“يومُ الحساب”.. شعر: سمير محمّد عشماوي

أنا نائمٌ أم أنها أحلامْ
أم أيقظتني سكرةُ الآلامْ
مَن ذا الذي يأتي ليقلق راحتي
مَن هزّ عرشي أيها الأقزام
لا توقظوني أيها النوّام
أنا من حكمتُ عليك بالإعدام
أنا من حَكمتُ بغير أي جريرةٍ
وهتكت عرضك والأنامُ نيام
مَن أنت يا صعلوك تأتي خلوتي
أنسيتَ نفسك فالتزم بنظام
يا أيها المجنون جاوزت المدى
فامضِ لشأنك ما عليك سلام
كم كنت أحكم بالظنون وشبهةٍ
وأزيد من أوجاعكم وظلام
أأنام وحدي في التراب ممرّغا
أحقيقةٌ أم أنها أوهام
قد أنزلوني في الترابِ وحفرةِ
من ضيقها تتأوّهُ الأيام
نثروا التراب عليَّ حتى أظلمت
شمسي ودنيايَ وكل كلام
لا تاج لا حرسٌ هنا في عالمي
وحدي مع المظلوم تحت قتام
أين الذين حميتهم يا حُفرتي
أين الجوائز أينها الإنعام
ما بال تلك الأرض تحرق ظهرنا
والكون يغلى فوقنا آلام
وأرى الذين ظلمتُهم بُعثوا هنا
يتدافعون ليقذفوا بسهام
جثثٌ مقطعة الرؤوس تلفّنى
وتغلّني بسلاسلٍ وزحام
الكل يطلب حقّه مني أنا
والنار في قبري لها إضرام
أين الذين أراك تخطب ودّهم
قد أنزلوك بحفرة وظلام
والنار تعرض ليلها ونهارها
وأنين أطفالٍ بكوا أيتام
شيخٌ عجوزٌ كنت قد عذّبته
والآن ينشد حقه إعدام
يا ويل قاضي الأرض من أحكامه
للكل يومٍ دارت الأيام
كم كنت أهزأ بالدعاء جهالةً
والآن يشقيني ببعض كلام