الخميس سبتمبر 12, 2024
مقالات

يسري الخطيب يكتب: عندما يهزِمُ الرَّدِيءُ الجَيّدَ.. اليابان.. أين هي؟!

1- كان اسم (اليابان) طيلة العقود الماضية مرادفًا للجَودة التكنولوجية الفائقة، والازدهار الاقتصادي، ولكنها بدأت تختفي تدريجيًا، مع إطلالة القرن الحالي، لتستولي الصين على مكانها، ومكانتها الاقتصادية، مع الفارق الكبير في مستوى جودة المُنتَج بين البلدين.

2- أصبح من المستحيلات، أن تجد في الأسواق الآن (جهازا) عليه اسم اليابان..

3- شركة (توشيبا) دُرّة شركات العالم في صناعة الإليكترونيات، والتكنولوجيا، كانت آخر شركة يابانية تعلن انسحابها واعتزالها وتجميد نشاطها تدريجيا، وبيع ممتلكاتها..

4- تدهورت العلاقات الاقتصادية بين البلاد العربية واليابان، في العقود الأخيرة، بسبب اتجاه العرب للأسواق الصينية والماليزية والكورية، وكان الرد الياباني بالاستغناء عن البترول العربي (الصحف الخليجية تقول إن اليابان هي التي بدأت بالاستغناء عن النفط العربي، ولذا كان الرد العربي بمقاطعة منتجاتها)، والقضية ليسَت: مَن الذي بَدَأَ؟!. الكارثة كانت في استغلال الصهاينة لذلك الخلاف، ونجاحهم في استثمار ذلك، وأصبحت اليابان من أكبر الداعمين للكيان الشيطاني.

5- خلال السنوات الماضية، تجمّدَت معظم شركات السيارات اليابانية، وشركات التكنولوجيا، والصناعات الثقيلة، وتم دمج بعضها، وباعت معظم الشركات اليابانية الكُبرى اسمها لشركات عالمية في أوربا وأمريكا..

6- ربما تمرُّ شهور، أو سنة كاملة، أو أكثر، لا تسمع اسم (اليابان) في نشرة أخبار، أو أي نشاط سياسي عالمي، فقد عادت اليابان للقوقعة، وأغلقت بابها..

7- ربما تخطط اليابان لشيءٍ جديد، تبهر به العالم كالعادة، وربما تكون اكتشفت أن العُزلة والعمل الداخلي، أفضل من فتح الأبواب على العالم الذي لا يعرف قيمتها.

8- الصينيون أذكى من اليابانيين في قراءة متطلبات السوق في الدول الفقيرة، ودول العالم الثالث التي تُمثّل القوة الشرائية الكبرى، واستوعبوا تماما (أصول اللعبة) وألاعيب السوق في بلاد المسلمين: (سجادة الصلاة، والسُّبحة، أو المسبحة، وبوصلة تحديد القِبلة، وإسدالات الصلاة، وملابس الإحرام، وساعة مواقيت الصلوات للمساجد، ثم فانوس رمضان، وغيرهم)

والإنتاج التكنولوجي الصيني درجات ومستويات، فالمُنتج الصيني الذي يُباع في الغرب، ودول الخليج، يختلف تماما عن المنتجات التي يتم تصديرها للدول الفقيرة.

أما اليابان فمستوى إنتاجها واحد، نفس المُنتَج (فائق الجَودة) الذي يباع في أوربا وأمريكا، هو الذي يباع في مصر ودول أفريقيا، وجهاز كاسيت وراديو باناسونيك وناشيونال الياباني الذي كان موجودا في كل بيت مصري، ما زال صامدا، ونائمًا وحزينًا في (كراكيب) البيوت، رغم عمره الذي يزيد على نصف قرن.

9- الشركات اليابانية تتهاوَى، وتُقلّص نشاطها، لأن العالم (يسترخص) صناعة الصين العنصرية التي تتعامل مع دول العالم بمستويات ودرجات..

10- هذا العالَم لا يستحق التكنولوجيا اليابانية، ولا الصناعات اليابانية الفائقة، فالصين بـ رداءة منتجاتها وعنصريتها، تناسبه جدا، لأن الرداءة والعنصرية عنوان “العالَم” اليوم.

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب