح في الماضي، كان في القلوب والضمائر والأنفس الرائعة، وراحة البال، نحن نشتاق لهؤلاء ونبحث عنهم، وليس عن المستوى المادي والاقتصادي والحياتي والصور الخادعة..
……….
يسري الخطيب