يسري الخطيب يكتب: “د. عبد الصبور شاهين”.. اللغوي العملاق والمفكّر الإسلامي الثائر
د. عبد الصبور شاهين
(د. عبد الصبور محمد موسى موسى علي شاهين)
– الميلاد: 18 مارس 1929م، القاهرة.
– الوفاة: 26 سبتمبر 2010م، القاهرة.
– والده: الشيخ “محمد موسى موسى علي شاهين” كان من علماء الأزهر المعروفين،
– جدّه الأكبر: “شاهين بك” كان زعيم المماليك، وأول من قُِتلَ في مذبحة القلعة، يوم 1 مارس 1811م.
– والدته: من قرية “الخيارية” بمركز المنصورة (محافظة الدقهلية)، وهي من أسرة عريقة، وخالها هو الشاعر الكبير إسماعيل باشا صبري.
– بدأت صداقتي الفعليّة بالمفكّر الإسلامي الدكتور عبدالصبور شاهين، في 1999م، من خلال الحوارات الصحفية، في مكتبه بكلية دار العلوم العريقة، واستمرت حتى رحيله عن الدنيا في 2010م.
– ركبتُ سيارته “الجيب” ودخلتُ بيته، وتجوّلتُ في مكتبة منزله، بمنطقة حدائق الأهرام، مدخل خوفو، كثيرا كثيرا.
– تناقشنا وتجادلنا، وسمعتُ منه النكات، التي تتجاوز الخطوط الحمراء أحيانا، لكنه لا ينطق إلا بالفصحى، وهو الشيء الذي أفادني كثيرا، وعلّمني كيف أدير حوارا، أو جلسة أدبية، دون كلمة واحدة بالعامية المصرية.
– ما زلتُ أحتفظ بشرائط الكاسيت لتلك الحوارات، التي رفض رؤساء تحرير الصحف التي عملتُ بها خلال تلك الفترة، نشر معظمها، حتى لا يُغضِبوا أسيادهم، ولا أستثني منهم إلا أستاذي الصحافي القدير: محمد القدوسي..
– سمعتُ منه أسرارا كثيرة عن أموال الريان، وكيف نُهِبَت، وأين اختفت؟ ولماذا؟
– قال لي في سنة 2006م: إن الدين والعسكر متنافران، ولم أستوعب ذلك إلا بعد ثورة 25 يناير 2011م.
– تجادلنا لسنوات حول كتابه: (أبي آدم) وكان يستمع جيدا (ويتحمّل غتاتتي) ويقول لي ضاحكا: أنا عبدالصبور يا ولد.
– الموضوع الوحيد الذي لم أتقـبّله منه، ولم يستطع أن يقنعني به، كان رأيه في الشيعة، وأنه لا فرق بين الشيعة والسُّـنة، وعندما قلتُ للقدوسي ذلك، تغيّر لون وجهه، وتنفّس الصعداء، وقال: (مفيش عالم كامل)
– هو أفضل من يتحدث الفصحى في العالم، بإجماع كبار اللغويين.
– هو أول من أطلق على الكمبيوتر كلمة: “حاسوب”،، وصارت بعد ذلك هي الترجمة الرسمية.
– د. عبد الصبور شاهين، الأستاذ بكلية دار العلوم، وخطيب مسجد عمرو بن العاص المُفوَّه، واللغوي العملاق، والمفكر المدهش، والشيخ المشاغب،،، والمثير للجدل..
– له 65 كتابا ما بين مؤلفات وتراجم، أكبرها مفصّل لآيات القرآن في عشرة مجلدات، وأحدثها مجموعة “نساء وراء الأحداث” 10 كتب.
ويبقى مؤلفه الأشهر “أبي آدم” والذي أثار ضجة كبيرة، ولا زال.
– خلال (11 سنة)، رأيتُ الدكتور عبدالصبور في أولها، ضحوكا، قوي البدن، يتدفقُ فكرا وعلما، يعمل لساعاتٍ طوال في الجامعة والمنزل، بحيويةٍ ونشاطٍ رائعين، وعندما قابلته قبل وفاته بحوالي 9 شهور، كرهتُ الدنيا وتقلباتها، فقد أصبح الدكتور عبد الصبور هزيلا شائخا ضعيفا، لا يتحرك بمفرده، ولا يستطيع تحديد من أمامه، فقد ضعفَ سمعه وبصره وبدنه كله، وكأني أمام شبح، أو هيكل عظمي…
– خرجتُ من منطقة حدائق الأهرام، بعد أن لملمتُ أوجاعي وأحزاني على عملاقٍ عرفته، وتمنيتُ من الله، أن يقبضني قبل أن أصل لهذه المرحلة العُمريّة القاسية.
– رحمَ اللهُ المفكّر الإسلامي، خطيب مسجد عمرو بن العاص، الدكتور عبدالصبور شاهين، وغفرَ له، وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
———–
يسري الخطيب