الثلاثاء يوليو 2, 2024
مقالات

يسري الخطيب يكتب: «محمد عفيفي مطر».. الشاعر العملاق الذي اغتالته السياسة

محمد عفيفي مطر

الميلاد: 30 مايو 1935م، قرية رملة الأنجب، مركز أشمون، محافظة المنوفية (مصر)،

الوفاة: 28 يونيو 2010م، المنوفية، ودُفنَ بقريته (75 عاما)

– قابلته أول مرة في مطلع الألفية الجديدة، مع الأستاذ محمّد القدُّوسي، وكان ما زال يحمل بقايا حيوية الشباب، بالإضافة إلى الحركة الدائبة، والدخول في حوارات ومناقشات، وابتسامة ثقة لا تفارقه…

– في 2008م، كانت المرة الثانية والأخيرة التي أجلس فيها مع الشاعر العملاق محمد عفيفي مطر، وكنا في ضيافة الأستاذ محمد القدوسي، لكن عفيفي مطر الذي قابلته في سنة2001م، ليس هو الذي كنتُ أجلس بجواره، في 2008م،

– رجل نحيف جدا، هزيل الجسم، وجهه يشبه المومياء، فقد التصق جلد وجهه بالجمجمة، فقد كان (تليّف الكبد) يزداد، والحالة الصحية للشاعر تتدهور تدريجيا.

مَن هذا؟ نعم كان عفيفي مطر نحيفا ضعيف الجسم، لكنه لم يكن كذلك.. جلسة كاملة.. ثم ركبنا سيارة القدّوسي، والرجل لم ينطق إلا بضع كلمات، ذهبتُ معهما لمكتب الصحفي إ.ع، في الجريدة التي يرأس تحريرها، فقد كان عفيفي مطر يكتب فيها، ولم يأخذ (الملاليم) التي كان الصحفي المخابراتي يعطيها للكُتّاب، من ثلاثة شهور، وكان هذا الصحفي يحب استكتاب أبناء محافظة المنوفية (بلدياته) في الصحف التي كان يتولى رئاسة تحريرها، للفشخرة، والتعالي على أهل بلده، وكان يتوهم أنه بذلك (كاسر عينهم) ومنهم من كان هذا الكائن لا يحلم أن يسلّم عليه يوما.

– حوالي (ساعتين) في مكتب رئيس التحرير هذا، وعفيفي مطر لا يتكلم، يسمع ويهز رأسه.. فقط نظر لي بنصف ابتسامة عندما وجدني أحملق بقرف في صورة الشيعي “حسن نصر الله”، التي يضعها رئيس التحرير خلفه، على الحائط كاملا..، وابتسم مرة ثانية عندما سمعني أقول له: لقد ضربَ الشّيبُ رأسك.. فـردَّ بسماجة: اسكت يا جمعااااء.. (عملتُ مع هذا الصحفي البلاستيكي مِن قبل، وكان يقول لي ذلك عندما يسمعني أتحدث بطريقة أقرب للفصحى)

– خرجنا من مكتب الصحفي إ.ع، وركبنا سيارة القدّوسي، وبَدَأَت بعض الكلمات تخرج منه، وأعطاني رقم هاتفه الأرضي، وما زلتُ أحتفظ به، واستمرّت اتصالاتي به على الهاتف الأرضي حتى اشتد عليه المرض، ولم يكن يرد على الهاتف، وسافرتُ أنا للخارج..

(كان ذلك قبل انتشار المحمول الذي ظهر بمصر، في مارس 1998م، وكان حكرا على المسؤولين الكبار والأثرياء، ولم ينتشر إلا بعد 2002م)

– في اليوم التالي عندما قابلتُ الأستاذ محمد القدّوسي، وقبل أن أنطق حرفا، قال لي: (الراجل خارج من تجارب اعتقال وتعذيب مرير)

محمد عفيفي مطر

– حصلَ على دبلوم معلمين، وعمل مدرسًا بالمرحلة الابتدائية، بمحافظة كفر الشيخ، ثم أكمل تعليمه الجامعي أثناء عمله بالتدريس، وتخرّج في كلية الآداب، قسم الفلسفة، وأصبح مدرس فلسفة بـ كفر الشيخ..

– أصدرَ محمد عفيفي مطر، من محافظة “كفر الشيخ” التي كان يقيم بها، أهم مجلة أدبية في النصف الثاني من القرن العشرين: (سنابل) في 1969م، وتمت مصادرتها مع مطلع السبعينيات، بسبب نشرها للقصيدة الشهيرة (الكعكة الحجرية) للشاعر الثائر «أمل دنقل».

– محمد عفيفي مطر مدرسة شعرية متفـرّدة، وأحد عمالقة الشعر العربي الكبار جدا، تنوّعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية، وقصص الأطفال، وترجمة الشعر.

– تأثرتُ شعريا بـ عفيفي مطر لسنوات، ودخلتُ عالم الغموض الشعري، وظَهَرَت جبال الدهشة، والجدران السميكة بيني وبين المتلقّي، ولذا كنتُ أردد في الندوات الشعرية قصائدي الأولى، وشعر البدايات..

– كان محمد عفيفي مطر في خصومة مع الأنظمة السياسية المصرية، وهاجر للعراق هربا من نظام السادات، ولم يكن عفيفي ينتمي لتيار معيّن، أو حزب، أو أيديولوجية.. فقد كان فقيرا يدافع عن الفقراء، ويسعى للحرية

– في عام1991م، اعتقلت السلطات المصرية “محمد عفيفي مطر” نتيجة معارضته النظام فى موقفه من الحرب على العراق، وتعرّضَ لتعذيبٍ رهيب، وسجّلَ تجربة الاعتقال فى عدة قصائد أشهرها «هلاوس ليلة ظمأ»، وأثمرت تلك التجربة عن ديوانه: «احتفاليات المومياء المتوحشة» عام 1999م.

– تكرر اعتقال محمد عفيفي مطر كثيرا، ونال تعذيبا رهيبا في عهد حبيب العادلي،

– يعتبر محمد عفيفى مطر من أبرز شعراء جيل الستينيات في مصر، وقد تنوّعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية، وقصص الأطفال، وترجمة الشعر، وفاز بجوائز عديدة منها: جائزة سلطان العويس في 1999م، كما حصل على جائزة الدولة التشجعية في الشعر عام 1989م، وحصل على التقديرية 2006 م، وصدرت أعماله الكاملة عن دار الشروق عام 2000م، كما حصل على جائزة كفافيس اليونانية، وجائزة من جامعة أركنسو الأمريكية، وجائزة المؤسسة العالمية للشعر في روتردام الهولندية، فضلًا عن كتاباته النثرية، وترجماته، وكتاباته للأطفال.

– في 19 مارس 2019م، قام نجار مسلح (34 سنة) من أبناء قرية رملة الأنجب بالمنوفية، باقتحام منزل الراحل محمد عفيفي مطر، بغرض السرقة، وقام بكسر (باب البلكونة) ولكن زوجة الشاعر الراحل: الكاتبة والناقدة نفيسة محمد قنديل (72 عاما) شعرت به، مما دفعه إلى قتلها حتى لا ينكشف سرّه، (الكاتبة الراحلة شقيقة الكُتّاب: شريف قنديل مدير تحرير جريدة المدينة السعودية، والكاتب الصحفي الشهير وائل قنديل، وهشام قنديل)

– من أشهر أعمال محمد عفيفي مطر:

1- احتفاليات المومياء المتوحشة.

2- فاصلة إيقاعات النمل.

3- رباعية الفرح.

4- أنت واحدها وهي أعضاؤك انتثرت.

5- يتحدث الطمي.

6- والنهر يلبس الأقنعة.

7- شهادة البكاء في زمن الضحك.

8- كتاب الأرض والدم.

9- رسوم على قشرة الليل.

11- الجوع والقمر.

12- ملامح من الوجه الأمبيذوقليسي.

13- من دفتر الصمت.

14- من مجمرة البدايات.

15- صيد اليمام.

Please follow and like us:
يسري الخطيب
- شاعر وباحث ومترجم - مسؤول أقسام: الثقافة، وسير وشخصيات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

قناة جريدة الأمة على يوتيوب