يسري الخطيب يكتب: د. ناهد الديب.. ورابعة
كانت السيدة الفاضلة د. ناهد الديب، (امرأة بمليون رجل)، فهيَ الطبيبة، والمدرّسة الجامعية، والأديبة، والكاتبة، والشاعرة الإسلامية، والفارسة التي لا تخشى في اللهِ لَومة لائم.
حاولتُ معها مرارا طيلة السنوات الفائتة أن أعرف حقيقة ما حدث في فض “رابعة”، يوم 14 أغسطس 2013م، وخاصةً أنني كنتُ خارج مصر، خلال تلك الأحداث والسنوات، وكانت ترفض بإصرارٍ عجيب، ورغم ذلك لم أيأس، وحاولتُ كلما سمحت الظروف، بتكرار سؤالي، وطلبتُ منها أن تكتب سلسلة مقالات لأنشرها عندنا في الجريدة، لله ثم للتاريخ، ولنعرف الحقيقة كاملة، من دون رتوش، لكنها كانت تكرر بصوتٍ حزينٍ كلمات المؤرّخ ابن الأثير في كتابه: (الكامل في التاريخ) عندما أراد أن يكتب عن مشاهداته لمذابح المغول في العراق: (لقد بقيتُ عدة سنين مُعرِضًا عن ذِكر هذه الحادثة، استعظامًا لها، كارهًا لذكرِها، فأنا أقدّم إليه [رِجلا] وأؤخر أخرى، فمَن الذي يسهل عليه أن يكتب نَعْيّ الإسلام والمسلمين، ومَن الذي يهون عليه ذِكر ذلك، فياليت أمي لم تلدني، ويا ليتني مِتُّ قبل هذا وكنتُ نسيًا منسيًّا)
– رحمَ اللهُ (أم محمد) الدكتورة ناهد الديب، طبيبة مستشفى رابعة الميداني، التي غادرت دنيانا فجأة، ومن دون مقدمات، يوم 27 فبراير 2023م.. قبل أن تكمل 44 عاما..
– رَحَلَت الدكتورة ناهد، ومعها أسرارها عن يوم رابعة، وأصرَّت أن تقول تفاصيل كل ما رأته، وكانت شاهدةً عليه، لربها فقط.