في لحظة يمتزج فيها الحزن بالفخر، تفتح نقابة الصحفيين المصريين أبوابها مساء السبت لتحتضن قلوبًا نابضة بالوفاء لشهداء الكلمة في فلسطين، أولئك الذين حملوا الكاميرا والقلم بدل السلاح، فواجهوا رصاص الاحتلال بعدساتهم وأصواتهم، ليظلوا شاهدين على الحقيقة حتى آخر نبض
تستعد نقابة الصحفيين المصريين، غدًا السبت في تمام السادسة مساءً بالدور الرابع بمقرها وسط القاهرة، لتنظيم يوم تضامني مع الصحافة الفلسطينية، في ظل ما يتعرض له الصحفيون في غزة وفلسطين من استهداف مباشر وحصار خانق.
ويتضمن برنامج اليوم تكريم شهداء الكلمة والصورة الذين ارتقوا وهم يؤدون واجبهم المهني في الميدان، دفاعًا عن الحقيقة وكشف جرائم الاحتلال. كما يشهد الحدث معرض صور يوثق الانتهاكات الإسرائيلية بحق الإعلاميين، وإيقاد شموع تخليدًا لذكراهم، إضافة إلى شهادات حية من داخل غزة تنقل معاناة الصحفيين أثناء التغطية تحت القصف ونقص الإمكانات.
وسيُعرض خلال الفعالية فيلم تسجيلي يكشف سياسة التجويع التي يتعرض لها المدنيون في قطاع غزة، وما يرافقها من محاولات لإسكات صوت الحقيقة.
كما يشارك في اليوم التضامني نقابيون وصحفيون عرب ودوليون يلقون كلمات تؤكد دعمهم لحرية الصحافة وحق الإعلاميين في أداء رسالتهم دون قيود أو تهديد، مع الدعوة إلى محاسبة المسؤولين عن استهدافهم.
يرى مراقبون أن هذه الفعالية تأتي في توقيت بالغ الأهمية، حيث تتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على الصحفيين في غزة في إطار سياسة ممنهجة لإسكات الأصوات الحرة ومنع توثيق جرائم الحرب.
ويؤكد خبراء الإعلام أن تكريم شهداء الصحافة الفلسطينية في القاهرة يحمل رسالة مزدوجة؛ الأولى دعم معنوي لزملائهم الأحياء الذين يواصلون أداء رسالتهم وسط الخطر، والثانية تذكير المجتمع الدولي بمسؤوليته القانونية والأخلاقية في حماية الصحفيين.
من جانبه، يشير محللون سياسيون إلى أن مشاركة نقابيين عرب ودوليين في هذا اليوم التضامني يعكس تصاعد الوعي بقضية حرية الصحافة في فلسطين، ويعيد طرح ملف استهداف الإعلاميين على طاولة المحافل الحقوقية الدولية.
ويذهب بعضهم إلى أن هذه المبادرات الشعبية والمهنية قد تكون أكثر تأثيرًا من البيانات الرسمية، لأنها تحرك الرأي العام العالمي وتكسر حاجز الصمت.