يسري الخطيب يكتب: هل تعود عبادة أصنام الجاهلية؟
– ويعلن المشهد عن نفسه بقوة، ويضع أمام عينيك أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، ثم تقفز أصنام جزيرة العرب وأوثان البشر، في (الخلفية)، وعندما تقوم من مكانك لتغادر المشهد الذي ابتلعك بالقوة، تجد “ساعة فندق فيرمونت” أعلى من مآذن الكعبة!!!
الصنم أو الوثن: هو تمثال أو رمز لإنسان أو حيوان أو جني، كان يصنعه الإنسان ليعبده، ويتخذه إلها، ويتقرب إليه بالتذلل والخضوع
وقد فرّق اللغويون بين الصنم والوثن:
الأصنام:
جمادات لا حياة فيها ولا روح، مصنوعة من الحجارة أو الخشب.. إلخ، وتكون على هيئة تماثيل وغيرها
الأوثان:
هي كل ما يُعبد من دون الله، سواء كان هذا الشيء إنسانا أو حيوانا أو نباتا أو جمادا، فكلمة الأوثان هي عامة شاملة لكافة الآلهة المزعومة التي كان يعبدها البشر قديما، حيث أنّ كل صنمٍ يعتبر وثنًا، وليس كل وثنٍ صنما..
لا فرق بين عبادة الأصنام قديما، وعبادة البشر حديثا، في صورة: سياسي، أو حزب، أو فصيل، أو لاعب كرة، أو ممثل، أو مطرب،أو حاكم، أو (نادي رياضي)، أو عبادة المغرور لنفسه، فيراها فوق البشر
وعبادة البشر أسوأ وأقبح من عبادة الأصنام.. وكلاهما شر وكُفر
البداية القديمة:
أول من عبد الأصنام على وجه الأرض هم قوم نوح (عليه السلام)
البداية: كان الأبناء يبرّون آباءهم ويحبونهم، حتى إذا مات أحدهم اتخذ ابنه له مجسّماً فيه صورته، يعكف عليها وينظر إليها، فلما تعاقبت الأجيال ظن من بعدهم أنهم كانوا يعبدونهم، فعبدوها.
أول من أدخل عبادة الأصنام للجزيرة العربية: (عمرو بن لُحَيّ الخزاعي) فقد كان عمرو زعيمًا كبيًرا في مكة إذ تولى أمرها بعد “جُرهم”، وقد مرض مرضًا شديدًا، فنصحوه بالذهاب إلى حمة قرب البلقاء بالشام، فإن الاغتسال فيها يشفي، فذهب إليها ووجد القوم هناك يعبدون الأصنام، فسألهم عنها، فقالوا له: (نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو)، فطلب منهم أن يعطوه مثلها، فأعطوه، ونصبها حول الكعبة، ثم تبع أهل مكة أهل الحجاز في تلك العبادة، لتنتشر بين جميع القبائل العربية.
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ عامِرِ بنِ لُحَيٍّ الخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ وكانَ أوَّلَ مَن سَيَّبَ السَّوائب).
انتهت عبادة الأصنام في شبه الجزيرة العرب بعد أن بُعث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ونسى عربُ الجزيرة عبادة الأصنام، وصناعة التماثيل، حتى عادت في (زمن الترفيه) وتمثال الحرية على كورنيش الحمراء بمدينة جدة السعودية، والله أعلم بما سيحدث غدا..
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -:
” لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ” (صحيح مسلم)
وَكَانَتْ ذُو الْخَلَصَةِ صَنَمًا تَعْبُدُهَا دَوْسٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ بِتَبَالَةَ
– أليات: بفتح الهمزة واللام، ومعناه أعجازهن (مقاعدهن) جمع (ألية)، والمراد يضطربن من الطواف حول ذي الخلصة، أي يكفرون ويرجعون إلى عبادة الأصنام وتعظيمها .
– تبالة: مكان باليمن،
– ذو الخلصة: في المعجم الوسيط جاءت كلمة ذي الخلصة بقولهم (ذو الخلصة بيت كان يدعى الكعبة اليمانية لبني خثعم.. وكان فيه صنم، يُعبد في الجاهلية)
– بعث النبي صلى الله عليه وسلم له جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ حين أسلم إلى ذي الخلصة، بيت كان يعبده خثعم وبجيلة وكان يقال له الكعبة اليمانية، يضاهون به الكعبة التي بمكة، ويقولون للتي بمكة: الكعبة الشامية ولبيتهم الكعبة اليمانية، وذهب جرير بن عبدالله، إلى ذي الخلصة في خمسين ومائة راكب من قومه، فخرّب ذلك البيت وحرقه حتى تركه مثل الجمل الاجرب، وبعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم بشيرا يقال له: أبو أرطاة، فبشرّه بذلك…
– لم تكن (ذو الخلصة) .. مجرد صنم وإنما كانت بيتا مثل الكعبة.. وكان يتم فيها الطواف والسعي والعمرة والحج وغيره .. لذلك جاء في الاحاديث (لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَضْطَرِبَ أَلَيَاتُ نِسَاءِ دَوْسٍ حَوْلَ ذِي الْخَلَصَةِ)
– يقول محمد بن سيرين: تكون رِدّة شديدة حتى يرجع ناس من العرب يعبدون الأصنام
وجاء في كتاب النهاية (إن الساعة لا تقوم حتى لا يقسم ميراث ولا يفرح بغنيمة، قال: ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشام، وقال عدو يجمعون لأهل الإِسلام ويجمع لهم أهل الإِسلام قلت: “الرومَ تعْني؟ قال: نعم ويكون عند ذاكُم القتال رِدةٌ شديدةٌ”.
– عودة الأصنام ستبدأ تدريجيا..
في البداية يصنعون (أوثان وتماثيل) لملوك وأمراء الجزيرة العربية.. ثم يكون تقديس هذه التماثيل.. حتى تُعبد بعد سنوات..
اللهم استرنا فوق الأرضِ، وتحت الأرضِ، ويوم العرضِ عليك