يسري الخطيب يكتب: دولة اليعاربة الإسلامية المنسية
1- يتوهّم كثيرون أن منطقة الخليج العربي كانت صحراءً جرداء، قبل مائة عام، والبعض يظن أنها ظهرت مع ظهور البترول من حوالي 70 سنة.
2- تلك المنطقة قامت عليها إمبراطوريات عظمى، خلال القرون السابقة، ومنها الإمبراطورية الفارسية، والعمانية، واليعربية الأولى، واليعربية الثانية، وقبلهم كانت الإمبراطوريات الإسلامية الكبرى..
3- كانت (سلطنة عُمان الآن) هي القوة الجبارة التي تسيطر على الخليج والجزيرة وبعض مناطق الشام وإيران، وقال المؤرّخون إنها كانت أقوى دولة بحرية في العالم..
4- لكن تظل «دولة اليعاربة الإسلامية»، خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر، هي الأقوى..فقد كانت تشمل: سلطنة عُمان والخليج، وما يُعرف الآن بدولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر والبحرين والكويت، وامتدت لتشمل شرق أفريقيا، وجزء من فارس، وعاصمتها ولاية الرستاق (في سلطنة عُمان الآن)
5- كانت “دولة اليعاربة” بقيادة القبيلة العربية العريقة (القواسم)؛ تُطبّق الشريعة الإسلامية، وتعتمد الزكاة بديلا عن الضرائب، واستطاعت أن تطرد الإنجليز والبرتغاليين من منطقة الخليج وما حولها..
(ينحصر مُلك القواسم الآن في جلفار (رأس الخيمة)، والشارقة، بدولة الإمارات)
6- كالعادة.. كان انهيار دولة اليعاربة بسبب الفِـتَن والصراعات الداخلية على الحُكم، بين قبيلتَيْ: القواسم والبوسعيدية..
وانتهى الصراع بسيطرة القواسم على إمارتَيْ: الشارقة وجلفار (رأس الخيمة)، وما زالوا للآن.. ومنهم حاكم الشارقة: سلطان بن محمد القاسمي، وحاكم رأس الخيمة: سعود بن صقر القاسمي..وليس لهما أي تأثير سياسي داخل دولة الإمارات، لأن أولاد زايد يحكمون بالحديد والنار، ولا يجرؤ حاكم أي إمارة هناك أن يقول حرفا قبل استئذان أبوظبي.
أما البوسعيدية، فهم سلاطين عُمان: وأشهرهم السلطان قابوس، ووالده سعيد بن تيمور.
7- والإمارات.. ليست سواء
كل إمارة لها خصائصها وطابعها وعاداتها.. وكل إمارة لها قبيلة تحكمها، ولا علاقة لها بالأخرى.. ولذا تختلف الإمارات في (السَّمت)
وللوهلةِ الأولى في إمارة دُبَي؛ تشعر أنك خارج النطاق العربي تماما، فهي لا تشبه العرب في أي شيء، إلا في أسواقها القديمة التي يذهب إليها السائحون..
الخمر والمجون في الفنادق وخارج الفنادق، والروسيات والأوربيات في الشوارع شبه عرايا، وخاصةً حول برج خليفة، والمساجد نادرة..
أما في الشارقة فتشعر أن التاريخ أعادك لدولة الإسلام العظمى في الأندلس.
.. وهذا ما يقال أيضا عن رأس الخيمة وعجمان، ولكني لم أزرهما..